يأتي أبا جهل متبختراً متفاخراً متعالياً ، يقول للناس :
والله لئن رأيت محمداً يصلي لأطأن على رقبته. وفي قول آخر يقول: يعفِّر محمد وجهه بين أظهركم؟
فقيل: نعم
فقال: واللات والعزى لئن رأيته لأطأن على رقبته.
فبينما هو يسوع بين ضواحي مكة يزبد كالبعير الهائج صدره يملؤه الحقدوالكراهية ومثاله قول تعالى فيه :
(وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) البروج 8
- فإذا به يصادف رسول الله صلى الله وعليه وسلم ساجداً لله تعالى يصلي ، فكَرَّ على رسول الله يريد أن يطأ رقبته وإذا به قبل أن يَصِل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه ويصاب برعب ووجل كبيرين وكأنه يرى مارداً أو شيطاناً يريد أن يأخذه.
فتعجب الناس من حاله فسألوه :ما بــــــك ؟
فقال: والله إنني لرأيت بيني وبينه خندق من نار وهول وأجنحة.
وفرائصه ترعد كالعصفور وقد انكمش انكماش الفأر عندما يرى السبع.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً.
- لقد كان باستطاعة ملكاً واحداً القيام بالعمل ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يري محمداً تأييده له فنصره بجنود لم تروها ولم ينصره بجندي واحد.
- وهو يجليها سبحانه وتعالى متى ما شاء ليقطع كيد الكافرين.
فأنزل الله سبحانه وتعالى بهذه الحادثة :
(أرأيت الذي ينهى - عبداً إذا صلى؟) العلق 9 ، 10
كان بإمكان الرسول عليه الصلاة والسلام الدفاع عن نفسه فقد كانت له قوة عظيمة تفوق قوة الرجال مجتمعين.
ولكن لم ينتصر لنفسه قط إلا في حادثة واحدة فقط عندما تحداه أحد المشركين وقال إني قاتلك : فقال عليه الصلاة والسلام: بل أنا قاتلك.
فقتـله عليه الصلاة والسلام في أحد المعارك. وكانت الحادثة الوحيدة التي يقــتل فيها عليه الصلاة والسلام رجلاً.
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحب وحب نبيّك وحب من يحب نبيّك.