(14) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ».
أولاً: تَخرِيج الحَدِيث: رَوَاه البخاري (1/ 10) ومسلم (1/ 41) دون الجزء الأخير منه، وأبو داود (3/ 2481) والنسائي (8/ 4996) وأحمد (11/ 6515) والدارمي (3/ 2758) وابن حِبان (1/ 230) والحُميدي (1/ 606) وعَبد بن حُميد (1/ 336) وابن مَنده في "الإيمان" (1/ 309) والقُضاعي في "الشهاب" (1/ 166)، والبَيهقي في "السُّنَن الكَبرى" (10/ 20755) وفي "شُعَب الإيمان" (13/ 10610).
ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ بنِ وَائِلٍ بْنِ هَاشِمِ بنِ سُعَيْدِ بنِ سَعْدِ بنِ سَهْمِ أَبُو مُحَمَّدٍ السَّهْمِيُّ القُرَشِيُّ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنُ صَاحِبِهِ ... وُلِدَ عَبْدُ اللهِقَبْل الهِجْرَة بِتِسْع سَنَوَات، ولَيْسَ أَبُوْهُ أَكْبَرَ مِنْهُ إِلاَّ بِإِحدَى عَشْرَةَ سَنَةً! وَقَدْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ قَبْلَ أَبِيْهِ؛ وتُوفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسِتِّيْن (63 هــ)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
ثالثاً: شَرح الحَدِيث:
- (المُسْلِم): الْمُسْلِمُ الْحَقِيقِيُّ.
- (مِنْ لِسَانِهِ): أَي: بِالشَّتْمِ، وَاللَّعْنِ، وَالْغِيبَةِ، وَالْبُهْتَانِ، وَالنَّمِيمَةِ، وَالسَّعْيِ إِلَى السُّلْطَانِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ... وقَدَّمَ اللِّسَانَ: لِأَنَّ الْإِيذَاءَ بِهِ أَكْثَرُ وأَسْهَلُ، ولِأَنَّهُ يَعُمُّ الْأَحْيَاءَ والأَمْوَاتَ، وابْتُلِيَ بِهِ الأَكْثَرون خُصُوصًا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ.
- (وَيَدِهِ): أَي: بِالضَّرْبِ، وَالْقَتْلِ، وَالْهَدْمِ، وَالدَّفْعِ، وَالْكِتَابَةِ بِالْبَاطِلِ، وَنَحْوِهَا ... وَخُصَّا (اللِّسَان واليَدّ) بِالذّكْر: لِأَنَّ أَكْثَرَ الْأَذَى بِهِمَا.
- (المُهَاجِر): أَيْ الحَقِيقِيُّ ... والهِجْرَة هِي: مُفَارَقَة الأَهْل والوَطَن فِي سَبِيل اللهِ تَعَالَى؛ والمُرَاد بِهَا هُنَا: تَرك المَعَاصِي.
- (هَجَرَ): تَرَكَ.
- (مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ): أَي: مَا حَرَّمَ اللَّهُ ورَسُوُلهُ عَلَيْهِ فِي الْكِتَابِ والسُّنَّة.