
14-11-2013, 11:38 PM
|
عضو مجتهد
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2013
العمر: 61
المشاركات: 134
معدل تقييم المستوى: 13
|
|
ظهور معادن الرجال فى الهجرة
ففي الهجرة : أبو بكرٍ رضي الله عنه يظهر منه كل حبٍ
, وكل إخلاصٍ
, وكل وفاءٍ
, وكل فداءٍ لحبيبه صلى الله عليه وسلم
،وهل ذكرت الآية إلا أبا بكر { ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ }
ومن صاحبه ؟
إنه أبو بكرٍ رضي الله عنه الذي تصدق يوماً بكل ماله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك "
قال : أبقيت لهم الله ورسوله .
أبو بكرٍ رضي الله عنه الذي ظل يتفقد النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة
هل أُذن بالهجرة ؟
هل أُذن بالهجرة ؟
لا
لا بعد لمّا يؤذن فيظل أبو بكر رضي الله عنه ينتظر الإذن .
حتى أخبرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بتلك القصة العجيبة بينما هي في البيت وكان النبي صلى الله عليه وسلم في ذاك الوقت قد عقد عليها و لم يدخل بها دخل بها في المدينة , بينما هم في البيت قبيل الهجرة إذ بالباب يُقرع باب أبي بكر رضي الله عنه فتحوا الباب فإذ برسول رب العالمين -صلوات ربي وسلامه عليه - وعنده الخبر عنده الإذن بالهجرة فلن يُشيعه هكذا ؛ لأن الملأ قد تربصوا به - صلوات ربي وسلامه عليه - فقال يا أبا بكر : " أخرج من عندك " - لأن الكلام خاص - قال يا رسول الله : إنما هم أهلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه : "لقد أُذن لي بالهجرة " " لقد أُذن لي بالهجرة "
(( كُليمات ))
تقول عائشة رضي الله عنها : فما علمت أن أحداً يبكي من الفرح إلا من ذاك اليوم , إلا لما رأت أباها والدموع تتساقط من عينيه فرحاً ؛ بأنه سيصحب النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته
بكاء الفرح
فرحاً لأنه سيتحمل الشدائد جنباً إلى جنب مع حبيه صلى الله عليه وسلم .
وفي طريق الهجرة عبر وعبر من حياة هذا الصاحب الوفي رضوان الله تعالى عليه .
وأبانت الهجرة أيضاً عن معدن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فإنه قد أعلن هجرته " ومن أراد أن تفقده أُمه فليلقى عمر وهو مهاجرٌ " في سبيل الله
يُهاجر علناً , وقد كان الصحابة مستضعفون يُهاجرون سراً
فأعلن الهجرة " ومن أراد أن تفقده أُمه فليلقى عمر وهو مهاجر " رضي الله عنه .
وأبانت الهجرة عن معادن الصحابة , فقد كان الواحد منهم يخرج مهاجراً فيلقاه صناديد قريش فيقولون :جئتنا ضعيف لا مال لك اُترك مالك فيترك ماله من أجل الله , ويتخلى عن كل مالديه مقابل الفرار بدينه .
الإخاء في الله
فلقد حرص صلى الله عليه وسلم أن يُألف أولاً بين أهل الدار
فلا خزرج و لا أوس
بل كلهم أنصار
, ثم الأنصار كلهم يتآخون مع المهاجرين ؛ لتقوم أخوة الإسلام
, ولقد كان صلى الله عليه وسلم يرعى تلك الأخوة فترات حياته كلها حتى إذا رأى أن أحداً يُريد أن يشق تلك الأخوة غضب صلى الله عليه وسلم وقام خطيباً يُنادي " أبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم "
فألف الله بين القلوب
فالواجب على العقلاء إن أرادوا قوةً وعزةً ومنعة أن يوحدوا الصف المسلم وأن تكون الأخوة الإيمانية تسري في دمنا عند إذن يُعز الله الإسلام و أهله .
عِظم قدر الصحابة رضي الله عنهم أظهرت بجلاء وبوضوح عَظم قدر هذا الجيل الفريد فمن قبلها والصحابة يُهاجرون فراد وجماعات يتركون كل شيء
لا لشيء إلا لله ما وعدوا بدار ولا بمال ولا بعقار ولا بشيء من حُطام الدنيا أبدا , و لكن وعدوا بجنة الله فهاجروا يخرج الواحد منهم مهاجراً من مكة إلى المدينة فيتبعه مشركوا مكة يقولون له : أتيتنا ضعيفاً لا مال لك دع عنك المال فيدع المال , و أتيتنا بلا زوجةً فدع زوجتك فيدع كل شيء , ويمضي من أجل الله .
وفي حادث الهجرة أبو بكر رضي الله عنه صديق الأمة الذي لو وزن إيمانه بإيمان الأمة لرجح بها أبو بكر رضي الله عنه في الهجرة من قبلها و هو يُحدث نفسه بها يتمناها يشتاق إليها كل أمنيته أن يصحب النبي صلى الله عليه وسلم , ويكون معه جنباً إلى جنب وهو يتحمل الأذى في ذات الله عزوجل حتى إذا أذن الله بالهجرة جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر يقول له : أخرج من عندك فقال : إنما هم أهلك وراوية الحديث هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فسمعت عائشة هذا الكلام , ورأت هذا المشهد العجيب يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : قد أُذن لي بالهجرة يقول أبو بكر رضي الله عنه : يارسول الله الصحبة الصحبة يقول النبي صلى الله عليه وسلم : نعم يُشير برأسه أي أن أبا بكر رضي الله عنه سيكون رفيقه في الهجرة
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :فما علمت أن أحداً يبكي من الفرح إلا لما رأيت أبا بكرٍ رضي الله عنه فقد كانت دموعه على خده فرحاً بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم
نعم والله وفي الأمة من يشتاق لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وماله أخبر عنهم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قال : يأتي على الناس زمان يتمنى الواحد منهم لو رأني بما له من أهل ومال صلى الله عليه وسلم نتمنى صحبته و رؤيته - صلوات ربي وسلامه عليه -
" يتمنى الواحد منهم لو رأني بما له من أهلٍ ومال "
أبو بكرٍ رضي الله عنه في صحبته صلى الله عليه وسلم يمشي عن يمين ثم عن يسار يمشي من أمامه ثم من خلفه ويقول يارسول الله : أخشى أن يأتيك أتٍ عن يمينك فأكون عن يمينك ثم عن يسارك ثم من الأمام ثم من الخلف فيبتسم النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه وهو رجلٌ بأربع بل رجلٌ بأمة .
وفي المدينة طيبة الطيبة وقف الصحابة مواقف مشرفة اللهم ارض عن الصحابة أجمعين و العن من لعنهم , يقف النبي صلى الله عليه وسلم لقتال المشركين فيخرج الأبطال يُحيطون بالنبي صلى الله عليه وسلم لحمايته , و النبي صلى الله عليه وسلم أسد الحروب الفارس المغوار - صلوات ربي وسلامه عليه - .
فلا تعجبوا يا حضرات المسلمين فلا تعجبوا إن قلت لكم : إن من الصحابة وهو أبو دجانة رضي الله عنه قد ترس نفسه لرسول الله صلى الله عليه وسلم , تعلمون ما معنى ترس نفسه ؟ يعني جعل نفسه مثل الدرع فأصبح درعاً رجل بلحم ودم أصبح درعاً .
من أجل حبيه صلى الله عليه وسلم فأبو دجانة رضي الله عنه منكبٌ على النبي صلى الله عليه وسلم يحميه بظهره يقيه السهام و السهام تتناثر على ظهره كالمطر وهو يحمي حبيبه صلى الله عليه وسلم .
و أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم ويقول : يا رسول الله لا تُشرف أي لا تظهر حتى لا يُصيبك القوم ثم يُقدم نفسه .
يا حضرات المسلمين أنا لا أتكلم عن يدٍ ستُقطع ولا عن رجلٍ ستبتر أنا أتكلم عن روحٍ ستُزهق يقول أبو طلحة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله : نحري دون نحرك رقبتي تفدي رقبتك أموت أنا ولا تموت أنت اللهم صلَّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد .
الجيل الذي كان منهم { رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ } [ الأحزاب : 23 ] .
منهم : أبو عبيدة رضي الله عنه دخلت حلقات المغفر في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أبو عبيدة يُخرج الحديد من جسد نبي الأمة صلى الله عليه وسلم فعض على الحديد بأسنانه حتى كُسرت سنه فداءاً للنبي صلى الله عليه وسلم و أخرجها من جهة ثم عض عليها من جهة أخرى فكُسرت الثنية الثانية و هو يُقدم ذلك فداءاً للنبي صلى الله عليه وسلم .
و من هؤلاء أيضاً من صدق ما عاهد اللَّه عليه و قضى نحبه وولى من هذه الدنيا فهو في جنات النعيم إن شاء الله { وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ } [ آل عمران : 169 : 171 ]
نعم يا عباد الله :
أرأيتم كيف أظهرت الهجرة هؤلاء الرجال ؟!
أرأيتم إلى الهجرة في بدايتها يوم أن كانت شاقة و صعبة يوم يترك الإنسان بلده ووطنه ويخرج عنها من أجل الله وهو كارهٌ لهذا ؟!
أرأيتم كيف يُظهر هذا الموقف الشديد مواقف مشرفة بعد ذلك ؟!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ }
|