عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-01-2014, 11:15 AM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,986
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي

ولاة الفتنة الكبري

ولاية عبد الله بن أبي السرح لمصر

عندما تولي عثمان بن عفان الخلافة من بعد م*** الخليفة عمر بن الخطاب عزل عمرو بن العاص، و ولي عبد الله بن سعد بن أبي السرح علي مصر سنة 24 هـ . و يقال أن سبب العزل أن عمرو طلب من عثمان عزل عبد الله بن سعد عن ولاية صعيد مصر ، فرفض عثمان و عزل عمرو و ولي عبد الله بن سعد بن أبي السرح ولاية مصر كلها .

اختلفت سياسة عبد الله عن ولاية عمرو بن العاص فقد تشدد في جمع الضرائب و عامل المصريين بقسوة ترتب عليها أن حرض أهل الأسكندرية دولة الروم علي غزو مدينتهم . فعاد الروم يحتلون الأسكندرية و بعض مدن الوجه البحري ، فبعث المصريون إلي الخليفة عثمان بن عفان يطلبون منه تكليف عمرو بن العاص بقتال الروم البيزنطيين . فاستجاب عثمان و أرسل عمرو بن العاص والياً علي الأسكندرية و أمره بقتال الروم ، و نجح عمرو في مهمته وطرد الروم سنة 25 هـ / 646 م.

كما أغار النوبيون علي مصر من الجنوب ، فأعد عبد الله بن أبي السرح جيشاً بقيادة عقبة بن عامر و طردهم من حدود مصر ووصلت جيوشه إلي دنقلة من أرض السودان ، و بعد قتال شديد انتصر المسلمون علي أهل دنقلة – الذين سماهم العرب الأساود . و عقد معاهدة البقط Pacton سنة 31 هـ و من بين شروطها ارسال 360 رجلاً من السود سنوياً لوالي مصر مقابل إرسال ما يحتاجونه من غلال . و تعهد أهل دنقلة بفتح بلادهم للمسلمين ، و بني المسلمون مسجداً في دنقلة و تعهد الأساود بكنسه و رعايته و إيقاد القناديل فيه بالليل .

استمرت ولاية عبد الله بن سعد حوالي عشر سنوات، حتي قُتل عثمان بن عفان عام 35 هـ ، و قام علي بن أبي طالب بعزل عبد الله و ولي قيس بن سعد بن عبادة.

ولاية قيس بن سعد بن عبادة

بعد م*** عثمان بن عفان عام 35 هـ ، اضطرب الأمر في كل الولايات الإسلامية و من بينها مصر ، و انحازت فئة إلي معاوية بن أبي سفيان تطالب بدم عثمان و فئة أخري إلي علي بن أبي طالب .

و قام علي بن أبي طالب بعزل عبد الله بن سعد من ولاية مصر ، و ولي مكانه قيس بن سعد بن عبادة سنة 37 هـ . و كان قيس من أدهي دواهي العرب ، استطاع أن يستميل شيعة عثمان الذي كانوا يطالبون بدمه في مصر و علي رأسهم معاوية بن حديج ، ليأمن مكرهم و مكيدتهم . كما استطاع أن يضبط الأمور في البلاد مدة ولايته .

لذلك علم معاوية بن أبي سفيان أنه لن يستطيع أن يستولي علي مصر و يستقوي بها مع الشام ضد علي بن أبي طالب ما دام فيها قيس بن سعد . فأرسل إلي قيس يحاول أن يستميله إلي صفه . فتظاهر قيس أول الأمر بالمهادنة ، و لكن التظاهر لم ينطلي علي معاوية ، فأغلظ له قيس في الرد و قال له في رسالة بعث بها إليه في دمشق :

” أما بعد ، فالعجب من اغترارك بي با معاوية و طمعك في ، تسُومني الخروج عن طاعة أولي الناس بالإمرة ، و أقربهم للخلافة ، و أقولهم للحق ، و أهداهم سبيلاً ، و أقربهم إلي رسوله وسيلة ، و أوفرهم فضيلة ، و تأمرني بالدخول في طاعتك ، طاعة أبعد الناس من هذا الأمر ، و أقولهم بالزور و أضلهم سبيلا ، و أبعدهم من الله و رسوله وسيلة ، و لد ضالين مضلين طاغوت من طواغيت إبليس ، و أما قولك : معك أعنة الخيل و أعداد الرجال ، لتشتغلن بنفسك حتي العدم ” .

و عندما علم معاوية أنه لن يستطيع أن يستميله ، لجأ إلي المكيدة ، فأطلق إشاعة في الشام أن قيس بن سعد قد بايعه . و انتشرت الإشاعة حتي وصلت إلي علي بن أبي طالب. فأشار عليه أصحابه أن يقوم بعزل قيس بن سعد عن مصر ، مخافة أن يكون الخبر صحيح .

و بالفعل قام علي بن أبي طالب بعزل قيس عن ولاية مصر بعد أن دامت ولايته أربعة أشهر و خمسة أيام ، و ولي عليها الأشتر النخعي .

ولاية الأشتر النخعي

ولي علي بن أبي طالب الأشتر النخعي علي مصر عام 37 هـ . فأرسلت عيون معاوية بن أبي سفيان إليه بالخبر . و كان الأشتر مشهوراً بشجاعته و اقدامه و انحيازه لعليٌ في موقعة الجمل . فبعث معاوية بن أبي سفيان إليه من ي***ه عند قدومه إلي مصر . و بالفعل مات الأشتر بسم دُس له في العسل.

و عندما بلغ معاوية و عمرو بن العاص الخبر، قال معاوية – و قيل عمرو – ” إن لله جنوداً من عسل”.

ولاية محمد بن أبي بكر الصديق

بعد اغتيال الأشتر النخعي ، ولي علي بن أبي طالب محمد بن أبي بكر علي مصر سنة 37 هـ . و كان محمد فتي في الخامسة و العشرين من عمره ، قليل الخبرة . كما أنه لم يسمع نصيحة قيس بن سعد عن كيفية معاملة شيعة عثمان في مصر حتي لا يثوروا عليه .

لذلك وجد معاوية بن أبي سفيان أن الفرصة مواتية للانقضاض علي مصر . فأرسل جيشاً قوامه ستة آلاف رجل و علي رأسه عمرو بن العاص إلي مصر لانتزاعها من محمد بن أبي بكر .

و تقابل جيش عمرو بن العاص و جيش محمد بن أبي بكر ، و دارت معركة طاحنة كانت الغلبة فيها أولاً لجيش محمد بن أبي بكر الذي كان يقوده كنانة بن بشر . و لكن انضمام شيعة عثمان في مصر بقيادة معاوية بن حديج إلي جيش عمرو رجح كفته ، و قُتل كنانة بن بشر . و تفرق جيش محمد بن أبي بكر عنه ، و وقع هو في أسر معاوية بن حديج الذي ***ه شر ***ة ، و أرسل رأسه إلي معاوية بن أبي سفيان في دمشق .

و كان الأمويون و المتشيعون لعثمان يرون أن محمد بن أبي بكر كان من المحاصرين لبيت عثمان بن عفان و المشاركين في ***ه ، ف***وه لذلك .

و بذلك تملك عمرو بن العاص مصر مرة أخري من قبل معاوية بن أبي سفيان سنة 38 هـ .

و في عام 40 هـ قُتل علي بن أبي طالب علي يد عبد الرحمن بن ملجم من الخوارج ، و هو يدخل مسجد الكوفة ليصلي الفجر . و خلفه ابنه الحسن الذي تخلي عن البيعة لمعاوية بن أبي سفيان سنة 41 هـ حقناً لدماء المسلمين . و بذلك اجتمعت الخلافة و البيعة لمعاوية بن أبي سفيان من كل المسلمين .
رد مع اقتباس