عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 16-11-2013, 11:27 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

عائشة في عهد معاوية
تأثَّرت السيدة عائشة رضي الله عنها بيوم الجمل كثيرًا، وكان بالنسبة لها بشكل خاص مأساة مروعة، أُصيبت فيه بخيبة أملٍ مريرةٍ، فقد خرجت تسعى لرأب صدع الأمة وإصلاحه، فازداد الصدع، واتسع الخرق، واجتلد المسلمون أمام عينها، وسفكوا دماء بعضهم بين يديها. فلزمت السيدة حجرتها، وانقطعت للعبادة، وقسَّمت ليلها ونهارها بين: صلاة، وصيام، واستغفار، وصدقات، ونشر علم، وبيان سنة.
ولم تكن علاقة السيدة مع معاوية كما كانت مع الخلفاء الراشدين، إلَّ أنَّه أيضًا لم يكن بينهما قبل تولِّيه الخلافة ما يعكِّر صفو العلاقة بينهما، بل كان معاوية وغيره من الصحابة يُجِلُّون أُمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بل كان متفقًا مع عائشة رضي الله نهما في الرأي حول المطالبة بدم عثمان.
ورغم أنَّ معاوية رضي الله عنه حرص حرصًا شديدًا على أن يُحسِّن علاقته مع عائشة رضي الله عنها بعد تولِّيه الخلافة، فقد حدثت عدة حوادث استوجبت تعكيرالعلاقة بينهما:
- منها: *** أخيها محمد بن أبي بكر سنة ثمان وثلاثين في مصر، وقد كان واليًا عليٍّ رضي الله عنه عليها، فثار عليه الموالون لمعاوية، بزعامة معاوية بن حُدَيْج لسَّكُونِّى، وأمدَّهم معاوية بجيش كثيف، بقيادة عمرو بن العاص، فهُزم جيش محمد بن أبي بكر، ووقع أسيرًا في يد معاوية بن حديج، ف***ه، ثمَّ ألقاه في جيفة حمار فأحرقه بالنار، فلما بلغ عائشة م***ه جزعت عليه جزعًا شديدًا، وقنتت في دبر الصلاة تدعو على معاوية وعمرو، ثمَّ قبضت عيال محمد إليها، فكان القاسم بن محمد بن أبي بكرفي عيالها. ومع ما حدث من معاوية بن حُدَيج من *** أخيها، إلا أنَّ ذلك لم يمنعها من أن تثني عليه، حين بلغها حُسن معاملته لرعيته، فقد سألت عبد الرحمن بن شُماسة لما لما دخل عليها:
((ممن أنت؟ قال: رجل من أهل مصر. فقالت: كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه؟ فقال: ما نقمنا منه شيئًا، إن كان ليموت للرجل منَّا البعير فيعطيه البعير، والعبد فيعطيه العبد، ويحتاج إلى النفقة فيعطيه النفقة. فقالت: أما إنَّه لا يمنعني الَّذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي، أن أخبرك ما سمعت من رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: اللهمَّ من ولي من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به.
وقد قام معاوية بزيارتها؛ حرصًا منه على تحسين العلاقة التي ساءت بينهما على إثر *** أخيها محمد بن أبي بكر، فكانت تعظه وتنصحه.

- ومنها: منع مروان بن الحكم وكان واليًا على المدينة مِن قِبَل معاوية أن يدفن الحسن بن عليرضي الله عنهما في الحجرة الشريفة، بعد أن أذنت أُمُّ المؤمنين عائشة بذلك.
- ومنها: ما حدث بين عائشة رضي الله عنها ومروان بن الحكم، عندما أراد معاوية رضي الله عنه أن يستخلف ولده يزيد، وأن يستوثق له في ذلك، فكتب إلى مروان عامله على الحجاز، فجمع مروان الناس، فخطبهم، فذكر يزيد، ودعا إلى
بيعته، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر:(أجئتم بها هِرَقليَّة تبايعون لأبنائكم؟ فقال مروان: خذوه. فدخل بيت عائشة، فلم يقدِروا عليه، فقال مروان: إنَّ هذا الَّذي أنزل الله فيه: ﴿وَٱلَّذِي قَالَ لِوَلَٰدِيۡهِ أفّٖ لَّكُمَا أتعِدَاننِىِٓ..) فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئًا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري.


__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 16-11-2013 الساعة 11:33 PM