عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-03-2014, 07:00 AM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,341
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي


الواقعة الثانية: تسلل عناصر أجنبية إلى البلاد


من بين أهم المعلومات الخطيرة التى كشف عنها اللواء عمر سليمان فى شهادته بالجولة الأولى لمحاكمة الرئيس الأسبق مبارك أمام القاضى أحمد رفعت هى واقعة تسلل الحمساوية إلى الأراضى المصرية وقت الثورة، وجاء نص الشهادة فى تلك الواقعة كالآتى: «المخابرات العامة رصدت اتصالات بين عناصر حركة حماس وبدو سيناء، ترتب عليها خروج بعض المجموعات من خلال الأنفاق الموجودة بين غزة والحدود المصرية وأنه تم الاتفاق على مد البدو بالأسلحة والذخائر، فى مقابل معاونتهم على إخراج عناصر من حركة حماس من السجون، وكان ذلك تحديدا يوم 27، وبالفعل قام البدو بتهيئة المناخ لعملية التهريب بضرب نقطة شرطة الشيخ زويد، وضرب عشوائى فى جميع المناطق المحيطة بالأنفاق عن طريق الأسلحة النارية، حتى لا تقترب الشرطة أو حرس الحدود، وتمت عمليات التهريب للأسلحة والذخائر والمفرقعات والألغام، وقامت كتائب عز الدين القسام فى الاتجاه الآخر من الحدود المصرية بنشاط عسكرى حتى لا تتدخل قوات حرس الحدود».

بعد تلك الشهادة التاريخية التى أدلى بها الرجل المخابراتى المعلوماتى الأول فى مصر وقت الثورة يكون أى حديث عن التسلل غير هذا الحديث غير منطقى ويحتاج الدراسة أيضاً، خاصة أن معلومات عمر سليمان حققها فيما بعد القاضى المستشار خالد المحجوب، ووثقها فى قضية ستكتب فى تاريخ الوطن باسم «الهروب من وادى النطرون».


الغريب هنا أنه عندما سئل الفريق سامى عنان عن واقعة التسلل، وهل ما إذا كانت الأجهزة المخابراتية التابعة للقوات المسلحة رصدت أى تسلل عبر الأنفاق فى سيناء لعناصر حزب الله وحماس؟.. كانت إجابة الفريق عنان مغايرة تماماً لكل أحاديث قيادات الجيش عن تلك الواقعة، وقال عنان: «لا لم ترصد».


مقاطعة بسيطة.. كيف يقول عنان إن الأجهزة المخابراتية للقوات المسلحة لم ترصد، فى حين أن المشير طنطاوى نفسه أكد أكثر من مرة أن بعض العناصر الفلسطينية وحزب الله تسللت عبر الأنفاق إلى الأراضى المصرية بغرض إحداث فوضى. المفاجأة الكبرى أن عنان عندما واجهوه بما قاله المشير أن عناصر بالفعل تسللت إلى مصر، أجاب عليهم إجابة لم تكن متوقعة أبداً وفتح النار على المشير قائلاً: «قد يكون ما قاله المشير طنطاوى شواهد وليس معلومات».


الخطير فى الموضوع أن المجتمعين حول عنان اندهشوا من إجابته ومن وصفه حديث المشير عن التسلل بأنه شواهد وليس معلومات، فسألوه: هل تعتقد أن رئيسك فى المجلس العسكرى بشخصيته العسكرية وتاريخه الوظيفى الطويل عندما يدلى برأيه فى هذه الواقعة يكون من منطلق الشواهد وليس المعلومات.


هنا شعر عنان بأنه فى مأزق ليس لشهادته فى واقعة التسلل بأن القوات المسلحة لم ترصد فهى شهادة يتحمل هو وحده نتيجتها ويحاسب أمام الله عليها، ولكن المأزق لأنه وصف حديث المشير طنطاوى بأنه شواهد وليس معلومات، وما كان ينبغى عليه أن يقول ذلك.. تراجع عنان بعد ذلك وقال: «قد يكون المشير طنطاوى لديه المعلومة دون أن تكون عندى».

إلى هنا انتهت واقعة التسلل بكل ما تحمله من دراما وتناقض بين أكبر رجلين فى القوات المسلحة، غير أنه خلف التناقض، هناك تحليل أقرب إلى أن يكون يقيناً، وهو أن عنان يعلم أسراراً ومعلومات عن التسلل والأطراف الأجنبية لا يريد أن يعلن عنها، ويتحفظ عند الحديث بشأنها، ويكفى دليلا أنه عندما سئل فى النهاية عن تعليقه على ما ورد بتقرير مباحث أمن الدولة بشأن القبض على عناصر من حماس وحزب الله فى ميدان التحرير، أجاب بـ «معنديش معلومة».





وللعلم عنان بدأ بعد ذلك فى سرده للأحداث أن يؤيد أى حديث للمشير، فعندما سألوه مثلاً عن رأيه فيما قاله المشير طنطاوى أن ما جرى بالبلاد من أحداث 25 يناير كان حلقة من حلقات تخطيط أمريكى للشرق الأوسط الكبير؟ أجاب الفريق عنان: «لو كان المشير قال هذا الكلام يكون على حق لأن لديه من المعلومات الكثير، ولديه ما يبرهن على ما يقول، وأنا متفق معه تماماً».



يُــتــبـــــــــــــــــــــــــــــــــع


رد مع اقتباس