
05-03-2014, 07:00 AM
|
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
|
|
من النبوءات المحمدية
فتح القسطنطينية وقتال الترك
فتح القسطنطينية:
فعن عبدِالله بن عمرو بن العاص قال: بينما نحن حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكتب، إذ سُئلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ المَدينتَينِ تُفتَح أولاً: قسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مدينة هرقل تُفتَح أولاً))؛ يعني: قسطنطينية[1].
وقد انتظر المسلمون أكثر مِن ثمانية قرون حتى تحقَّقت تلك النبوءة النبوية بفتح القسطنطينية، ففي يوم الثلاثاء الموافق للعشرين من شوال 805 هـ استطاع المسلمون الانتصار على البيزنطيين بقيادة إمبراطورهم قسطنطين؛ ليُسقِطوا إمبراطوريتهم التي عاشت أكثر من ألف عام؛ ليُحقِّقوا بذلك نبوءة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم.
قتال الترك:
فقد أخبر النبي الكريم محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - أن من أشراط الساعة الصغرى وقوع القتال بين المسلمين والترك، ثم حدَّد النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - بدقة صفاتهم كأنك تراهم رأي العين.
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تُقاتِلون بين يدي الساعة قومًا نعالهم الشعر، كأن وجوههم المَجَانُّ المُطْرَقَة، حمر الوجوه، صغار الأعين))[2].
وفي لفظ: ((إن من أشراط الساعة أن تُقاتِلوا قومًا يَنتعِلون نعال الشعر، وإن من أشراط الساعة أن تُقاتِلوا قومًا عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة))[3].
وفي لفظ آخَر: ((لا تقوم الساعة حتى تُقاتِلوا الترك، صغار الأعين، حمر الوجوه، ذُلْف الأنوف، كأن وجوهَهم المجانُّ المطرقة))[4].
فقد حدَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفات هؤلاء الترك، فقال: إنهم ينتعلون نعال الشعر، وأنهم صغار الأعين، وحمر الوجوه، وذلف الأنوف، وعراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة، والمقصود بالمجان أي التُّروس أو الدروع، قال البيضاوي: "شبَّه وجوهَهم بالترسة؛ لبسطها وتدويرها، وبالمطرقة؛ لغلظها وكثرة لحمها"[5].
وفي القرن السابع الهجري عاصر الإمام النووي المتوفى سنة 676هـ قتال المسلمين للترك، وكان شاهد عيان على تحقُّق نبوءة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بعد موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأكثر من ستة قرون، وقد سطَّر شهادته في ذلك قائلاً: "وهذه كلها معجزات لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها - صلى الله عليه وسلم - صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الآنُف، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة، ينتعلون الشعر، فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا، وقاتلهم المسلمون مرات، وقتالهم الآن، ونسأل الله الكريم إحسان العاقبة للمسلمين في أمرهم وأمر غيرهم، وسائر أحوالهم، وإدامة اللطف بهم، والحماية، وصلى الله على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى"[6].
[1] أخرجه أحمد (6358)، والدارمي (486)، وقال الهيثمي في المجمع (6: 222): رجاله رجال الصحيح غير أبي قبيل، وهو ثقة، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، كما صحَّحه أحمد شاكر والألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (4).
[2] البخاري (2711)، ومسلم (5181) وهذا لفظه.
[3] البخاري (2710).
[4] البخاري (2711).
[5] فتح الباري (10: 393).
[6] شرح النووي على صحيح مسلم (9: 259).
|