الموضوع: مين راح ينفع
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 26-04-2014, 06:21 PM
misterattia misterattia غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 167
معدل تقييم المستوى: 17
misterattia is on a distinguished road
افتراضي

الاخ الفاضل صاحب الالفاظ البليغه والمعانى الفاضله
شكرا على ما وصفتنى به والحمد لله انك حملت اوزارى
واعتذر لاننى لن اعيب فيك مثلما فعلت ولكنى استجير بربى ان ياخذ لى منك وانا ورب الكون خصيمك الى يوم الدين
إن الإسلام العظيم لم يأت ليكره أحدا ً على الدخول أو النزول علي رأيه وحكمه.. فالإكراه لا يصنع الأديان ولا ينصرها أو ينفعها.. ولكنه يدمرها وي***ها.. وينفر الناس منها.. وطريق الدين الحقيقي لابد أن يمر بالحرية العقلية الراشدة التي تختار ما تشاء ومستعدة في الوقت نفسه لكي تحاسب في الآخرة على اختياراتها الصائبة أو الخاطئة.
إن الإسلام لم يأمر أبدا ً أتباعه بأن يبسطوا أيديهم بالأذى إلي هرة أو حيوان.. فما بالنا بالإنسان.. فقد أدخل الإسلام امرأة مسلمة النار في هرة حبستها فلم تطمعها ولم تسقها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض.. فاحترم كرامة هذه القطة.. فكيف يأمر الإسلام أتباعه أن يبسطوا أيديهم بالأذى إلي من يختلف معهم في الدين أو العقيدة أو الفكر أو السياسة أو الرأي أو الحكم.. وكيف يأمر الإسلام أتباعه بأذى الآخرين بأي طريقة وقد بعث نبيه رحمة للعالمين ومبشرا ً لا منفرا ً وميسرا ً لا معسرا ً وجامعا ً لا مفرقا ً.. وهاديا ً لا جابياً.
إن الجهاد فريضة مثل باقي الفرائض له شروط ينبغي توافرها قبل القيام بها وله موانع يجب ألا تكون موجودة حتى يمكن إنفاذه.. أرأيت لو أن امرأة حائض أو نفساء صلت أو صامت.. هل يتقبل الله منها صلاتها أو صيامها أم يرده عليها .. حتى لو كانت نيتها التقرب إلي الله .. ذلك لأن هناك مانعا يمنع من هذه الطاعة في هذا الوقت .
إن علينا أن نتذكر جميعا ً أن للجهاد ضوابط شرعية ينبغي أن ينضبط بها كل من يتصدى لها .. كما ينبغي عليه قياس المصالح والمفاسد المترتبة عليه .. فإذا غلبت المفاسد علي المصالح أو غابت بعض شروط إنفاذه أو وجدت بعض موانعه وجب التوقف عنه والامتناع عنه .. وهذا الامتناع يكون ساعتها أحب إلي الله وأقرب إلي الدين وأثقل في ميزان أهل الإسلام والجهاد يوم القيامة من إنفاذه .
إن العبث بالدماء واستسهال أمره يعد في غاية الخطورة لاسيما إن كان يسيل الدماء ويهدرها بغير حق أو علم أو فقه ثم يظن أنها قربى لله وزلفى إليه.
فالعاصي الذي يريق الدماء نادما ً آسفا باكيا ً وعالما أنها معصية أهون من ذلك الذي ي*** ويفجر ويدمر ويغتال باسم الله وباسم الشريعة وتحت أسماء مثل " أنصار الشريعة ".. أو ظنا ً منه أن ذلك يقربه من تحرير بيت المقدس.. أو أنه ضمن "كتائب الفرقان" التي تفرق بين الحق والباطل دون أن يدري أنه يمزق أمته ويشل حركتها ويؤخر تقدمها ويستبيح دماءها.
======
هناك أدواء خطيرة دخلت إلي عقل وقلب شباب بعض الحركات الإسلامية المصرية في الفترة الأخيرة.. ومنها التفحش في ردهم علي الذين يخالفونهم فكريا ً أو سياسيا ًوقدحهم بأسوأ الأوصاف وأحط الكلمات ورميهم بما ليس فيهم واستحلال ذلك وتبدأ موسوعة الشتائم بالتخوين وتنتهي بأحط الشتائم.
فلم أتخيل يوما ًأن تحتوي بعض صفحات الشباب الإسلامي على الفيس بوك علي كلمات كانت حكرا ً في زماننا على عتاة الإجرام الجنائي وعلى البلطجية والحرامية وأطفال الشوارع.
وكم كنت أتمنى أن أسرد بعض هذه الكلمات لولا احترامي لديني ونفسي وهذه الصحيفة العريقة.
لقد ذهلت من التردي الأخلاقي في الردود علي المخالفين لهم في الموقف السياسي أو في أي مسألة بسيطة تحتمل الخلاف في الرأي.
كما أدهشني أن معظم الردود هي شتائم قبيحة لأناس أفاضل دون نقاش علمي موضوعي أو محاورة فقهية أو فكرية تتناول الفكرة وليس الشخص الذي يقوم هؤلاء بتسفيهه وتحطيمه "بوصلات ردح لا نهائية".
وكلما تناقشت مع بعض هؤلاء " أخرجوا لك الحجة القديمة الجديدة التافهة أن أبا بكر قال لمشرك أساء لرسول الله "امصص بظر اللات".. في تعميم بغيض لقصة خاصة في موضع خاص.. غافلين عن أن قول وعمل الصحابي نفسه "ليس بحجة" كما ورد في الأصول.. خاصة إذا اصطدم بسيل جارف من الآيات والأحاديث النبوية مثل " وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً " وخالق الناس بخلق حسن" وكلاهما دقق في كلمة "الناس".. كل الناس مسلمهم وكافرهم.. من وافقك الفكر ومن خالفك.. من كان في خندقك السياسي أو ضدك.. من معك في الجماعة ومن ليس معك.
ونسى هذا الشباب أيضا ً أن رسول الله صاحب الرسالة الأصلي ظل طوال حياته قبل البعثة وبعدها "لم ينطق بكلمة فحش قط" كما ورد في الصحيحين.. رغم الإساءات التي تعرض لها طوال حياته ورغم أنه قيل له "ساحر ومجنون وشاعر وكذاب".. وأنه ضرب وأهين و... إلا أنه احتفظ بعفة لسانه ولم ينزلق إلي ما ينزلق إليه خصومه لأنه ليس مثلهم ولأنه يختلف عنهم.
ثم كيف يغفل الشباب المسلم عن الأحاديث الصحيحة الرائعة التي وردت في الصحيحين أن رسول الله "ما كان فاحشا ولا متفحشا ً" .. ثم إن واقعة أبي بكر كانت شيئا ً خاصا ً به كرد استثنائي لمن أهان الرسول بطريقة فجة.. ولا تمثل هذه الواقعة الأصل في الدين والإسلام ولكنها تمثل استثناء فيه لا يجوز تعميمه.
ومن أكبر أخطاء البعض أنهم يقومون بالفعل ثم يبحثون عن دليله.. ويفعلون الشيء ثم يبحثون عن تبريره الشرعي.. بدلا ً من أن يعرف أحدهم الدين ثم يضبط لسانه وجوارحه ومشاعره وكلماته وتصرفاته طبقا ً له وإن لم يصب هذا الشرع في مصلحته أو يردع خصومه كما يظن.
فالبعض يفجر ويغتال خصومه من المسلمين أو يكفرهم ثم يبحث عن دليل بين زوايا كلمات الفقهاء.. والبعض يشتم ويخون ويسب ويلعن ثم يبحث عن دليل يبيح ذلك حتى إذا عثر علي شاردة أو واردة هلل لها ونشرها لأنها تبيح "الشتم والردح" وخاصة للمسلمين والدعاة والصالحين الذين يخالفونه الرأي السياسي أو الإداري أو..أو.. مما لا نص فيه.. وليس من ثوابت الدين.
لقد تحولت "امصص بظر اللات" إلي أيقونة رائعة يبرر بها كل مسيء إساءته وتفحشه وكل من قل علمه وفقهه ليتطاول على قامات معروفة في الدين والفقه والفكر.
ماذا سيكون حال صفحاتنا الإسلامية إذا نضحت بالتسفل والتفحش والبذاءة وغاب عنها الفقه والفكر المدقق العميق ومقارعة الحجة بالحجة والرأي بالرأي؟
وهل نحن دعاة حقا ً يحببون الناس في الدين ويرغبونهم فيه أم أننا ننفر الناس ونشوه الإسلام ونحول بينهم وبين الله؟
وهل نأخذ بأيدي الناس إلي الله أم نقطع الطريق إلي الله عليهم دون أن نشعر؟
إن الذي ينظر في صفحات الفيس بوك التي يكتبها الشباب المسلم سيجد أجيالا ً غير التي عرفناها وعاشرناها.. أجيالا ً لا تعرف المعنى العظيم لهتاف النبي الخلوق عبر الآفاق "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ولا تدري المغزى الرائع لـ" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ".. فلن نكون دعاة حقا إلا إذا كان نصيبنا وافرا ً من خلق النبي.. وأعتقد أن أعظم صفة تحبب الناس في الدين هي الأخلاق الكريمة.
وكم عاشت أجيال الصالحين مع المعنى العظيم "إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر"
======
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وشكرا جزيلا لكل من تركك تهين اخاك فى ادميته ووصفته بالكل
__________________
MR.Attia EL KHODARY
مستر /عطيه الخضرى
رد مع اقتباس