ذم الكَيْد والمكْر في واحة الشِّعر
قال الشَّاعر:
لم يبقَ في النَّاسِ إلَّا المكرُ والملَقُ *** شوكٌ إذا اختبروا زهرٌ إذا رمقوا
فإن دعاك إلى ائتلافِهم قَدَرٌ *** فكن جحيمًا لعلَّ الشوكَ يحترقُ
وقال آخر:
وكم مِن حافرٍ لأخيه ليلًا *** تردَّى في حفيرتِه نهارًا
وقال تقي الدِّين الهلالي:
وليس يحيقُ المكْرُ إلَّا بأهلِه *** وحافرُ بئرِ الغَدْرِ يسقطُ في البئرِ
وكم حافرٍ لحدًا ليدفنَ غيرَه *** على نفسِه قد جَرَّ في ذلك الحفرِ
وكم رائشٍ سهمًا ليصطادَ غيرَه *** أُصِيب بذاك السَّهمِ في ثغرة النَّحرِ
وقال أبو عبد الله محمد بن عثمان المعروف بابن الحداد:
فلا مهجة إلَّا إليك نزاعُها *** وما زال يُطوى عن سواك لها كَشْحُ
وليس يحيقُ المكْرُ إلَّا بأهلِه *** وكم موقدٍ يغشاه مِن وقدِه لفحُ
وقال آخر:
لا تأمننَّ كيدَ العدوِّ *** فأمنُ كيدِهم غرَرْ
كنْ منه إن كان القويَّ *** أو الضَّعيفَ على حذرْ
وقال أبو هلال العسكري: أحسن ما قيل في الكَيْد والحرب قول أبي تمَّام:
هززتَ له سيفًا مِن الكَيْد إنَّما *** تُجذُّ به الأعناقُ ما لم يجرَّدِ
يسرُّ الذي يسطو بهِ وهو مغمدٌ *** ويفضحُ مَن يسطو به غيرَ مُغَمدِ
يقول: إن أخفيت الكَيْد ظفرت وسُرِرْت، وإن أظهرته افتُضِحْتَ وخِبْت .