عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-05-2014, 07:40 PM
الصورة الرمزية عزتى في دينى
عزتى في دينى عزتى في دينى غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 1,571
معدل تقييم المستوى: 12
عزتى في دينى will become famous soon enough
افتراضي أنا من هؤلاء، هذا ذكري :"

تعرَّف على نفسكِ من كتابِ الله؛ وتعلَّم كيف ترتقي بها (":
مقال بقلم : د. فوز كردي



يروي الأحنف بن قيس كان جالسًا يومًا مُتفكّرًا قوله تعالى :

{
لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ } سورة الأنبياء : 10


فمرَّ بقوله تعالى يصِف أناسًا :
{ كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأسْحَارِ هُمْ
يَسْتَغْفِرُونَ *
وَفِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ
} سورة الذاريات : 17 – 19

فلم يجد نفسه معهم ، فتابع يلتمس ذكره ..


وتلا قوله تعالى : {
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ

وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
} سورة آل عمران : 134

ومضى يفتِّش في :
{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ

وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
} سورة الحشر : 9

وبين من ذكرهم القرآن :
{ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ
وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } سورة الشورى : 37

فدمَعت عينه وقال : اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء :"


ثم أخذ يقرأ فمرَّ بقومٍ وُصِفوا بـ

{
إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ
}
سورة الصافات : 35

وقوم يُقال لهم :
{ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ *
وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ } سورة المدثر : 42 - 44

فقال : الَّلهُم إنِّي أبرأ إليك من هؤلاء :"


ولمَّا تلا قوله تعالى :
{ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا
وَآخَرَ سَيِّئًا
عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } سورة التوبة : 102

فقال: أنا من هؤلاء، هذا ذكري :"


وكان له -يرحمه الله- ماله من الإحسان والعمل الصالح وحسن الخلق
؛
ولكنهم أُناس أخذوا منهج تزكية النَّفس من كتابِ الله
وعلِمُوا أنَّه خطاب الله إليهم ؛
فأقبلوا عليه مُتدبِّرين مُستهدين .


وهكذا من يعيش مع القرآن ، ويعلم أن القرآن خطاب الله إليه ورحمته به .

فلنعرض أنفسنا على القرآن ونلتمس فيه ذكرنا ،
ولننظر إلى أصناف الناس
مُتذكِّرين أن الدَّار دار عمل .


فلنُشمِّر ونجتهد لنرتقي في الدَّرجات ؛
فمهما قصَّرنا وفرَّطنا فالحمد لله
أنَّنا ما نزال أحياء :"
ويد الله مبسوطتان ليتُوب المُسِيء ويُقبل المُعرض .

لنقرأ ونتدبَّر ونعمل (""":
لنكُون من الَّذين إذا ذُكر المخلصون كنَّا منهم، وإذا ذُكر الصَّائمون كنَّا منهم ،
وكذا مع المُتصدقين ومع القائمين ، وفي ركب الدُّعاة والمُصلحين ،
ومع البارِّين الودودين ، وفي حِلَق العلم ومجالس الخير من الحاضرين ..
لنا من كُلِّ معرُوف نصِيب وفي كُلِّ خير سهم .

يُظلِّل أعمالنا قلب خاشع داع مُخبت، ونفس لوَّامة ، وهمَّة عالية، ورجاء عظيم :"


والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ()
بقلم : د. فوز كردي

__________________

^-^بخِمارى انا ملكه ^-^

رد مع اقتباس