عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 14-11-2013, 11:18 PM
أحمد موسى أبوشهلة أحمد موسى أبوشهلة غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
العمر: 62
المشاركات: 134
معدل تقييم المستوى: 13
أحمد موسى أبوشهلة is on a distinguished road
افتراضي هجرة النبى


الحمدلله اللطيفِ الرؤوفِ المنانْ، الغني القويِ السلطانْ، الحليمِ الكريمِ الرحيمِ الرحمانْ، الأولِ فلا شئ قبله والأخرِ فلا شئ بعده، والظاهرِ فلا شئ فوقه، والباطنِ فلا شئ دونه، يعلمُ ماكانَ وما يكونُ وما لم يكنْ لو كانَ كيف يكونْ، أرسي الأرضَ بالجبالِ في نواحيها وأرسلَ السحابَ الثقالَ بماءٍ يحييها ثمَّ قضي بالفناءِ علي جميعِ ساكنيها، ليجزيَ الذين أساؤا بما عملوا ويجزيَ الذين أحسنوا بالحسني، أحمدُهُ عزّ وجلّ وأشكرُه ومن مساويِ عملي أستغفرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، جلّ عنِ الأشباهِ والأمثالْ وتقدَسَ عنِ الشركاءِ والأضدادْ، لا مانع لما أعطي ولا معطي لما منع ولا ينفع ذا الجد منه الجد، وأشهد أن سيدَنا وحبيبَنا وإمامنا وقدوتَنا وأسوتَنا محمدٌ رسولُ الله عِترتُه خيرُ عِترة، وسيِرته خيرُ سيرة، وشجَرتهُ خيرُ شجرة نبتت في حرمٍ وبسقت في كرمْ، أرسله الله بشيرا ونذيرا وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيرا، ففتّح الله به أعيناً عميا وأذاناً صما وقلوباً غلفا، فصلواتُ الله عليه وعلي آله وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسانٍ إلي يومِ الدين



هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم .

حدثٌ غير مجرى التاريخ , حدثٌ ليس كأيِّ حدث بل حدثٌ عظيم الشأن , جليل القدر , لن نستطيع أبداً في هذه الجمعة مهما فعلنا أن نُظهر عظمة الحدث بأكمله , و إنما هي وقفات نقفها مع هذا الحدث الرائع لنستمد منه بعض الدروس والعبر كي تُضيء لنا في حياتنا .
الهجرة في لغة العرب : من الهجر أي الترك
فمن ترك شيئاً يُقال : هجره هجر هذا الشيء .
واصطلح علماء الإسلام على تسمية الهجرة : بكلِ تركٍ لبلاد الكفر و الانتقال منها إلى بلاد الإسلام
هاجر الصحابة مرتين إلى الحبشة بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم , و أما الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فمازال باق في مكة يبحث عن موطن لدعوته , يتمنى نشر رسالته , قد أحزنه أذى قريش و صدهم عن الدعوة حتى عزاه ربه و سلاه بعتاب رقيق { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [الشعراء:3]
لعلك قاتل نفسك و مهلك نفسك حزناً على عدم إيمانهم و لكنه أمر الله لحكمة أرادها الله
حتى إذا تجمع مشركي مكة يريدون من النبي صلى الله عليه وسلم واحدة من ثلاث :
إما أن يترك دعوته
إما أن يطيحوا برأسه
إما أن يُخرجوه من بلده و هي حبيبة إليه و حبيبة إلى الله

فما كان من رب العباد جل و علا .. الله .. مالك الكون , و مدبر الكون , مدبر أمر العالمين الرحمن الرحيم
إلا أن أوحى لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة من مكة إلى طيبة الطيبة ( المدينة المنورة )
هاجر الصحابة فرادى قبل ذلك , و جاء الوقت لخروج النبي صلى الله عليه وسلم , فتكاثر المشركين حول بيته
و لكن الله جل و علا إذا أراد أمراً قال له :
كن فيكون هذا الأمر
( وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) [يس:9]
و خرج النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة شاقة ناتمس بعض دروسها عما قليل إن شاء الله تعالى .
الهجرة من مكة إلى المدينة التي هاجرها النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه فقد انتهت بفتح مكة حيث قال صلى الله عليه وسلم : " لا هجرة بعد الفتح ؛ ولكن جهاد و نية " .

فلا هجرة من مكة ؛ لأنها أصبحت بلد إسلام ويبقى دين الله شرع الله في مكة قائم حتى يخرج أشرار الخلق حين لا يبقى في الأرض إلا أهل الشر والفساد , فعندها يأذن الله عزوجل بزوال الدنيا فيقوم من يُخرب الكعبة ويهدمها حجراً حجرا.

هذا في زمان الفتن في آخر الدنيا بعد أن يخرج يأجوج ومأجوج , و بعد أن ينتصر أهل الإيمان , وبعد أن يبعث الله عزوجل ريحاً طيبة تأخذ أرواح المؤمنين , فلا يبقى في الأرض إلا الأشرار , فعندها يُصيطر الفساد على الأرض , فمن ضمنها مكة و تُخرب الكعبة كما ثبت هذا في صحيح البخاري وتُقلع حجرا حجرا فعند إذاً تقوم على هؤلاء القيامة والساعة أشرار الخلق .

وأما منذ العام الثامن الهجري الذي فتح الله فيه مكة وإلى ذاك الزمان تبقى مكة بلد الإسلام " لا هجرة بعد الفتح " .

الهجرة تُذكرنا بتعب الأنبياء و نصبهم
رد مع اقتباس