هذا ما ذكره الصحفى الألمانى((أشتيفان بوخن))..............
من يحاول في هذه الأيام تصوير بضع لقطات في أحد أحياء القاهرة التي لا تعد ولا تحصى، فعليه توقع أنْ يبادره مواطنٌ فاضلٌ بالسؤال: "هل لديك تصريح؟ أرني بطاقتك الشخصية! عليك أنْ تعلم أننا حاليًا في مصر نحارب الإرهاب". الصحفي الألماني شتيفان بوخن يصف، لموقع قنطرة، مشاهداته في القاهرة قبيل الانتخابات الرئاسية المصرية 2014.
لا شيء يضاهي معاناة الجنيه المصري من التضخم على ضفاف النيل حاليًا سوى مصطلح "الإرهاب". إنه مرادف لجماعة الإخوان المسلمين، تلك الحركة التي تقدَّمت صفوف الثورة في عام 2011 بعد شيءٍ من التردد بدايةً، ثم حازت على أكثر من خمسين في المئة من الأصوات بأول انتخابات برلمانية حرة في مصر، كما جاء أول رئيس جمهورية منتخب ديموقراطيًا في مرحلة ما بعد الثورة من "الإخوان المسلمين".
أما الآن فهم إرهابيون. يا له من تطورٍ مدهش! إذ نجد إجماعًا على ذلك في الصحافة والإذاعة والتلفزيون، حيث نقرأ يوميًا عن تصدّي قوات الأمن لمجموعة همجية من الإرهابيين وعن إرغام الحشود المجتمعة للتظاهر على الانفضاض، وذلك في هذا الحي أو ذاك من أحياء القاهرة، أو في مكان ما في الأرياف بين الإسكندرية وأسوان.
"مصر مهددة ... بأمنها وسلمها. لكني سأحقق الأمن والاستقرار" كما يؤكد عبد الفتاح السيسي، القائد العسكري المستقيل والمدير السابق لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع وقائد الانقلاب والمرشح الرئاسي. لكن الصحافة تصفه بين حين وآخر بـ "الرئيس المقبل". عند قراءة هذه التسمية، يتملك المرء شعورٌ بأنَّ المرشح الخصم حمدين صباحي مجرد ديكور في عملية ديموقراطية زائفة. إذ تَقرّر مآل الأمور منذ فترة طويلة.
|