كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)
28- إن حالكم تثير العجب ! كيف تكفرون ولا توجد شبهة تعتمدون عليها فى كفركم ؟ ونظرة إلى حالكم تأبى هذا الكفر ولا تدع لكم عذرًا فيه ، فقد كنتم أمواتًا فخلقكم الله ووهبكم الحياة وحسن التقويم ، ثم هو الذى يعيدكم أمواتًا عند انتهاء أجلكم ، ثم يبعثكم أحياء مرة أخرى للحساب والعقاب ثم إليه - لا إلى غيره - تعودون فيحاسبكم ويجازيكم على أعمالكم .
29 - وإن الله الذى تجب عبادته وإطاعته هو الذى تفضل عليكم فخلق لمنفعتكم وفائدتكم كل النعم الموجودة فى الأرض ، ثم قد توجهت إرادته مع خلقه الأرض بمنافعها إلى السماء فجعل منها سبع سموات منتظمات فيها ما ترون وما لا ترون ، والله محيط بكل شئ عالم به
.
30 - بين - سبحانه - أنه هو الذى أحيا الإنسان ومكَّن له فى الأرض ، ثم بين بعد ذلك أصل تكوين الإنسان وما أودع فيه من علم الأشياء وذكره به ، فاذكر يا محمد نعمة أخرى من نعم ربك على الإنسان ، وهى أنه قال لملائكته : إنى جاعل فى الأرض من أُمكِّنه منها وأجعله صاحب سلطان فيها وهو آدم وذريته ، استخلفهم الله فى عمارة الأرض . واذكر قول الملائكة : أتجعل فيها من يفسد فيها بالمعاصى ، ومن يسفك الدماء بالعدوان وال*** لما فى طبيعته من شهوات ، بينما نحن ننزهك عما لا يليق بعظمتك ، ونظهر ذكرك ونمجدك ؟
فأجابهم ربهم : إنى أعلم ما لم تعلموا من المصلحة فى ذلك .
31 - وبعد أن خلق الله آدم وعلَّمه أسماء الأشياء وخوا صها ليتمكن فى الأرض وينتفع بها ، عرض الله هذه الأشياء على الملائكة وقال لهم : أخبرونى بأسماء هذه الأشياء وخواصها إن كنتم صدقتم فى ظنكم أنكم أحق بخلافة الأرض ولا يوجد أفضل منكم بسبب طاعتكم وعبادتكم .
32 - وقد ظهر للملائكة عجزهم فقالوا : إننا ننزهك يا ربنا التنزيه اللائق بك ، ونقر بعجزنا وعدم اعتراضنا ، فلا علم عندنا إلا ما وهبتنا إياه ، وأنت العالم بكل شئ ، الحكيم فى كل أمر تفعله