
22-12-2013, 11:07 AM
|
 |
رئيس مجلس الادارة
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
إفريقيا الوسطي..الحائرة بين الفتنة الطائفية وضعف الدولية

في ظل ضعف الحكومة وسوء أدائها واقتراب البلاد من افتقاد الدولة ومفهومها, تعيش جمهورية أفريقيا الوسطي حاليا واحدة من أعتي أزماتها التي تتسم بأعلي قدر من عدم الاستقرار الناجم عن أعمال ال*** الطائفي بين مسلمين ومسحيين بسبب الصراع علي السلطة وقوة النزعة الثأرية المترسخة لدي الطرفين في استهداف الآخر والقضاء عليه.
وهو ما دفع بدوره البلاد إلي موجة جديدة من الفوضي التي تتجلي أبسط صورها في م*** وإصابة المئات من المدنيين والأبرياء بينهم أطفال ونساء, فضلا عن فرار الآلاف إلي دول الجوار وتشريد الكثيرين.
ومع تزايد التوقعات بشأن وقوع مجازر جديدة والتخوف من سقوط البلاد في براثن الابادة الجماعية أو ازدياد الموقف سوءا, شنت القوات الفرنسية عملية عسكرية في أفريقيا الوسطي تسمي' سانجريس' لفرض الأمن واستعادة النظام والتي بدأت أولي مراحلها بالتمركز في مطار العاصمة بانجي وبنشر دوريات أمنية في شوارعها عقب المجازر التي وقعت في الـ5 من الشهر الجاري بعد قيام عناصر من حركة' سيليكا' المسلمة وعناصر الميليشيات المسيحية المسلحة الموالية للرئيس المعزول فرانسوا بوزيزي باقتحام المنازل و*** الكبار والصغار وإحراق مئات المنازل في بوسانجوا غربي المدينة, وهو ما أسفر عن سقوط 600 قتيل علي الأقل في غضون يوم واحد, مما اضطر عناصر الصليب الأحمر إلي جمع الجثث من الشوارع ووضعها في أكياس بيضاء لنقلها في سيارات تحت أنظار مقاتلي الطرفين.
وعلي الرغم من استعراض الجيش الفرنسي لعنصر القوة العسكرية في شوارع إفريقيا الوسطي علي أمل ترهيب طرفي النزاع واحتواء الموقف, إلا أن التوقعات تشير إلي عدم تمكن الفرنسيين من تسوية الأزمة وا***اعها من جذورها بل من المرجح تفجرها من جديد لأن الفترة التي من المقرر أن تمكثها القوات الفرنسية في أفريقيا الوسطي لن يتعدي سقفها الزمني6 أشهر, وهو ما لن يكون كافيا لإنهاء الأزمة.
وعلي الرغم من حجم القوات الفرنسية التي وصلت إلي 1600 جندي, فضلا عن المعدات فائقة التطور التي تقوم باستخدامها الآن خلال عمليتها العسكرية إلا ذلك كله لم يثن الفرقاء السياسيين عن مواصلة الاقتتال واستهداف المدنيين الأبرياء علي مرأي ومسمع من الجميع, حيث استهدفت شاحنة صغيرة فور انتشار القوات الفرنسية في بانجي بعض المدنيين العزل بالقرب من مطار المدينة وفتحوا النيران عليهم, مما يعكس دليلا قويا علي صعوبة التحدي الذي تواجهه القوات الفرنسية.
كما أن منزل رئيس الدولة ورئيس وزرائه قد تعرضا للسلب والنهب خلال أعمال ال*** الأخيرة, مما اضطر الرئيس ميشال جوتوديا, أول رئيس مسلم يصل للحكم في البلاد, إلي فرض حظر التجول في مدينة بانجي, كما أمر بإغلاق حدود البلاد عقب تلك الأحداث مع جمهورية الكونغو الديموقراطية, إلا أن حوالي 670 لاجئا تمكنوا من الفرار إلي الكونجو, وهذا يدل بوضوح علي ضعف الدولة وعدم تمكنها من إحكام السيطرة علي حدودها وبسط نفوذها وسيادتها.
تسوية الأزمة لن يتم من خلال التدخلات الخارجية, فالتدخل الفرنسي في إفريقيا الوسطي هو الثاني من نوعه في القارة السوداء في غضون العام الجاري, كما أن تجدد الاشتباكات الطائفية وأعمال ال*** يؤكد فشل باريس في إيجاد حل دائم للأزمة يحقق الاستقرار في هذا البلد الذي لا يتعدي تعداد سكانه 4.5 مليون مواطن.
ومن ثم فلابد أن يكون الحل وطنيا- وطنيا, من خلال حوار مباشر بين طرفي الصراع يتفق خلاله الفرقاء السياسيون ومتناحرو الصراع الطائفي علي تقاسم السلطة أو التوصل لحلول مرضية منها الاحتكام إلي الصندق من خلال انتخابات رئاسية مزمع إجراؤها 2015, فضلا عن تفهم مختلف عناصر الجانبين لاحتياجات البلاد وترتيب أولوياتها في المرحلة الحالية للانطلاق إلي آفاق مستقبلية للجميع. ولكن أغلب الظن أن تعنت الطرفين سيجعل البلاد تعج في فوضي عارمة دون أن تقوي علي إيجاد طريق للاستقرار وستستمر هكذا دون انفراجة ترجي, والرهان في تحقق أحد الأمرين سيظل معتمدا علي عامل الوقت.
|