عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 27-02-2014, 07:25 PM
Only Forward Only Forward غير متواجد حالياً
Student
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 3,286
معدل تقييم المستوى: 16
Only Forward is a jewel in the rough
افتراضي

طبعا عارفين طه حسين

عمد الادب العربي

طبعا اللي مالف قصة الايام




الآن أمام بعض الطرائف والغرائب الأدبية التي لم أتوقف أمامها في قراءتي القديمة لهذا الكتاب قبل 48 عاما.
هل يصدق أحد أن طه حسين رسب في أحد الامتحانات؟ هذا ما يعترف به طه حسين لفؤاد دوارة بسهولة ويسر. قال له:
- وأظنك تعلم أني حاولت آخر الأمر أن أتقدم لامتحان العالمية في الأزهر، فلم أنجح، ويشهد الله أن لجنة الامتحان حالت بيني وبين النجاح ظلما، لأن شيخ الأزهر اذ ذاك - الشيخ سليم البشري - طلب الى اللجنة أن تسقطني في الامتحان كما كان يقال. ومصدر ذلك أن هجوته بشعر نشر في بعض الصحف. ولم أحزن على هذا الرسوب، بل أكاد أقول اني فرحت به لأنني اتجهت بعده الى الدراسة الجامعية، وكانت في ذلك الوقت قد نظمت وأنشئت فيها شهادة الدكتوراه، فحرصت على أن أكون أول دكتور يخرج منها، وأتاح الله لي ذلك، وكان نجاحي في الجامعة سببا لسفري الى أوروبا.
ما قاله طه حسين يؤكد أن النفوس هي النفوس في كل زمان ومكان. يعترف أنه هجا الشيخ البشري. فطلب أن يسقط في الامتحان. ومادام هذا الكلام قد نشر منذ سنوات بعيدة ولم يتعرض للنفي أو الايضاح أو الشرح. فمعنى هذا أنه صحيح.
أما عن سبب اطلاق لقب عميد الأدب عليه والمناسبة. قال عنها طه حسين:
- أطلق عليَّ هذا اللقب شعبيا عندما أبعدني صدقي باشا عن الجامعة سنة 1932، وكنت عميدا لكلية الآداب، فلقبتني صحف المعارضة بعميد الأدب العربي وليس عميد كلية الآداب وحدها.
نصل لحواره مع توفيق الحكيم. يقول فؤاد دوارة في مدخله:
- منذ زمن بعيد وهو يستأثر بأكبر قدر من اهتمام الكتاب والقراء على السواء، فأحاطت به هالات من الاثارة والغموض لا ندري مدى نصيبه في صنعها. فهو مرة عدو المرأة، ومرة حبيس «البرج العاجي»، وثالثة «راهب الفكر»، ورابعة «صديق العصا والحمارة»... يتهمونه حينا بالبخل والشح، ويروون عنه نوادر تفوق حكايات «أشعب»، ويصورونه حينا آخر سارحا شاردا لا يكاد يعي شيئا مما يدور حوله.
على أن ذلك كله اذا كان موضع جدل وخلاف... فالاتفاق منعقد حول دوره الخطير في أدبنا، والميادين العديدة التي ارتادت في مجالات المسرحية والقصة والمقال. تشهد كلها بمدى أصالته وبفضله العميم على من جاء بعده من الأدباء.
ويبدو وهذا كلامي أنا وليس كلام فؤاد دوارة أن الحكيم لعب دورا في اطلاق هذه الصفات عليه. لأنه كان يحب أن يشغل الدنيا والناس. سواء بكتاباته أو نوادره. وكان يقوم بذلك بقدر كبير من الدهاء. قل أن نجد مثيلا له الآن.
لكن أخطر ما في هذا الكتاب. الفقرة التالية التي كتبها فؤاد دوارة وهو في الطريق الى توفيق الحكيم ليجري معه حوارا: - وما من مرة جلست اليه - وقد جلست اليه كثيرا خلال العامين الماضيين - وسمعت أحاديثه العميقة المتحمسة في كل مجالات الفن والفكر، الا وتذكرت شكوى الأديب الروسي «تشيخوف» من أنه ليس هناك كاتب اختزال متفرغ يقيم بصفة دائمة بجوار «تولستوي» ليسجل كل ما يتفوه به الحكيم الشيخ من أفكار رائعة على غير انتظار. وقد حاول «تشيخوف» أن يقنع الأديب الشاب «سولرز - هيتسكي» بالقيام بهذه المهمة لأن «تولستوي» كان مغرما به وكثيرا ما حدثه بأحاديث مهمة.
ولكم تمنيت لو وجد الأديب الذي يستطيع أن يقوم بهذه المهمة مع توفيق الحكيم، ليخرج علينا بعد ذلك بصورة رائعة صادقة لأحاديثه الحارة المتدفقة... تكمل الصورة التي صنعها لنفسه بكتاباته العديدة، وتصحيح الصورة الأخرى المهزوزة التي رسمتها الصحافة له. وان كنت أدرك مع ذلك أن تحقيق هذه المهمة ليس بالأمر اليسير، فتوفيق الحكيم لا يألف الناس بسهولة، ولا يثق بهم الا بعد اختبارات دقيقة شاقة تستغرق زمنا طويلا... وهو لا يمكن أن ينطلق في التعبير عن أفكاره على سجيته الا اذا ألف من يتحدث اليه ووثق به، وحتى بعد ذلك لابد أن يطمئن الى أن ما يقوله لن يسجل ولن ينقل عنه.
__________________
Im faded
رد مع اقتباس