عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 08-11-2013, 12:56 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

وظلَّ النَّبي صلَّ الله عليه وسلم متمسِّكًا بحُبِّها حتى فارق الدنيا، فقد اختار صلَّ الله عليه وسلم أن يُمرَّض في بيتها، وتُوُفِّ بين سَحْرها ونَحْرها، ودُفنِ في بيتها رضي الله عنها .
وقد سرى ضياء هذا الحب النبوي لأُمِّنا الصِّدِّيقة رضي الله عنها في جنبات الكون، وجاوز الأفق، فنالت الثناء الحسن والذكر الجميل، وعُوملت بالإجلال الَّذي يليق بمكانتها.
وقد كان صحابة النَّبي صلَّ الله عليه وسلم على عِلمٍ بحبِّ النَّبي صلَّ الله عليه وسلم لزوجه عائشة، بل كانوا يتحيَّنون بهديتهم له صلَّ الله عليه وسلم اليوم الَّذي يكون فيه عندها، فقد صحَّ عنها رضي الله عنها أنَّا قالت: ((إنَّ نساء رسول الله صلَّ الله عليه وسلم كن حِزبين؛ فحزب فيه عائشة وحفصة وسودة، والحزب الآخر أُمُّ سلمةوسائر نساء رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، وكان
المسلمون قد علموا حُبَّ رسول الله صلَّ الله عليه وسلم عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، أخَّرها حتى إذا كان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم في بيت عائشة، بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله صلَّ الله عليه وسلم في بيت عائشة، فكلَّمَ حزبُ أُمِّ سلمة أمَّ سلمة فقلن لها: كلِّمي رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يكلِّم الناس، فيقول: من أراد أن يُدي إلى رسول الله صلَّ الله عليه وسلم هدية، فليهده إليه حيث كان من بيوت نسائه، فكلَّمَتْه أُمُّ سلمة بما قلن، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها، فقالت: ما قال لي شيئًا، فقلن لها:
فكلِّميه. قالت: فكلَّمَتْه حين دار إليها أيضًا، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها، فقالت: ما قال لي شيئًا، فقلن لها: كلِّميه حتى يكلِّمك. فدار إليها فكلَّمْته، فقال لها: لا تؤذيني في عائشة، فإنَّ الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأةٍ، إلا عائشة، قالت: فقالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله

. ثمَّ إنَّنَّ دعون فاطمة بنت رسول الله صلَّى الله
عليه وسلم، فأرسلت إلى رسول الله صلَّ الله عليه وسلم تقول: إنَّ نساءك ينشدنك اللهالعدل في بنت أبي بكر، فكلَّمَتْه فقال: يا بنية، ألا تُحِبِّين ما أُحبُّ؟ قالت: بلى. فرجعت إليهنَّ، فأخبرتهنَّ، فقلن: ارجعي إليه، فأبت أن ترجع، فأرسلنَ زينب بنت جحش، فأتته، فأغلظت، وقالت: إنَّ نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة، فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبَّتها، حتى إنَّ رسول الله صلَّ الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة، هل تكلَّم، قال: فتكلَّمَتْ عائشة تردُّ على زينب حتى أسكتتها، قالت: فنظر النَّبي صلَّ الله عليه وسلم إلى عائشة، وقال: إنَّا بنت أبي بكرٍ)).
وكما علم الصحابة بهذا الحبِّ فقد كان نساء النَّبي صلَّ الله عليه وسلم يعرفونه، ومن دلائل ذلك ما جاء من حديث أبي قيس في شأن القُبلة للصائم قال: ((أرسلني عبد الله بن عمرو إلى أُمِّ سلمة أسألها، هل كان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يُقَبِّل وهو صائم؟ فإن قالت: لا، فقل لها: إنَّ عائشة تخبر النَّاس أنَّ رسول الله صلَّ الله عليه وسلم كان يُقَبِّل وهو صائم، قال: فسألها: أكان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يُقَبِّل وهو صائم؟ قالت: لا. قلتُ: إنَّ عائشة تخبر النَّاس أنَّ رسول الله صلَّ الله عليه وسلم كان يُقَبِّل وهو صائم. قالت: لعلَّه إياها كان لا يتمالك عنها حبًّا، أمَّا إيَّاي فلا)).


وعن عمر رضي الله عنه أنَّه ((دخل على حفصة، فقال: يا بنيَّة، لا يغرنَّكِ هذه التي أعجبها حسنها حبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إيَّاها. يريد عائشة، فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسَّم)) وقد ترجم له البخاري
(باب حبِّ الرجل بعض نسائه أفضل من بعض).
وبلغ من علمهم بشدة محبة النَّبي صلَّ الله عليه وسلم لها أن صار شأنها شفيعًا عند النَّبي صلَّ الله عليه وسلم، فهذه أُمُّنا سودة رضي الله عنها، عندما حاك في صدرها هاجسٌ ما، وخشيت أن لا تقوم بحقِّ النَّبي صلَّ الله عليه وسلم عليها في أمور البيت والزوجية، ولم يكن بها حاجة للرجال، وخشيت فراق النَّبي صلَّ الله
عليه وسلم لها، تترك يومها الَّذي هو لها لأُمِّنا الصِّدِّيقة، ولم تذهب لزوجة أخرى من زوجات نبينا صلَّ الله عليه وسلم؛ لعلمها بالمحل الأسنى لأُمِّنا الصِّدِّيقة،
والذي لا يشاركها فيه أحد.
وشواهد هذا الفضل لا تنتهي، حتى صارت أُمُّنا عَلمً على سموِّ القدر، وشرف المنزلة عند الله، وعند رسوله صلَّ الله عليه وسلم، حتى كان مسروق رحمه الله إذا


حدث عنها، يقول: (حدَّثتني المبرَّأة المصدَّقة بنت الصِّدِّيق، حبيبة حبيب الله)
.

__________________