
05-11-2013, 04:09 PM
|
 |
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
|
|
خدمتها لرسول الله صلَّ الله عليه وسلم والقيام بحقوقه: لم يكن لعائشة رضي الله عنها في بداية الأمر خادم، ثمَّ اشترت جارية اسمها
بَريرة وأعتقتها، واشترطت أن يكون ولاؤها لها .
كانت عائشة رضي الله عنها تقوم بخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت، وتقضي سائر حاجاته صلَّ الله عليه وسلم، حتى أنَّا كانت تغسل سواكه ، وتقوم بترجيل شعره حتى في حال اعتكافه في المسجد وهي حائض،
وتقول عن ذلك: (كان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم إذا اعتكف يُدني إليَّ رأسه
فأُرَجِّله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان). وفي لفظ: (أنَّها كانت تُرَجِّل رأس رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، وهي حائض، وهو معتكف في المسجد،
وهي في حجرتها، يناولها رأسه). كما كانت تقوم رضي الله عنها بتطييبه صلَّى الله عليه وسلم بيدها لإحرامه ولحلِّه، تقول عن ذلك: (طيَّبت رسول الله صلَّ الله
عليه وسلم بيدي بذَرِيرةفي حجة الوداع، الحل والإحرام)وفي رواية: (طيَّبتُ رسول الله صلَّ الله عليه وسلم عند حِرمِه بأطيب الطيب).
كما كانت تساهم في العمل العام، فقد ذكر الأَسْود عنها أنَّا كانت تَفْتل القلائد لهدي النَّبي صلَّ الله عليه وسلم.
وكانت تحافظ على راحة رسول الله صلَّ الله عليه وسلم حتى وهي تتألَّ، ومن ذلك أنَّه عندما تأخَّر الجيش أثناء البحث عن عِقدها، فنام رسول الله صلَّ الله عليه وسلم على فخذها، جاء أبو بكر يطعنها في خاصرتها ويُعَنِّفها، وهي لا يمنعها من
التحرُّك إلا مكان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم منها. تقول عائشة رضي الله عنها:
(خرجنا مع رسول الله صلَّ الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء أو
بذات الجيش انقطع عقد لي، فأقام رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على التماسه،
وأقام النَّاس معه، وليسوا على ماء، فأتى النَّاس إلى أبي بكر الصِّدِّيق، فقالوا: ألا ترى ما صنعتْ عائشة؟ أقامت برسول الله صلَّ الله عليه وسلم والناس، وليسوا
على ماء، وليس معهم ماء. فجاء أبو بكر ورسول الله صلَّ الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي، قد نام، فقال: حبَستِ رسول الله صلَّ الله عليه وسلم والناس،
وليسوا على ماء، وليس معهم ماء. فقالت عائشة: فعاتبني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن
يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرُّك إلا مكان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم على فخذي، فقام رسول الله صلَّ الله عليه وسلم حين أصبح على
غير ماء، فأنزل الله آية التيمم، فتيمَّموا، فقال أُسَيد بن حُضَير: ما هي بأوَّل بركتكم
يا آل أبي بكر. قال: فبعَثْنا البعير الَّذي كنت عليه، فأصبنا العقد تحته.
ولمَّ مرض رسول الله صلَّ الله عليه وسلم مرض الموت كانت تَرقيه، وتقول
رضي الله عنها عن ذلك: (كان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم إذا مرض أحدٌ من
أهله نفث عليه بالمعَوِّذات، فلما مرض مرضه الَّذي مات فيه، جعلت أنْفُث عليه،
وأمسحه بيد نفسه؛ لأنَّا كانت أعظم بركةً من يدي).
وكانت عائشة رضي الله عنها تحبُّ قرب النبيِّ صلَّ الله عليه وسلَّم، ولا تُؤثر بيومها
غيرها، فعن معاذة العدوية، عن عائشة رضي الله عنها، أنَّ رسول الله ص لىالله عليه
وسلم كان يستأذن في يوم المرأة منَّا، بعد أن أُنزلت هذه الآية: ﴿تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ ۖ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا ) (الأحزاب:51).
فقلت لها: ما كنت تقولين؟ قالت: كنت أقول له: إن كان ذاك إليَّ فإنِّى لا أريد يا رسول الله أن أُوثر
عليك أحدًا. يقول النووي: (هذه المنافسة فيه صلَّ الله عليه وسلَّم ليست لمجرَّد الاستمتاع، ولمطلق العشرة، وشهوات النفوس وحظوظها، التي تكون من
بعض الناس، بل هي منافسة في أمور الآخرة، والقرب من سيِّد الأوَّلين والآخرين،والرغبة فيه، وفي خدمته ومعاشرته، والاستفادة منه، وفي قضاء حقوقه وحوائجه،
وتوقُّع نزول الرحمة والوحي عليه عندها، ونحو ذلك .
وكانت رضي الله عنها تُؤخِّر قضاء ما عليها من أيام رمضان إلى شعبان؛ مراعاة له صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان يكون عليَّ الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان؛ الشغلُمن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، أو برسول الله صلى الله عليه وسلم)وفي رواية (فما تقدر على أن تقضيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأتي شعبان). يقول النووي:
(وتعني ب (الشغل) وبقولها في الحديث الثاني: (فما تقدر على أن تقضيه). أنَّ كلَّ واحدة منهنَّ كانت مهيِّئة نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مترصِّدة لاستمتاعه في جميع أوقاتها، إن أراد ذلك، ولا تدري متى يريده، ولم تستأذنه في
الصوم مخافة أن يأذن، وقد يكون له حاجة فيها، فتُفوِّتها عليه، وهذا من الأدب...
وإنما كانت تصومه في شعبان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم معظم
شعبان، فلا حاجة له فيهنَّ حينئذ في النهار؛ ولأنَّه إذا جاء شعبان يضيق قضاء رمضان، فإنَّه لا يجوز تأخيره عنه.
كما كانت رضي الله عنها شديدة الاهتمام برسول الله صلى الله عليه وسلم، ترقب أحواله؛ حزنه وفرحه، وإذا رأت تغيُّرا في وجهه بادرت بسؤاله، ومن ذلك قولها:
(رسول الله، أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا؛ رجاء أن يكون فيه المطر. وأراك إذا رأيته عرفتُ في وجهك
الكراهية؟ قالت: فقال: يا عائشة، ما يُؤمِّنُني أن يكون فيه عذاب؟ قد عُذِّب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارضٌ ممطرنا)
|