عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 08-11-2013, 12:49 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي


الله الله يابدوى



ليس إسلاما كلام الصوفية عن العلم اللدنى، ولا من الشريعة أحاديثهم عن الذوبان فى عشق آل بيت النبى.

كثير من الباحثين يعللون نفاذ تلك الأفكار إلى المجتمعات السنية باعتبارها نتائج مباشرة لأسلمة تراث فارسى، أوفده الشيعة إلينا على ظهر الصوفيين.. فاعتمدناه بنيات حسنة، وقلوب لون اللبن الحليب.

التراث المجوسى مثلا، هو الذى عرف مصطلح الخلاص، فاعتقد الفرس أن الزهد فى الدنيا، الطريق الوحيد للذوبان فى روح الآلهة. وشرب المتصوفة مفهوم الخلاص الفارسى، وسموه الارتقاء، أما الاتصال بأرواح الموتى، فأضاف إليه المتصوفة، وسموه العلم اللدنى فى أدبيات الصوفية، العلم اللدنى معرفة خاصة، تحرر الروح بما التصق بها من دنيوية. يقولون إنها «خبرة فريدة»، ويصفونها أحيانا بالفتح الإلهى الذى لا يحوزه إلا الصالحون.

يسمونه أيضا «خبرة الاتصال بالذات العليا». تأتى بعد صفاء نفسى لا يوصف، فيتحول بها الصوفى إلى «صاحب خطوة»، ينتقل عبر الزمان والمكان، بقوانين غير قوانين الفيزياء، مقاوماً للجاذبية أحياناً، ومخالفاً لنظريات الرياضيات وحساب المثلثات كثيراً !!

لذلك تقرأ فى التاريخ الصوفى، أن السيد البدوى جاء من المغرب إلى مصر على سجادة طائرة فى ساعات، وأن الله أعطاه القدرة على إحياء الموتى !!

شهر عن السيد البدوى فى التراث الشعبى أنه «لف» الأسرى فى صرة كبيرة، لذلك تغنى الأطفال فى الشوارع «الله الله يابدوى جاب اليسرى»!!

لدى المتصوفة أيضا أن السيد الرفاعى، كلم الزواحف بتوفيق من الله، وبعد اتصاله، أخذ العهد عليهم بعدم إيذاء أتباع طريقته !!

لا يمكن اعتبار التصوف، حالة إسلامية، فلا هى موجودة فى علوم الشرع، ولا يتدارس الطلبة فى الجامعات، الاتصال والارتقاء، إلى جانب علوم الحديث، وأصول الفقه وعلم الكلام.

صحيح يدرس المتخصصون كلام الغزالى عن الوجد الصوفى، ويقرأون ما قاله عن «لذة الاقتراب من الله»، إلا أن شعور الإمام الغزالى، لا يخرج عن حالة خاصة ليس لها طريق للإثبات بأدلة شرعية.

فلم يتكلم المسلمون الأوائل حتى خلافة على بن أبى طالب (رضى الله عنه) عن غيبوبة الاتصال مع الله. ولم يحك الصحابة رضوان الله عليهم عن قدرة الأقطاب على استطلاع الغيب، لم تنقل لنا كتب الفقه اجتهادات فى طرق الذوبان فى الروح العليا، أو وسائل فى كيفية «خلاص الروح».

بمناسبة أصحاب الخطوة، إليك هذه الطرفة السنية.ظل الفقه الحنفى، يأخذ بمبدأ «الزواج الحكمى» فى إثبات النسب بالمحاكم المصرية حتى نهاية العشرينيات من القرن الماضى. فى الزواج الحكمى، يثبت نسب الطفل لرجل فى بلد ما تزوج بالوكالة، من امرأة فى بلد آخر، حتى لو لم يثبت التقاؤه بها !!

علل فقهاء الحنفية هذا، بجواز أن يكون الزوج من أصحاب الكرامات الذين قربهم الله إليه، أو من «أصحاب الخطوة»، الذين يتنقلون عبر البلاد والعباد، وعبر الزمان والمكان، ليجامع زوجته فى بلدها، فى الليلة التى شاهده آخرون فى بلد آخر ... تبعد آلاف الأميال !! لم يشعر هؤلاء بأنهم كانوا يطعنون فى الدين، مثلما لم يشعر كثير من الصوفية أنهم يـذبـحــون الإسلام على عتبات المجوس. يقولون هو من عند الله ... وما هو من عند الله.
رد مع اقتباس