حين مارس عبد الناصر القهر الأمني لخصومه كان في نفس الوقت يحمل مشروعا قويا للتحرر السياسي والاقتصادي والقضاء على الإقطاع وإعادة توزيع الثروة بين المصريين..
وحين انزلق مبارك للعنـف فقد كان يمارسه ضد جماعات مسلحة كالجهاد والجماعة الإسلامية أو يمارسه بنظام الاعتقالات الموسميه ضد خصومه من الإخوان دون اللجوء للقتـل وكان يسانده بشكل غير مباشر شعب يخشى المواجهة مع النظام أكثر من خشيته لله.
ولكن حين يمارس هذا العنـف الدموي من نظام سياسي مغتصب للشرعية ولا يحمل أي مشروع سياسي أو تنموي ومعزول دوليا ومحمل بأكبر كمية ديون في تاريخ مصر ويعاني من وضع اقتصادي يقارب الإفلاس وفي وقت ينفجر فيه الشارع بالثورة فحتما هذا النظام ينتحر بكل المقاييس.
فهل سينجح هذا النظام الأعرج والمتخبط في توسيع دائرة مؤيديه دوليا ومحليا بجلب التنمية والاستقرار السياسي لربوع مصر.. أم سيحول البلد إلى بؤرة توتر مسلح ومفرخ للتنظيمات الإرهابية ويستكمل هدم مواردها الرئيسية المتمثلة في السياحة والاستثمارات الخارجية والقروض والمساعدات الدولية؟
أنا لا يشغلني مطلقا متى سيسقط ولكن يلح علي دوما سؤال حول الكيفية التي سيبدو عليها مشهد الشارع المصري حين يتأكد الشعب من فشله فتتسع الموجة الثورية وتتوجه نحوه.
ترى كيف سيتصرف الشعب مع النظام حينئذ؟
__________________
|