عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 20-12-2013, 07:13 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,341
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي

مسجد الزيتونة بعكا - فلسطين










يقع مسجد الزيتونة على بعد 100 متر جنوب حمام الباشا، والزاوية الشاذلية، في المكان الذي تقع فيه كنيسة ماريا، التي بنيت خلال الفترة الصليبية، إلى الجنوب من ربع الإسبتارية. ويرتبط اسم المسجد مع أشجار الزيتون التي كانت تنمو في ساحته، ويبعد نحو 100 متر إلى الجهة الجنوبية الغربية من مسجد الجزار، في حي المستشفيات، وهو اليوم يعج بالمصلين وتقام فيه صلاة الجمعة.

تاريخ المسجد

تختلف الروايات حول تاريخ بناء المسجد، لكن الأكثرية تجمع على أن البناء كان عام 1745م وهناك رواية ذكرت أن البناء كان في فترة عمر محمد الحاج، الذي أسس أيضا الأوقاف المرتبطة به.

يقول الدكتور شكري عراف في مجلة "صدى التربية" (عدد شباط 2005) إن الدعائم والنوافير الموجودة تساعد على الظن أن البناء كان في الفترة الأموية في أوائل القرن الثامن الميلادي، بعد أن قرر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه تحويل عكا إلى دار صناعة، أما البوابة الغربية فتعود إلى فترة التجديد في القرن الثامن عشر.

ويضيف الدكتور عراف أن المسجد جدد في القرن الثاني عشر، حيث أقيمت قاعتان للصلاة؛ إحداهما للرجال والأخرى للنساء، وبقيت ثلاثة أعمدة في جهة الشمال تعود إلى الفترة الأموية، وقد كانت معدة لبناء مدخل شعبي أمام قاعات الصلاة. ويلاحظ أن العمود الأوسط يختلف عن العمودين الآخرين، فهو مركب على أربع زوايا تشبه أعمدة قصر هشام بن عبد الملك في أريحا، وهناك نوافير اكتشفت في ساحة المسجد وهي معروضة في المتحف البلدي، وهي ذات شكل دائري يخرج الماء من قمة كل واحدة، وهي من نمط النوافير السلجوقية التركية.

بني مسجد الزيتونة، بطراز معماري متميز يختلف عن غيره من مساجد عكا ويغلب عليه الفن الفاطمي والزركشة التي كانت متبعة في القرون الوسطى في شمال أفريقيا، بخاصة فيما يتعلق بالأعمدة المجدولة وسبيل الماء القائم في الساحة الخارجية، وتعلوه قبة هرمية الشكل يغلب عليها اللون الأخضر، وللمسجد مئذنة تمتاز بقطرها الواسع وارتفاعها المتوسط. وكان المسجد مقرا للشيخ علي نور الدين اليشرطي عام 1848م، مؤسس الطريقة الشاذلية، وقد انتقل منه بعد تشييد الزاوية الشاذلية في المدينة.

وكتب الدكتور موسى زيد الكيلاني في كتاب "الحركات الإسلامية في الأردن وفلسطين": "أخذ الشيخ علي نور الدين يدعو الناس في عكا وضواحيها للعودة إلى دين الله الحنيف والتزام التكاليف الإسلامية، بعد أن كانت قد عصفت بهم رياح عاتية أبعدت العديد منهم عن دينهم.

وكان الشيخ علي نور الدين يتمتع بقوة ظاهرة في العقيدة، وعلم غزير في الفقه (إذ كان قد تلقى علومه في جامع الزيتونة في مدينة تونس، ثم عمل في تدريس الفقه فيه، بعد تخرجه منه)، كما أنه كان صاحب حجة واضحة، فأخذ أهل مدينة عكا يتحلقون حوله في أحد مساجدها (ويدعى جامع الزيتونة أيضا)، ودخل كلام الشيخ علي نور الدين إلى قلوب سامعيه، فعادوا إلى إقامة الشعائر الإسلامية والتزام الأحكام الإسلامية.

وكان الشيخ علي نور الدين من أبناء الطريقة الشاذلية المدنية (نسبة إلى الشيخ محمد بن حمزة ظافر المدني في مدينة مصراتة في طرابلس الغرب)، وكان يقرأ أوراد الطريقة المذكورة في الجامع الذي يقيم فيه، بعد وصوله إلى عكا".. إلى هنا الاقتباس.

أوقاف المسجد

للمسجد أوقاف كثيرة منها: 25 دكانا ومخزنا، 14 دارا، ومعصرة واحدة، وفرن واحد، ونصف طاحونة، وقطعتا أرض في أرض المواقيت والمطلب في المنشية، ومساحتها 756 دونما، أما متولى الوقف فهو عبد الله أفندي وهيب، وهو من وقف الصادقي.

مفارقات وتوضيحات

ذكرنا أن مسجد الزيتونة يقع على بعد 100 متر من جامع الجزار في حي المستشفيات إلى الجهة الجنوبية الغربية من الجزار وثبتت فوق المدخل لوحة كتب عليها:
لله قد أنشأته متعبدا *** أرجوه للغفران والرضوان
عملا بقول نبيه من يبتني *** لله مفحصَ لله فاقهٌ لمعان
ومحمد شادي الغريضي بعكة *** أنشاه فارحمه مدى الأزمان
زد واحدا يبدو لديك مؤخرا *** عمرتْ مساجد ربنا الديان
1168 هجرية

وفي الجهة الشمالية من الساحة يقع قبر المرحوم الشيخ حسين عبد الهادي وهو "قائد في الجيش التركي من عرابة جبل نابلس الذي رسم المسجد وأوهبه للوقف الصادقي".

ويذكر الدكتور شكري عراف في مقالة في مجلة "صدى التربية" (عدد 53) أن "المسجد تحول إلى كنيسة الرهبان البندكتيين باسم "سانتا ماريا دي يهوشفاط" ومركزا لرهبنتهم، وذلك إثر اضطرارهم إلى ترك القدس بعد استرجاع صلاح الدين لها عام 1187، وتسلموه عام 1191 بعد أن عادوا إلى عكا، ولم يكشف عن آثار صليبية في المسجد رغم أن طوله 14.5 متر من الشرق إلى الغرب، أما عرضه فغير متساوٍ، فهو 7.9 مترا في الغرب و8.2 مترا في الشرق".

تجدر الإشارة إلى أننا خلال بحثنا وتمحيصنا في تاريخ مساجد عكا وجدنا جميع المساجد ذكر بأنها بنيت على أنقاض كنيسة أو كنيس!!! وواضح أن كتاب هذا التاريخ إما أن يكونوا من المغرضين الذين يزوّرون التاريخ لتحقيق أهداف من خلال تشويه تاريخ المسلمين، أو من الكتاب اليهود الذين يحاولون طمس التاريخ العربي الإسلامي في مدينة عكا. ويؤكد صحة ما نقول ما كتبه الدكتور عراف حول مسجد الزيتونة؛ بأن الأصل هو المسجد وأن الصليبيين حولوه إلى كنيسة، وما فعله المسلمون هو ليس أكثر من استرداد حق مسلوب.


رد مع اقتباس