الملـــــــــــــــــك
تتكرر كلمة ملك كلقب إلهي ومن هنا فهو محاطة بالقداسة، ففي القرآن تستخدم كلمة ملك دلالة على فرعون الذي لا يمكن اعتباره نموذجا للحاكم الطيب أو العادل بل هو طاغية .
وفي موضع آخر من القرآن يتحدث عن الملك الذي يأخذ كل سفينة غصبا "أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79)"سورة الكهف.
وتقول ملكة سبأ في إشارة إلى سليمان " قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) " سورة النمل.
وفي القرون الإسلامية الأولى كان من المعتاد أن تذكر الملوكية كنقيض للخلافة، وبينما كانت الخلافة تمثل الحكومة الاسلامية في ظل شريعة الله استخدمت الملوكية للتعبير عن الحكم الاستبدادي الفردي المفتقر إلى تلك الأسس الدينية والشرعية والقداسة.
ويحدثنا الطبري عن حديث جري بين الخليفة عمر بن الخطاب وأول مسلم فارسي أي سلمان" عن سلمان أن عمرا قال له : أملك أنا أم خليفة ؟ فقال له سلمان : إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهما أو أقل أو أكثر ثم وضعته في غير حقه فأنت ملك غير خليفة فبكى عمر" وبذلك نجد أن الملك يختلف تماما عما تعنيه القيادة من مؤسسية وعدل وسمات قيادية تأخذ قيادتها من قدرتها على التأثير وليس باستبدادها وسطوتها ولا يتفق الملك مع القيادة السياسية في غير أن كلاهما يحكم إلا أنه بينما يستبد ويطغى الأول فإن الثاني يشارك ويؤثر فيوجه.