عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 17-05-2014, 04:47 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,341
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي



ابرام فارس يكتب: حكم العسكر








يناقش محمد نجيب فى مُذكراته التى نُشرت عام 1984 اذا كانت أحداث 1952 ثورة أم إنقلاب؟! قبل الضجيج الحالى حول نفس السؤال بعد يوم 3-7 … يقول: “ فى عُرفنا ان ما حدث ليلة 23 يوليو نطلق عليه لفظ إنقلاب فيما بيننا بعد ذلك أطلقنا لفظ حركة الجيش المباركة ثم تحول إلى ثورة من ساعة ان وضعنا عيوننا على الشعب قبل الجيش وكان هناك ترحيب شعبي هائل ”..


دعك من المسميات فهى لن تضيف أى شئ , الأهم هو مسار التحول الديكتاتورى بعد ذلك … فى البداية حاصر الجيش القصر الملكى وأحكموا قبضتهم على كل الأماكن السيادية .. كان هناك تخوف من تدخل قوات الإنجليز لكنها كانت منحسرة فى مربع السويس وسيناء طبقا ً لمعاهدة مصر وبريطانيا عام 1936ولم تتدخل ..

لم يقاوم الحرس الملكى أيضا ً كثيراً .. كانت المطالب تتلخص فى التطهير من الفساد وتعيين حكومة جديدة برئاسة على ماهر , فوافق الملك فاروق ثم طالبوه بالتخلي عن العرش لولى عهده أحمد فؤاد ورحيله من البلاد فوافق أيضا ً.. ثم إلغاء الملكية عام 1953.. حينها كان مجلس قيادة الثورة يحكم مصر..

يغير القوانين .. يصادر أموال .. يُعيٍن ويُقيل ويُرقي فى مناصب مدنية وسياسية وعسكرية .. يعتقل ويحدد إقامة لواءات وسياسيين وغيرهم ويتدخل فى تطهير الأحزاب والهيئات السياسية .. أخترق العسكريون كل المجالات وصبغوا كل المصالح المدنية باللون الكاكى !


أجبر “ مجلس قيادة الثورة ” على ماهر على الإستقالة وتعيين محمد نجيب رئيس للوزراء .. وبعد أن كان من المقرر إجراء إنتخابات فى فبراير 1953..

تم تعيين محمد نجيب رئيس للجمهورية!! ثم أصدرت كارثة قانون “ إلغاء الأحزاب السياسية ” بدعوى أنها فاسدة ولإقامة حياة سياسية جديدة , وأعلنت فترة حكم انتقالية لمدة 3 سنوات وإجراء إنتخابات الجمهورية الرئاسية بعدها..


فى أثناء ذلك كانت هناك حملة إعتقالات أخري شرسة ورقابة صارمة على الصحافة ومحاكمات بشعة مثلاً حادث كفر الدوار وحادث مغاغة .. كان مجلس قيادة الثورة يبعد كل معارضيه حتى من الضباط الأحرار أنفسهم إما بالإعتقال أو الإعدام أو النفى .. إذا أفترضنا حسن نوايا الجيش بدعوى التطهير لماذا لم يبتعد عن الحكم قبل الانتخابات الرئاسية عام 56 بعد أداء مهمته؟ لماذا لم يرجع إلى ثكناته ويؤدى واجبه فى حماية البلاد بدون التدخل فى السياسة؟ كان ترشح جمال عبد الناصر كسر لقواعد الديموقراطية, وترسيخ بعدها لعقيدة انه لا يصلح لإدارة البلد سوى رئيس عسكري .. حيث طُرد الملك لكن حكم الضباط مصر .. تحققت العدالة الأجتماعية (إلى حد كبير) لكن جاء الفساد والمحسوبية .. تحررت مصر من الإنجليز لكن تم القضاء على الديموقراطية.


يُعد حكم العسكر نقطة تحول فى تاريخ مصر .. منذ عام 1956 تحولنا إلى حكم فاشية عسكرية .. حتى جاءت ثورة يناير المجيدة التى كان من مطالبها دولة مدنية حقيقية وإسقاط حكم العسكر الذي دام 60 عاما ً.. إسقاط الحكم العسكري وليس إسقاط الجيش الوطنى هناك فارق كبير .. كل هذه السنوات من الإستبداد والفساد والظلم .. لكن لا أحد يتعلم من أخطاء الماضي ونكرر نفس المأساة الآن.

نرفض مبدأ ترشح السيسي أصلا ً لأنه إستكمال لنفس نظام الحكم القديم كما رفضنا ونرفض الفاشية الدينية تماما ً.. وجب التذكير بالتاريخ فى محاولة للوقوف من جديد أمام الحاضر والمستقبل .. يكفى كل ما مضي .. لا تنتخب السيسي.




http://yanair.net/archives/52250
رد مع اقتباس