أَقُولُ وَكُلُّ الحَمدِ لِلَّهِ كَائِنٌ

وَخَيرُ صَلَاتِي لِلنَّبِيِّ مُحَمَّدِ
وَآلٍ وَأَصحَابٍ وَأَتبَاعِ سُنَّةٍ

لِيَومِ قِيَامِ النَّاسِ لِلَّهِ فِي غَدِ
وَبَعدُ فَهَذَا نَظمُ بَعضِ وَسَائِلٍ

نَنَالُ بِهَا سَعدًا عَظِيمًا وَنَهتَدِي
لِعَالِمِنَا (السَّعدِيِّ) مَن كَانَ أُمَّةً

فَيَا رَبَّنَا ارحَمهُ، وَلِلحَوضِ أَورِدِ
وَمُنَّ بِتَيسِيرٍ وَنَظمٍ مُوَفَّقٍ

وَخَلِّص مِنَ الإِشرَاكِ فِعلِي وَمَقصَدِي
وَأَعظَمُ أَسبَابِ السَّعَادَةِ مُنجَلٍ

بِإِيمَانِنَا المَعقُودِ دُونَ تَرَدُّدِ
وَثَوبَ التُّقَى وَالبِرِّ وَالخَيرِ دَائِمًا

وَصَالِحِ أَعمَالٍ وَأَفعَالٍ ارتَدِ
وَذَلِكَ أَنَّ المُؤمِنِينَ لَهُم هُدًى

بِهِ مُيِّزُوا عَن كُلِّ عَاصٍ وَمُعتَدِي
فَعِندَ النَّدَى شُكرٌ وَفِي الضَّرِّ صَابِرٌ

فَذَاكَ صِرَاطٌ لِلتَّقِيِّ المُوَحِّدِ
وَإِحسَانُنَا لِلخَلقِ يُورِثُ بَهجَةً

فَأَحسِن إِلَى كُلِّ البَرِيَّةِ تَسعَدِ
وَبِالعِلمِ وَالفِعلِ الَّذِي سَارَ نَافِعًا

أَلَا فَاشتَغِل تُذهِب هُمَومًا وَتَطرُدِ
وَلَا سِيَّمَا إِن كَانَ أَمرًا مُحَبَّبًا

فَذَلِكُمُ أَدعَى لِطَردِ المُنَكِّدِ
وَفِكرَكَ فَاجمَعهُ بِحَالٍ وَحَاضِرٍ

وَلَا تَكُ مَشغُولًا بِمَاضٍ وَلَا الغَدِ
فَلَا أَنتَ مُسطِيعٌ لِإِرجَاعٍ فَائِتٍ

وَلَا أَنتَ ذُو عِلمٍ بِآتٍ وَمُورَدِ
وَرَبَّكَ فَاذكُر بُكرَةً وَعَشِيَّةً

تَنَل ذِكرَهُ فَوقَ السَّمَا وَتُحَمَّدِ
بِنِعمَةِ مَولَانَا تَحَدَّث تَحَدُّثًا

فَذَلِكَ هَادٍ لِلصِّرَاطِ المُمَجَّدِ
لِمَن دُونَكَ انظُر دُونَ مَن هُوَ أَرفَعٌ

لِمَا جَاءَ فِي نَصِّ الحَدِيثِ المُحَمَّدِي
وَأَسبَابَ هَمٍّ فَلتُزِلهَا مُحَصِّلًا

لِأَسبَابِ إِبهَاجٍ وَمِنهَا تَزَوَّدِ
فَتَنسَى الَّذِي قَد فَاتَ إِذ لَستَ قَادِرًا

عَلَى رَدِّهِ فَاحذَر سَبِيلَ التَّبَلُّدِ
وَإِنَّ دُعَاءَ اللَّهِ أَرجَى مُسَلِّمٍ

مِنَ الهَمِّ وَالأَحزَانِ وَالغَمِّ فَاقصِدِ
وَأَسوَا احتِمَالَاتٍ أَلا كُن مُقَدِّرًا

يَخِفَّ عَلَيكَ الإِبتِلَاءُ إِذَا ابتُدِي
وَقَلبَكَ -يَا هَذَا- فَقَوِّ تَحُز رِضًا

وَلَا تَنزَعِج بِالوَهمِ أَو تَتَنَكَّدِ
عَلَى اللَّهِ مَولَانَا تَوَكَّل تَوَكُّلًا

فَمَن رَبَّهُ يَقصِد يُوَفَّق وَيَرشُدِ
تَحَمَّل عُيُوبَ الآخَرِينَ مُوَطِّنًا

عَلَى ذَلِكَ النَّفسَ الزَّكِيَّةَ تَرغَدِ
وَعُمرُكَ مَحدُودٌ قَصِيرٌ وَمُنتَهٍ

فَلَا تُفنِهِ فِي الهَمِّ دَومًا تُسَدَّدِ
وَبَينَ النَّدَى وَالشَّرِّ قَارِن مُلَاحِظًا

فَضَائِلَ رَبِّ العَرشِ وَالفَضلِ تَهتَدِ
أَذَى النَّاسِ مَردُودٌ عَلَيهِم حَقِيقَةً

وَلَكِن إِذَا تُشغِل بِهِ النَّفسَ تَبعُدِ
بِنَافِعِ أَفكَارٍ -أَخِي- كُن مُطَيِّبًا

حَيَاتَكَ تَنسَ الهَمَّ حَتمًا وَتُحمَدِ
وَلِلَّهِ لَا لِلخَلقِ عَامِل مُخَلِّصًا

مُرَادَكَ لِلرَّحمَٰنِ رَبِّي وَسَيِّدِي
وَأَعمَالَكَ احسِمهَا بِآنِكَ عَاجِلًا

وَلَا لَا تُؤَجِّل فِعلَ يَومٍ إِلَى غَدِ
وَرتِّب -هُدِيتَ- الأَولَوِيَّاتِ مُطلَقًا

وَبِالحَمدِ وَالتَّسلِيمِ أُنهِي وَأَبتَدِي