والأن هناك مواجهة حقيقية بين اجيال مصر .. جيل اسقط اكثر من نظام وصنع معجزة واجيال تتربص بالمستقبل رغم انها لن تكون صاحبة دور فيه ..
وفى تقديرى ان النتيجة لن تكون مرضية لجميع الأطراف ..
ان الأجيال القديمة مازالت تبخل على الأجيال الجديدة بالخبرات والفرص بدافع الأنانية والإمساك بحركة الزمن والتاريخ ..
والأجيال الشابة ضاقت بكل ما حولها من الوان العفن والتحايل والرقص على الحبال ..
نحن امام مجتمع من الشباب تقوده وتحركه عقول شاخت وامام حماس اجيال تبحث عن حقها فى الحياة امام بقايا ازمنة رحلت وحشود ترهلت ..
ما ذنب شباب الإخوان المسلمون ان يدفعوا ثمن خرائب فكرية ضللتهم وعبثت فى عقولهم وهى قابعة فى السجون .. كيف سالت دماء هؤلاء الشباب بأوامر من قيادات عاشت عمرها آلاف المرات وبخلت على ابنائها ان تعيش مرة واحدة.
هذا الصراع الدامى الذى يجرى فى مصر الأن ويتساقط فيه آلاف الشباب هو اكبر جريمة فى حق المستقبل وبدلا من ان نتركه لأجيالنا القادمة حبا وبناء وشموخا نراه دماء وضحايا وخرائب فى الفكر والعقائد .
ان مصر تعيش الأن امام هذا الصراع الواضح حالة افلاس غريبة ..
نحن امام افلاس فكرى مخيف ما بين نخبة تجرفت بشيوخها وشبابها ومجتمع افلس فى ثوابته وقيمه ..
نحن امام افلاس ثقافى امام وطن كانت الثقافة عموده الفقرى وكان البشر اغلى ثرواته وتحول الى اطلال فى الثقافة والفكر .
نحن أمام افلاس اقتصادى أمام مجتمع تجاوز فيه حجم الدين المحلى ترليون ونصف تريليون جنيه و47 مليار دولار واصبح مجتمعا خاملا لا يعمل ولا ينتج فهو عاجز عن توفير فرص عمل لشبابه وتحول الى حشود وفرق فئوية كل فريق يبحث عن شئ من الغنيمة رغم ان الملايين من شبابه تلقيهم الطرق الى الطرق والشوارع الى الشوارع امام مستقبل غامض وواقع كئيب.
نحن امام افلاس سلوكى واخلاقى امام مجتمع فقد الضوابط واصبحت مواكب الفوضى تحكم كل شئ فيه ..
سوف يقول البعض ان اجيال الشباب لا تعترف بمن كانوا قبلها واننا نعيش فعلا حالة صراع بين الأجيال ..
ان الصراع فى حقيقته يعنى اننا امام قوى متكافئة وهل يمكن ان نقارن حشود الشباب بصراخهم وشكواهم بأجيال اخرى تملك كل شئ ابتداء بثروات الوطن وانتهاء بسلطة القرار مرورا على دوائر اخرى لا تراها العين وان كانت تحكم كل شئ ..
ان سراديب السلطة فى مصر بكل ما فيها من تراث عقيم للبيروقراطية المصرية العريقة ووجوه تجاوزت كل حسابات الزمن لا يمكن ان تدفع مجتمعا للامام امام عصر اختلف فى كل مقوماته والوانه وحركة الأشياء فيه ..
ان مئات الالاف من المستشارين القابعين فى دوائر الحكومة ومؤسساتها وتبلغ رواتبهم اكثر من 20 مليار جنيه يمثلون عبئا على ميزانية الدولة وإدارة شئونها وسرعة قراراتها ان هؤلاء يجيدون لعبة واحدة هى ايقاف عقارب الزمن وهؤلاء يقومون بدور تاريخى فى تعطيل حركة المجتمع.
يُتــبـــــــــــــــــــــــــــــــع