نعود إلى السؤال .. هل السيسي «كيلو مشكل» فعلاً؟؟
سأحاول حسب ما هو متوفر من معلومات أن أجتهد في محاولة لفهم ما يتعلق بمواقفه وملفاته وأفكاره ومعتقداته وشخصيته.
أولاً : موقفه من أمريكا
حتى يوم أمس، لم يكن هناك أي تصريح جديد للرجل بخصوص أمريكا، يروج أنصاره منذ 3 يوليو حتى الأن أنه الوحش الكاسر الذي يقف في وجه أمريكا، وأوباما ما بينامش الليل علشان مرعوب منه، وبيعمل كاكا على نفسه بسبب السيسي، بل ذهب المهاويس إلى الدعوة للنزول للتظاهر وتأييد السيسي حتى يسقط نظام أوباما .. إوعى وشك يا جدع !
هنا يكفيني الإشارة إلى عدة نقاط :
1- الإعلام كان يهلل للسيسي قاهر أمريكا بالليل، والسيسي مقضيها مكالمات حب وغرام وعتاب وشوق وأحضان مع «هيجل» وزير الدفاع الأمريكي بالنهار، كانت بينهما مكالمة ثابتة أسبوعياً تقريباً، تجاوز عدد المكالمات بينهما منذ 30 يونيو حتى استقالة السيسي 35 مكالمة، وواصل من بعده وزير الدفاع صدقي صبحي المسيرة بمكالمة أسبوعية مع هيجل.
2- مهم جداً ما فعله السيسي بزيارة روسيا وتنويع مصادر السلاح، لكن مهم أيضاً أن يعرف الشعب ما يجري على أرض الواقع بعيداً عن الأوهام، فالسيسي يطلب ود أمريكا ويغازلها، ويطالبها باستئناف معونتها، ويقول إنه ممتن لها، الرجل لا يختلف كثيرا عن الإخوان المسلمين، كلاهما بتاع مصلحته، فقبل وصولهم للسلطة، زرعوا في دماغ أنصارهم أنهم ضد أمريكا الكافرة التي تساند الفتى المدلل والعدو الصهيوني إسرائيل، وأول ما مسكوا الحكم كان حضن أمريكا دافئ جداً وزي الفل!
3- طبعاً سوف يكون رد البعض، وإنت عايزه يحارب أمريكا ولا أييييه؟ لازم يقول كده، دي سياسة وتوازناااات؟ لست مختلفاً مع كل هذه الردود الجاهزة والسريعة، والتى تبرر لمن يناصره أفعاله على طول الخط، لكن ما أطالب به، أن يكون هذا واضحاً للناس بدلاً من الضحك عليهم، واللف والدوران والنحنحة!
4- السيسي أحد الذين ذهبوا للتدريب في أمريكا، والتدريب في أمريكا «حلال» للسيسي أما أي واحد ابن تيييت تاني لأ، بل ويأتي الأمريكان لتدريب المصريين هنا بموافقة ورضا وترحيب أجهزة الدولة، بل المعونة الأمريكية نفسها، يشرف على صرف بنودها أمريكان، وفي حواره الاخير مع فوكس نيوز، يتحدث السيسي صراحة عن حنينه إلى أيامه الخوالي التي عاشها في أمريكا، بس برضه أي حد غير السيسي يروح امريكا أو يحب في أمريكا عمييييييل وابن تييييت!
5- اختار السيسي وسيلة إعلام أمريكية ليصدر منها أول تصريح له بعد تقدمه للترشح على منصب رئيس الجمهورية وهو الترشح الذي عرفناه من صحيفة عربية ! لو كان حد تاني عمل حوار مع فوكس نيوز، كان زمانه اتشلفط ! فاكرين مقال باسم يوسف والصحفي اليهودي؟؟ نزل الفلول والسيساوية تقطيع في باسم بسببه، أهي فوكس نيوز دي قناة صاحبها يهودي، والصحفية اللي قابلت السيسي أبوها يهودي، لكن لن تسمع من إعلام السلطة أو رجال أعمالها أحداً يهاجمه، لأن المبرراتية عندهم مبدأ واحد في كل العصور والأزمة، حبيبك يبلعلك الزلط وخصمك يتمنالك الغلط !
6- سياسة السيسي تجاه أمريكا لن تتغير، هي نفس سياسة نظام مبارك، ربما تزيد مساحة الود والمصلحة أو تنقص من حين لأخر، لكنها لن تنقطع، في الحوار الأخير مع فوكس نيوز قالها السيسي دون مواربة بأن أمريكا دولة صديقة، ستبقى أمريكا هكذا صديقة حاضنة لنظام السيسي، كما كانت حاضنة لمبارك والسادات.
وللحديث بقية .. لو كان للسيسي ولنا في العمر بقية .. كيلو «سيسي مشكل» لو سمحت !