أعلام الفلاسفة " كيف نفهمهم "
الفلسفة فى مصر
ما إ بدأ الإنسان يفكر ، حتى أخذ و لا شك يطرح على نفسه هذه الأسئلة المحيرة : من أنا ؟ و أى مكان هذا العالم الذىأعيش فيه ؟ و ماذا أنا فاعل هنا ؟ و هكذا من أبعد عصور التفكير الإنسانى أخذ أعلام الفلاسفة يتوقفون أمام هذه الأسئلة عينها .
و على أرض مصر عاش الحكماء الأوائل العظام فى التاريخ . و يمك أن نعتبر هذا القطر القديم معلم الإنسانية الأول ، و عندما كانت الأجناس البدائية تنتقل من مكان الى آخر سعيا وراء المأكل و المأوى ، مر كثير منهم خلال دهليز يعرف الآن باسم وادى النيل . و قد استخدم هذا الوادى ، و هو أرض مصر ، مكانا تتجمع فيه آلاف الناس ممن نزحوا من الجال و الغابات و الصحارى و مناطق الجليد و شواطئ البحار . و هنا خصبت عقولهم بالآراء و الطقوس و العادات الديدة . و لذلك أصبحت مصر مهد الفكر المتمدين .
و الى مصر نز الكثيرون من فلاسفة العالم القديم يستلهمون الوحى و يسعون وراء التدريب ؛فقد كان يضر بحكمة المصريين المثل بين اليونانيين القدماء ، حتى إن أفلاطون – أعظم فلاسفة اليونان ‘إن لم يكن أعظم فلاسفة العالم بأره – اعترف بفضل المصريين عليه كرواده و أساتذته فى كل ما هو هام من عمل أو فكر .
و يمكن إرجاع أصل كل التفكير الحديث الى حكمة المصريين ، و ذلك عن طريق أفلاطون و الفلاسفة اليونانيين الآخرين ؛ فقد أخذ اليونانيون فلسفتهم عن الشرق ، و نحن بدورنا أخذنا فلسفتنا عن اليونانيين . و هكذا قد انساب تيار الحكمة عبر الأجيال من غير توقف مبتدئا بالنيل . و لا أفكار جديدة تحت الشمس . فكل فكرة نعتبرها جديدة إن هى الا مجرد فكرة قديمة ألبست ثوبا مختلفا و نراها تحت أضواء مختلفة ، و كما يذكرنا بايرون فإن كل ما نطلق عليه أسلوبا حديثا فى الفلسفة إن هو إلا تكرار و إعادة للقديم بعينه .
و إن عرضا مقتضبا للفكر المصرى المبكر سيوضح صدق هذه الملاحظة ، فنجد مثلا ما ورثنا إياه أفلاطون و أرسطو ، فى فلسفة بتاح حتب ، و ما تركه لنا شوبنهاور و تولستوى من تراث فى حكمة أبورو . كما نجد وحى سبينوزا و كانت فى رؤى اخناتون .
و لنلق نظرة عابرة على مصادر الفكر الفلسفى القديمة و الحديثة التى نبعت فى مصر
آخر تعديل بواسطة aymaan noor ، 04-01-2014 الساعة 09:00 PM
|