قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)
-33 - قال الله لآدم : أَخْبر الملائكة يا آدم بهذه الأشياء ، فأجاب وأظهر فضله عليهم ، وهنا قال الله لهم مذكرًا لهم بإحاطة علمه : ألم أقل لكم إنى أعلم كل ما غاب فى السموات والأرض ولا يعلمه غيرى ، وأعلم ما تظهرون فى قولكم وما تخفون فى نفوسكم ؟ .
34 - واذكر - يا أيها النبى - حين قلنا للملائكة : اخضعوا لآدم تحية له وإقرارًا بفضله ، فأطاع الملائكة كلهم إلا إبليس ، امتنع عن السجود وصار من العاصين له والكافرين بنعم الله وحكمته وعلمه .
35 - ثم أمر الله آدم وزوجه أن يعيشا فى جنة النعيم فقال له : اسكن أنت وامرأتك الجنة وكلا منها ما تشاءان أكلا هنيئًا وافرًا من أى مكان ومن أى ثمر تريدان ، ولكن الله ذكر لهما شجرة معينة وحذرهما الأكل منها وقال لهما : لا تدُنوا من هذه الشجرة ولا تأكلا منها ، وإلا كنتما من الظالمين العاصين .
36 - ولكن إبليس الحاسد لآدم والحاقد عليه أخذ يحتال عليهما ويغريهما بالأكل من الشجرة حتى زلا فأكلا منها ، فأخرجهما الله مما كانا فيه من النعيم والتكريم ، وأمرهما الله تعالى بالنزول إلى
الأرض ليعيشا هما وذريتهما فيها ، ويكون بعضهم لبعض عدوًا بسبب المنافسة وإغواء الشيطان ، ولكم فى الأرض مكان استقرار وتيسير للمعيشة ، وتمتع ينتهى بانتهاء الأجل .
37 - وأحس آدم هو وزوجته بخطئهما وظلمهما لأنفسهما ، فألهم الله تعالى آدم كلمات يقولها للتوبة والاستغفار ، فقالها ، فتقبل الله منه وغفر له لأنه كثير القبول للتوبة ، وهو الرحيم بعباده الضعفاء .