[المفكرة]

.. و أسنان فيروز
في نفس اللحظة التي قفز فيها الصغير على الترامبولين ، كانت فيروز تقفز عليها ...
في الحقيقة شغبهما و اقتتالهما منذ أول اليوم كان كثيرًا و لم يتوقف الكبيرابن خمسة أعوام عن مضايقة أخته الصغيرة ذات العامين و أشهر قليلة. لا يدرك صغر سنها و لا يعتني بها أو يراعي صغرها عندما يلعب.
قفز الولد فوق الطفلة الصغيرة فانكفىء وجهها على حافة الترامبولين المعدنية و تعالى صراخها.
صرخات قطعت سنة الصلاة التي كنت أؤديها ، صرخات الصغيرة و أمها و جدتها .
أحمل الصغيرة و أمسح الدم الذي نزف من فمها و حينها اكتشف أن السنتين الأمامتين مفقودتان من فمها.
حين يهدأ الجميع ، أحمل الصغيرة لطبيب الأسنان في عيادة مجاورة و لأن اليوم كان الجمعة إجازة الأطباء وزخم الشارع السياسي يطغى على الكثير فإن الحصول على رقم طبيب أسنان استغرق بعض الوقت. القرآن ملأ أنفاسي و يدي أمسح بها على رأسها الصغير.
على الهاتف ينصحنا الطبيب بالبحث عن الأسنان المفقودة و حفظها في كوب حليب و إحضار الطفلة و الأسنان لعيادته مساء.
أخذنا الصغيرة لمحل ألعاب حيث انتقت بالونًأ منفوخًا ذو رسم لطيف ، تسلت به و صرفها عن الألم الذي اعتراها.
في عيادة الطبيب ، يستقبلنا طبيب شاب هادىء الأعصاب. خافت فيروز من أن يلمس أسنانها الملتهبة و لكنه هدأ من روعها و فحص الإصابة ثم أمسك السنين بيده و أعاد غرسهما في مكانهما من اللثة . بكت الصغيرة إذ نزفت قليلًا ، لكنها هدأت إذ أخذت أحدثها أن الطبيب فعل ذلك ليعيد أسنانها الجميلة لمكانها.
قال الطبيب : عسى أن تلتئم الأسنان بشكل طبيعي و تنتهي المشكلة ، و أعطانا موعدًا للمراجعة بعد أسبوع للتأكد من التئام الأسنان و علاج العصب الذي التهب. أوصى الطبيب بأخذ مضاد حيوي و مسكن للتقليل من الالتهاب الذي يقع مع كدمة كتلك.
أحمل الصغيرة ، أهدهد حزنها الصغير و أذكر ربي طالبة الرحمة و النور للصغيرة و لأهل البيت. قرآن استحضر قدرًا كبيرًا من السكينة، تصحبه الرحمة و معه الهداية.
استغرق التورم عدة أيام كي يهدأ ، زال خلالها الالتهاب و تعافت الصغيرة رويدًا ، رويدًا.
خاتمة صغيرة بقدر عمرها اللطيف: ثبتت الأسنان مكانها و لم تحتج لأي علاج و له الحمد و الفضل و المنة.
*********