[محمد أبو السلاطين]

قال تعالى ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسر ا) تلاحظون أن رب العزة فى كتابه الكريم أكد على أن العسر لابد أن يعقبه يسر والمثل المصرى بيقول ماضاقت إلا ما فرجت تبات نار تصبح رماد وهى كلمات تحمل الأمل ودائماً الإنسان يرى الأمور من منظور ضيق فيظن أن ما أصابه هو الشر عينه أو هو الخير عينه ولذلك أمرنا الله عز وجل بالوسطية والاعتدال دائماً فى أمورنا وهذا الدرس تعلمناه من قراءة سورة الكهف فالرجل الصالح أتى بأفعال ينكرها العقل والمنطق من خرق لسفينة أصحابها مساكين ، ومن ***ه للغلام ، ومن مساعدة قوم بخلوا عليهم بالطعام ثم يتضح من كل ما حدث الحكمة التى تؤكد وجوب الرضا والإيمان بقضاء الله وقدره والحمد فى السراء والضراء .
ولكن ليس معنى هذا التواكل بل على الإنسان ىأن يسعى ويجد ويبذل قصارى جهده ويرضى بما قسمه الله له قال تعالى أما المتخاذلين الذين يركنون للكسل ويتقاعسون عن العمل بحجة القسمة والنصيب فهذا شخص مريض ويجب أن يفيق من تلك الغيبوبة .
العلاج هو أن يكون للإنسان هدف يسعى إليه قال تعالى ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ..) الهدف هو الذى يقوى الارادة والعزيمة وهذا ما نفتقده اليوم فلابد أن يبحث كل منا على هدف وأمل يبذل من أجله كل غال ورخيص .
والسؤال كيف يصل الإنسان لمبتغاه والهدف المرجو ؟السبيل الوحيد هو العمل والسعى فمن جد وجد ومن حصد زرع قال تعالى ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) ومن خلال العمل الجاد سيهديك الله بفضله لمبتغاك ويسهل لك طريق النجاح ، اعمل ولا تنتظر الوظيفة ، اعمل ولا يهمك نظرة الآخرين لعملك وكن واثق من نفسك وقدراتك ولا تركن للكسل كلما فتح الله لك باباً لا تتردد وواصل تنمية مهاراتك واجعل العمل يتحدث عنك ولا تتحدث عن نفسك كن متواضعاً أمام العلم قال تعالى ( وقل ربى زدنى علما ) وأرى بذلك تتحقق السعادة للإنسان وأنصح بذلك نفسى والآخرين وهذا رأى يحتمل الصواب والخطأ