عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-11-2013, 09:52 PM
الاستاذة نجلاء علي الاستاذة نجلاء علي غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 4,702
معدل تقييم المستوى: 19
الاستاذة نجلاء علي will become famous soon enough
افتراضي حياء الرجل وحياء المرأة


حياء الرجل وحياء المرأة

لماذا ارتبط الحياء كثيرا في ثقافتنا بالمرأة دون الرجل؟!

يحاول المجتمع أن يجرد الرجال منها لاعتبارها عيبا فيهم، من منطق التشبه بالنساء !
وإن كانت هذه القيمة تُمارسها المنابر الدينية والمدارس على مستوى نظري،
فإنها لا تنزل بها منزلة التطبيق المؤثر، فمنذ كنا صغارا وحتى الآن، نسمع بـ"الحياء شعبة من شعب الإيمان
وقد يستمع أب وطفله في خطبة الجمعة إلى ذلك الحديث فيوصيه به،
وما إن يخرجوا إلى الشارع حتى يلومه إذا ما شعر بالحياء في الرد على مزحة جار كبير استنقصته؛
فيقول "لماذا لم ترد عليه، هو أنت بنت تستحي؟!"،
وينسى الحياء في فرض الاحترام للكبير، ودفع السيئة بالحسنة!
ويدفعه إلى الجرأة التي لا تستحي من الآخرين ليكون رجلا قويا!
فلا نستغرب بعدها أن يسب ـ وهو شاب ـ رجلا مسنا في الشارع اعترض سيارته بالخطأ! مجرد مثال.

أتسائل:

لماذا باتت حدود الحياء في عقول الكثيرين وتصرفاتهم ضيقة، وأكثرهم بات لا يشعر به؟


ببساطة:

ان الموقف الذي تشمئز منه حين ترى امرأة غاضبة في مكان عام تتلفظ ببذاءة، وينتقص من أنوثتها
هو الموقف الذي يجبرك الحياء أن تتخذه حين تسمع رجلا يفعل فعلها وينقصه!

إنه الحياء، يجعل ما تمارسه مع أسرتك فتربط لسانك في البيت فلا يسمع أطفالك كلمات نابية منك؛ هو نفسه الذي يجبرك وأنت في الشارع ألا تؤذي آذان النساء والأطفال إذا ما هممت بشتم سائق اعترضك!

إنه الحياء الذي تُمارسه بين زملائك وأصدقائك هو ما يفترض أن تتمثله وأنت تكتب خلف اسم مستعار في مواقع التواصل الاجتماعية، إنه الحياء الذي يجعلك تستحي أن تسمع في عرضك ما يخدشه؛ فيُجبرك على احترام أعراض الآخرين وتستحي من قذفهم .
كاتبا كنتَ أو واعظا أو مغردا أو أي شيء، فمن لا يستحي من الخلق، فهو حتما لا يستحي من الخالق، وكما أن الحياء للمرأة دليل نضج أنوثتها؛ فهو دليل تمام الرجولة للرجل.




__________________





رد مع اقتباس