ان صورة القادرين من اثرياء مصر الأن تدعو للأسف امام سلبيتهم الواضحة وتخليهم عن دورهم الإجتماعى والإنسانى اين اصحاب البلايين والملايين من رجال الأعمال واين مكاسبهم من الأراضى والبنوك والعقارات والعمولات ومضاربات البورصة والإتجار بحياة شعب كامل؟ اين هؤلاء جميعا من الأعباء الضخمة التى يعانى منها المجتمع المصرى بكل فئاته وطوائفه؟ ..
هل يعقل ان تكون الملايين القليلة التى تم جمعها فى صورة تبرعات هى آخر ما وصلت اليه شهامة اثرياء مصر ..
اننا الأن نتلقى معونات ضخمة من الدول العربية الشقيقة والمواطن المصرى البسيط يتساءل واين معونات القادرين من ابناء الشعب اين اصحاب القصور والمدن الجديدة والمنتجعات واين الذين باعوا القطاع العام واخذوا الملايين قروضا من البنوك واين سماسرة الأراضى والعقارات طوال ثلاثين عاما من الخراب والنهب؟
< ان المصريين يدركون الأن حجم المؤامرة التى تدور حولهم بكل جوانبها الأمنية والإقتصادية والسياسية هناك من يتآمر علينا فى كل مكان حولنا الأن ..
جنوبا نواجه فى حوض النيل مؤامرة كبرى على مياه النيل تهدد حياتنا ..
وفى سيناء مواجهة دامية مع الإرهاب وعلى الحدود تهريب السلاح وتهريب الإرهابيين ..
ومع العالم الخارجى ضغوط سياسية واقتصادية رهيبة وبعد تدمير معظم الجيوش العربية يقف الأن جيش مصر الباسل ورجال الشرطة الأوفياء يدافعون داخليا عن مصر الشعب والدولة والمؤسسات والدور امام حشود التخلف والإرهاب والمؤامرات الخارجية..
ان معركة مصر الحقيقية ينبغى ان تكون معركة البناء وهذه تحتاج لكل ابناء مصر شباب المستقبل بقوته ورموز الماضى بخبرته ولا بد ان نجتمع فى لحظة تتجرد فيها النفوس وتصفوا المشاعر وتتوحد الإرادة حتى ننتصر فى معركتنا فى الداخل ضد التخلف ومعركتنا فى الخارج ضد المؤامرات .
ويبقى الشعر
نسيتُ ملامحَ وجهى القديمْ..
ومازلتُ اسألُ : هل من دليلْ ؟!!
أحاولُ أن استعيد َ الزمانَ
وأذكر وجهى...
وسُمرة َجلدى...
شُحوبى القليل...
ظلالُ الدوائرِ ِفوق العيونْ
وفى الرأسٍ يعبثُ بعضُ الجنونْ
نسيتُ تقاطيعَ هذا الزمانْ
نسيتُ ملامحَ وجهى القديمْ..
عيونى تجمَّدَ فيها البريقْ..
دَمى كان بحراً..
تعثر كالحلمِ بين العروقْ..
فأصبح بئراً..
دمى صار بئراً
وأيامُ عمرى حطامٌ غريقْ..
فمى صار صمتًا.. كلامى مُعادْ
وأصبح صوتى بقايا رمادْ
فما عدتُ انطقُ شيئاً جديداً
كتذكار صوت أتى من بعيدْ
وليس به اىُّ معنى جديدْ
فما عدتُ أسمع غيرَ الحكايا
وأشباحُ خوف برأسى تدورْ
وتصرخُ فى الناسِ
هل من دليلْ ؟؟
نسيتُ ملامح وجهى القديم
لأنَّ الزمانَ طيورٌ جوارحْ
تموتُ العصافيرُ بين الجوانحْ
زمانٌ يعيش بزيف ِالكلامِ
وزيف ِالنقاءِ ... وزيف المدائحْ
حطام ُالوجوه على كل شئٍٍ
وبين القلوب تدورُ المذابحْ
تعلمتُ فى الزيف ألا أبالى
تعلمتُ فى الخوفِ ألا اسامحْ
ومأساةُ عمرى.. وجه قديمْ
نسيتُ ملامحَه من سنينْ
أطوفُ مع الليلِ وسط الشوارعْ
وأحملُ وحدى همومَ الحياهْ
أخاف فأجرى.. وأجرى أخافُ
وألمحُ وجهى.. كأنى أراهْ
وأصرخ ُفى الناسِ هل من دليلْ؟!!
نسيتُ ملامحَ وجهى القديمْ
وقالوا..
وقالوا رأيناكَ يوماً هنا
قصيدةَ عشقٍ ٍهوتْ.. لم تَتمْ
رأيناكَ حلماً بكهفٍ صغير
وحولكَ تجرى .. بحارُ الالمْ
وقالوا رأيناكَ خلف َالزمانِِ
دموعَ اغترابٍ .. وذكرى ندمْ
وقالوا رأيناكَ بين الضحايا
رُفاتَ نبىًّ مضى .. وابتسمْ
وقالوا سمعناكَ بعد الحياةِ
تُبشَّر فى الناسِ رغم العدَمْ
وقالوا..وقالوا .. سمعتُ الكثيرْ
فأين الحقيقةُ فيما يقالْ ؟
ويبقى السؤالْ..
نسيتُ ملامح وجهى القديمْ
ومازلتُ أسألُ .. هل من دليلْ ؟!!
مضيتُ أُسائل نفسى كثيراً
تُرى أين وجهى .. ؟ !!
وأحضرتُ لوناً وفرشاةً رسم ٍ..
ولحنـًـا قديمْ
وعدتُ أُدندنُ مثل الصغارْ
تذكرتُ خَطـًا
تذكرتُ عينـًا
تذكرتُ أنفـًا
تذكرتُ فيه البريقَ الحزينْ
وظلٌّ يدارى شحوبَ الجبينْ
تجاعيدَ تزحفُ خلفَ السنينْ
تذكرتُ وجهىَ
كلَّ الملامح.. كلًّ الخطوطْ
رسمتْ انحناءاتِ وجهى
شُعيرات ِرأسى على كل بابْ
رسمتُ الملامحَ فوق المآذِنِ..
فوق المفارقِ..بين الترابْ
ولاحت عيونىَ وسط السحابْ
واصبح وجهى على كلَّ شئ
رُسوماً..رُسومْ
ومازلتُ أرسمُ .. أرسمُ .. أرسمْ
ولكنَّ وجهى َما عاد وجهى..
وضاعت ملامحُ وجهى القديمْ.
“قصيدة وضاعت ملامح وجهى القديم سنة 1983”.