قصة سوق "ساروجة" - سوريا
يختزن الموروث الشعبي في بلاد الشام عموماً عدداً من
القصص التي تناولت أهل الخطوة وقدراتهم العجائبية
المزعومة وقد تناقلتها الناس جيلاً بعد جيل إلى أن
تضاءل صداها تدريجياً منذ مطلع القرن العشرين والتقدم
التكنولوجي وربما لا يذكر الجيل الحالي الشيئ الكثير
عنها إلا ما قد يكون قد وصله عبر حكايا الأجداد
والجدات، ومنها قصة سوق "ساروجة" في دمشق وسبب تسميته بذلك.
حيث يُحكي أنَّ ولياً من أولياء الله كان يسكن ذلك
الحي (المقصود به شخص صالح وهبه الله قدرات خارقة يتميز
بها عن باقي البشر نظراً لورعه وتقواه),وكان هذا الولي
من أهل الخطوة وفي يوم من الأيام كانت أمُّ الولي تطبخ
"كبه لبنية" وكانت تعرف جيداً أنها من أكلاته المفضلة
إلا أنها لم تكن معه بل كان حينها في مكة.
فنادته وكان بينهم وصال عن بعد ،أو ما نطلق عليه اليوم قدرة
التخاطر فقالت له: "طبخت لك اليوم كبه لبنية يا
إبني"، فقال الولي لأمه:"إذن أنا آتٍ اليك، إن شاء الله ،
يا أمي حتى آخذ منها نصيبي وأطعم أصحابي في مكة"، وما
هي الا لحظات حتى كان الولي في الشام في الحي الذي صار
اسمه سوق ساروجة وأخذ نصيبه من الكبة اللبنيه وعاد
بالباقي إلى مكة وتناولها هناك مع صحبه وهي ما تزال
ساخنة، ومنذ ذلك الوقت سمي الحي بـ "ساروجة" أي (سار
و إجا) وما زال بعض الناس وبالأخص الكبار في السن
يؤمنون بأنه سار عبر الزمن بقدرة قادر من مكة وجاء
إلى حيه في الشام ليأخذ نصيبه من طعام أمه،
وبالمناسبة ترادف كلمة (إجا) باللهجة السورية أو
الشامية كلمة (أتى) في اللغة العربية الفصحى.