
15-11-2013, 01:09 PM
|
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
مسجد الجيلي العتيق بالخرطوم - السودان
أسسه الشيخ عبدالقادر من الطين والقش.
يقع مسجد الجيلي العتيق على بعد 40 كيلومتر شمالي الخرطوم وهي المنطقة التي اخذ مصفاة البترول الشهير اسمه عنها، وتتميز مدينة الجيلي باعتمادها على الزراعة كوسيلة اقتصادية أولى حيث يحفها النيل من الغرب على طول مساحتها، وتعد حاضرة للريف الشمالي الشرقي للنيل الذي يضم قرى مثل النية والسقاي الثمانيات والدوم وواسي وقرى، وتعد “الجيلي” المحطة الأولى لولاية الخرطوم للقادمين من ولاية نهر النيل على الرغم من أن حدود الولاية تتجاوزها إلى منطقة قرى الواقعة بعيد كيلومترات من مصفاة الجيلي للبترول، وتحدها شرقا محطة السكة الحديد التي كانت في السنوات الماضية، معلما لبلوغ المسافرين العاصمة، وأخذ استراحة أخيرة من وعثاء السفر قبل دخول الخرطوم، لكن أهمية المحطة تراجعت كثيرا بعد شارع الاسفلت الممتد حتى ولاية نهر النيل، وقد انتعشت الجيلي اقتصاديا، بعد افتتاح مصفاة الجيلي حيث تغيرت معالمها كثيرة، لكنها احتفظت ببعض بداوتها وكرم أهلها وتكاتفهم وحسن استضافة الغرباء والعاملين في المصفاة.
ويبدأ تاريخ المسجد العتيق الذي يعرف بمسجد الشيخ عبد القادر، مع مطلع العام 1903 عندما شرع الشيخ عبد القادر، وهو ابن الشيخ عبد الرحمن ابن سيدي الشيخ احمد الطيب الشهير ب”ام مرحي”، في بناء المسجد من مواد بناء أولية مثل الطين والقش، ويقول الجيلي سليمان البدوي إمام مسجد الجيلي واحد حواريي الشيخ الطيب منذ العام 1935 ل”الخليج” إن المسجد يعتبر من أقدم المساجد في السودان، وتطور البناء فيه حتى صار على ما هو عليه الآن بفضل الدعم المادي والعيني لكثير من الخيرين وأضحى علامة بارزة من معالم المنطقة، ويشير الجيلي الذي عاد وأصبح إماما للمسجد في العام 1993 بعد عودته من الخرطوم والاستقرار في المنطقة، إن مدير المديرية آنذاك “الخواجة ماكنتوش” خلال حقبة الاستعمار وافق على دعم وتطوير المسجد فكان رابع أو خامس مسجد في مديرية الخرطوم آنذاك، ومع مرور الزمن انتقل الشيخ عبد القادر الى الدار الآخرة وبدأ الجيل الذي يليه العمل على تطوير المسجد بمعرفتهم وذوقهم وفعلا أنجزوا كثيرا، واستمرت الحال كذلك، وأنا اعتبر أحد حواري الشيخ محمد ود الطيب منذ العام ،1935 وقد بدأ الخليفة محمد ود الشيخ عبد القادر تحويل المسجد من الطين والقش الى مبان احدث، وقد كان حدثا كبيرا بالنسبة لنا ان نرى أعمدة داخل المسجد في ذلك الوقت، والخليفة محمد ود الطيب كان رجلا صالحا وحافظا للقرآن، وقد انشأ خلوة لتدريس علوم القرآن.
وينتقل الشيخ الجيلي الى حقبة أخرى، ويقول في العام 1953 فكر أهل البلد في توسيع المسجد، وجمعوا التبرعات، وقد أسهم المرحوم سرور محمد رملي وكان رجل بر وإحسان بجانب قيادته السياسية، بألفي جنيه وجمع أهل البلد ألفاً وثلاثمائة جنيه ، وبهذا المبلغ استطعنا بناء مسجد كأحسن المساجد في السودان، بناه المقاول المشهور حينها في منطقة الخرطوم بحري السيد عبد الله السيد، ثم تولى “الخليفة شيخ إدريس بن الشيخ عبد القادر” إدارة المسجد بعد وفاة والده، وبدأ التطور بطيئا حتى ظهور بعض الوافدين من المتعلمين والذين جلبتهم المعايش للسكن في الجيلي، فانتقدوا أهل البلد في حال المسجد وقالوا لهم “سيسألكم الله يوم القيامة عن حال هذا المسجد لأنكم هجرتموه”.
|