عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-06-2014, 07:06 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
abomokhtar is just really nice
New


عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبدمناف بن قصي القرشي المطلبي:
توفِّي بالصفراء[1] في العَشر الأخير من رمضان، سنة اثنتين - رضي الله عنه - إثر جراحات في غزوة بدر.

صحابي جليل، أحد السابقين الأوَّلين، وأُمه من ثَقيف.

وهو أسنُّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعَشر سنين.

هاجَر هو وأخواه الطفيل وحصين.

وكان رَبْعَة من الرجال، مليحًا، كبير المنزلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أمَّره على ستين راكبًا من المهاجرين، وعقَد له لواء، وكان ذلك في شوال سنة 1 من الهجرة، فكان أول لواء عُقِد في الإسلام.

فالتقى قريشًا وعليهم أبو سفيان عند ثَنِيَّة المرَّة، وكان ذاك أوَّل قتال جرى في الإسلام.

ويوم بدر خرج عتبة رأس المشركين وأخوه شيبة ابنا ربيعة، ومعهما الوليد بن عتبة وطلبوا المبارزةَ، فخرج إليهم كلٌّ من: عبيدة بن الحارث، وحمزة بن عبدالمطلب، وعلي بن أبي طالب بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

ففي سنن أبي داود عن علي - رضي الله عنه -: "قام - يعني عتبة بن ربيعة وابنه وأخاه - فنادى: مُن يُبارِز؟ فانتدب له شبابٌ من الأنصار، [فقال: من أنتم فأخبروه]، فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنما أردنا بني عمِّنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قم يا حمزة، قم يا علي، قم يا عبيدة بن الحارث))؛ سنن أبي داود (2665).

وذكَر ابن عقبة أنه لما طلب القومُ المبارزةَ، فقام إليهم ثلاثةُ نفرٍ من الأنصار استحيا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من ذلك؛ لأنه كان أول قتال التقى فيه المسلمون والمشركون ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاهِد معهم، فأحَبَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -أن تكون الشَّوكةُ ببني عمِّه، فناداهم: ((أن ارجعوا إلى مصافِّكم، وليَقُم إليهم بنو عمِّهم)).

وبارَز عبيدةُ عتبةَ بن ربيعة بداية معركة يوم بدر فاختلفا ضربتين، فأثبت كلٌّ منهما الآخر؛ أي أصابتْ كلاًّ من عبيدة وعتبة جراحاتٌ من تَبادُلهما الضربات.

وقَتل حمزةُ شيبة، وقَتل عليٌّ الوليدَ.

ولما رأى علي وحمزة هذا شدَّا على عتبة، ف***اه واحتملا عبيدة وبه رَمَق.

وكانت هذه المبارزة بداية سيئة للمشركين؛ حيث قُتِل ثلاثة من سادات قريش وخيرة فرسانهم وقادتهم أول المعركة، فأثَّر في نفسياتهم، وكرُّوا على المسلمين وهم في أسوأ حال، ثم لم يَلبَث أن مَنَّ الله بالنصر على رسوله والمسلمين يوم بدر.

ومات عبيدة بن الحارث إثر جراحاتِه بعد المعركةِ بالصفراء.

أنشدت هند بِنت أُثاثةَ في رثائه:
لقد ضُمِّن الصفراء مجدًا وسؤددًا
وحِلمًا أصيلاً وافر اللب والعقلِ
عبيدةَ فابكيه لأضياف غُرْبة
وأرملة تهوي لأشْعَثَ كالجِذلِ
وبَكِّيه للأقوام في كلِّ شَتوة
إذا احمرَّ آفاق السماء من المَحْل
وبَكِّيه للأيتام والرِّيح زفزةٌ
وتَشبيب قِدْر طالما أَزبدَت تَغْلي
فإن تصبح النيران قد مات ضوءها
فقد كان يُذكِيهنَّ بالحَطَب الجَزْل
لطارق ليل أو لمُلتَمِس القِرى
ومُستَنبِح أضحى لديه على رِسْل


[1] الصفراء: قرية كثيرة النخل والمزارع، وماؤها عيون، وهي فوق ينبع مما يلي المدينة، وماؤها يجري إلى ينبع.






__________________
رد مع اقتباس