عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11-11-2013, 12:01 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

واشتدَّ المرض بالنَّبي صلَّ الله عليه وسلَّم على مرِّ الأيام، حتى لم يسعه أن يصلِّ بالناس في المسجد، وكانت هناك أدعية كان النَّبي صلَّ الله عليه وسلم إذا مرض نفث بها على نفسه، فعائشة رضي الله عنها كذلك كانت تنفث عليه بتلك المعوذات والأدعية، وتمسح بيده، وكان النَّاس عكوفًا ينتظرون النَّبي صلَّ الله عليه


وسلم في المسجد لصلاة الصبح، فكلما ذهب لينوء
أُغمي عليه، فقال: ((مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس. قالت عائشة: يا رسول الله، إنَّ أبا بكر رجل رقيق، إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه، فلو أمرت غير أبي بكر، قالت: والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم النَّاس بأوَّل من يقوم في مقام رسول الله صلَّ الله عليه وسلم. قالت: فراجعته
مرتين أو ثلاثًا، فقال: ليصلِّ بالناس أبو بكر، فإنكنَّ صواحب يوسف)).
وكان صلَّ الله عليه وسلم قد ترك شيئًا من الذهب عند عائشة رضي الله عنها قبل مرضه الَّذي مات فيه، فتذكَّره في مرضه، فقال لعائشة: ((يا عائشة، ما فعلتِ بالذهب؟ فجاءت ما بين الخمسة إلى السبعة أو الثمانية أو التسعة، فجعل يُقلِّبها
بيده، ويقول: ما ظنُّ محمد بالله عزَّ وجلَّ لو لقيه وهذه عنده، أنفقيها)) وحانت اللحظة الأخيرة من حياة سيد المرسلين صلَّ الله عليه وسلم، وكانت عائشة مسندة رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، تقول: ((دخل عليَّ عبد الرحمن وبيده السِّواك، وأنا مسندة رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، فرأيتُه ينظر إليه، وعرَفت أنَّه يحبُّ السِّواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته، فاشتدَّ عليه، وقلت: أُليِّنه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلَيَّنته، فأمَرَّه، وفي رواية: فاستنَّ بها كأحسن ما رأيته مستنًّا قط)).
وكان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يُعَوِّذ بهذه الكلمات:((


اللهم ربَّ النَّاس، أذهب الباس، واشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سَقَمً)).
تقول عائشة:


((ثقل في مرضه الَّذي مات فيه، أخذت بيده، فجعلتُ أمسحه بها وأقولها، فنزع يده من يدي، وقال: اللهم اغفر لي، وألحقني بالرفيق الأعلى. قالت:
فكان هذا آخر ما سمعت من كلامه

)).
وكانت رضي الله عنها تقول:


((كان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم وهو صحيح يقول: إنَّه لم يُقبَض نبيٌّ قطُّ حتى يُرى مقعده من الجنة، ثمَّ يحيا أو يُيَّ. فلما اشتكى وحضره القبض، ورأسه على فخذ عائشة، غُشي عليه، فلما أفاق شَخَص بصرهنحو سقف البيت، ثمَّ قال: اللهمَّ في الرفيق الأعلى. فقلت: إذًا لا يجاورنا، فعرَفت
أنَّه الحديث الَّذي كان يُدِّثنا وهو صحيح

))
وقالت: مات النَّبي صلَّ الله عليه وسلَّم، وإنَّه لبين حاقِنَتِي

وذاقِنَتِي، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدًا بعد النَّبي صلَّ الله عليه وسلم.
ومما لا شكَّ فيه أنَّ من أعظم الفضائل، وأهمِّ المناقب للسيدة عائشة رضي الله عنها، أنَّ حجرتها الشريفة كانت المسكن الأخير للنبي صلَّ الله عليه وسلم، ومكان دفنه ووفاته؛ لذا كانت عائشة رضي الله عنها تعتزُّ وتفتخر بما نالت من هذه الفضيلة والكرامة، وتقول: (إنَّ من نِعم الله تعالى عليَّ أنَّ رسول الله صلَّ
الله عليه وسلم تُوُفِّ في بيتي، وفي يومي، وبين سَحْري ونَحْري، وأنَّ الله جمع بين ريقي وريقه عند موته)

.

__________________