وطبعا حضرتك تريد منى ان اصدق الخبر واضرب له تعظيم سلام
ولماذا لاتقول ان الخبر مضروب من السودان التى من المفترض تكون دولة شقيقة
اليك يا محترم
النفى جاء من دولة جنوب السودان نفسها، حيث نفى طرفا الصراع هناك "الحكومة والمتمردون" وجود قوات مصرية تقاتل فى البلاد بجانب القوات الحكومية، ونقلت وكالة الأناضول التركية عن العقيد فيليب أقوير، المتحدث باسم جيش جنوب السودان، قوله إنه لا وجود للقوات المصرية على الأراضى الجنوب سودانية، مؤكدا أنه "لا صحة للأنباء التى تناقلتها بعض المواقع الإلكترونية التابعة لمجموعة المتمردين بقيادة ريك مشار والتى تحدثت عن اعتقال مصريين كانوا يحاربون إلى جانب القوات الحكومية فى منطقة أيود بولاية جونقلى"، شرقى جنوب السودان.
كما نفى ريك مشار، نائب رئيس جنوب السودان المقال، وزعيم المتمردين، وجود قوات مصرية تقاتل فى جنوب السودان، وقال مشار إن القيادات الميدانية فى مقاطعة أيود بولاية جونقلى لم تبلغه بأسر أى من القوات المصرية، ولا أعلم بوجودها من الأساس، مضيفا أن "القيادات الميدانية بالمقاطعة تخبرنى أولاً بأول بكافة التطورات القتالية، وهم لم يخبرونى بأسر قوات مصرية أو أوغندية حتى هذه اللحظة"، كما نفى علمه بوجود قوات مصرية فى القتال جنبًا إلى جنب مع قوات سلفاكير، موضحا "نحن ليس لدينا علم بوجود قوات مصرية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، وكل ما نعلمه وجود قوات أوغندية تقاتل مع سلفاكير".
إلى هنا والموضوع يبدو أنه انتهى، فالخبر ما هو إلا فبركة حاولت بعض الصحف السودانية اللعب بها لأسباب ربما تكون أكبر من فكرة "ضرب خبر" كما نسميه فى الوسط الصحفى، فى محاولة لزيادة التوزيع، لكن القضية يبدو أنها أكبر من ذلك، لأن الصحف السودانية حينما نقلت عن موقع "أعالى النيل" بجنوب السودان، لم تتيقن من مصدرها، ولم تتيقن بأن هذا الموقع ليس من المواقع الإخبارية الموثوق بها، وأنه يقف خلفه مجموعة من الشخصيات التى تحاول إحداث الوقيعة فى الجنوب بأى طريقة، وأنهم يحاولون أفساد محاولات التقريب بين طرفى النزاع فى جنوب السودان بخلق قصص ووقائع لا تمت للواقع بصلة، بهدف استمرار الحال كما هو حتى تتحقق لهم الاستفادة من استمرار النزاع، مثلهم مثل أمراء الحرب الذين يحققون استفادات مادية على حساب ال*** والدم المسال.
تبقى هنا الإشارة إلى شىء مهم، وهو أن صحيفة "الانتباهة" التى اهتمت بالخبر، ووضعته فى صدر صفحتها الأولى تحت عنوان "أسر و*** جنود مصريين فى الجنوب"، لها سياسات لا تختلف عن السياسات التى يتبناها الموقع الذى نقلت عنه الخبر الكاذب، فالصحيفة التى عادت منذ يوم واحد فقط إلى ملكية الطيب مصطفى، خال الرئيس السودانى عمر حسن البشير، من خلال حكم قضائى، لديها مشكلات مع الجنوبيين، وكانت أول وسيلة إعلامية فى الجنوب تشجع انفصال الجنوب عن السودان، وحاولوا قبل استفتاء تقرير المصير افتعال العديد من الأزمات مع الجنوبيين لحثهم على السير فى طريق الانفصال، وفقا لما قاله لى مصدر دبلوماسى مطلع على مجريات الصحافة السودانية.
"الانتباهة" حينما نشرت هذا الخبر الكاذب لم تكن لها علاقة بحكومة الخرطوم، فالطيب مصطفى، خال البشير، لم يكن قد تسلم الصحيفة بعد حينما نشرت هذا الخبر، لأنه لو كانت الصحيفة تحت إمرته لرفض نشر مثل هذه الأخبار، لكن هذا لا ينفى أن للصحيفة مشكلات مع الجنوبيين"، هكذا أكد المصدر السودانى.