عرض مشاركة واحدة
  #988  
قديم 28-06-2014, 10:54 AM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,386
معدل تقييم المستوى: 39
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي




فليسقط الظلم والطغيان
الشيخ "محمد السادات"
................................
الشيخ محمد السادات وطني وسياسي مصري، أحد أساتذة الأزهر، رَأس اللجنة الثورية التي كونت لتنظيم المقاومة ضد الفرنسيين في أواخر القرن الثامن عشر. وقد ساعد في إثارة الشعور الديني ضد المعتدين الفرنسيين وإشعال فتيل هذه الثورة التي قادها.
...
بعد أن وصلت الحملة الفرنسية إلى القاهرة، واستقرت الأوضاع لـ"نابليون" فيها، قام بتشكيل (الديوان)، وهو اشبه بجلس الحكم الانتقالى حاليا وكان هذا الديوان يتكون من 9 أعضاء من شيوخ الأزهر، مهمته هي الوساطة بين شعب مصر و"نابليون"، وكانت عضوية هذا الديوان منصباً يشار لصاحبه بالبنان، وتكفل عضوية الديوان لصاحبها العز والجاه والنفوذ
رفض الشيخ السادات اكبرالشيوخ مقاماً وأعظمهم شأناً وأوسعهم جاهاً وثروة تكليف "نابليون" له بالمشاركة في الديوان..
...
وعندما قامت ثورة القاهرة الأولى اتهمه الفرنسيون بأنه كان المحرض الرئيسي عليها، وتوافرت الأدلة على ذلك بالفعل، الأمر الذي كانت عقوبته الوحيدة هي الإعدام، ولكن "نابليون" رأى أن إعدام الشيخ "السادات" سيثير مشاعر الناس ويجعل منه شهيداً، فلم ي***ه..
...
وحين ثارت القاهرة للمرة الثانية في عهد "كليبر"، اتهم الشيخ "السادات" من جديد بتزعم الثورة، وتذكر "كليبر" تصرف "نابليون" فلم ي*** الشيخ "السادات"، لكنه:
فرض عليه غرامة باهظة (حوالي 150 ألف فرنك)، فلما رفض أن يدفعها أمر بسجنه في القلعة، حيث نام على التراب، ومشوا به على قدميه في شوارع القاهرة، وضربوه صباحاً ومساءً بالعصا، وحبسوا أتباعه وخدمه، وأرادوا أن يقبضوا على زوجته وابنه فلم يجدوهما، قام جنود كليبر ب***** خادماً للشيخ "السادات" عذاباً شديداً حتى دلهم ن على مكانهما، فقبضوا عليهما، وسجنوا الشيخ "السادات" مع زوجته في زنزانة واحدة، فكانوا يضربونه أمامها وهي تبكي، وهاجموا داره ففتشوها ونهبوا ما كان فيها من مال ومتاع بل وحفروا أرضها للبحث عما فيها من سلاح وأموال،
......
وبعدها أفرجوا عنه ثم اعتقلوه مرة أخرى فى القلعة خمسين يوماً ولم يفرجوا عنه ثانية إلا بعد أن دفع كل ما طلبوه منه، وبعد أن صادروا جميع ممتلكاته، وحددوا إقامته في منزله وشرطوا عليه ألا يجتمع بالناس إلا بإذنهم..
....
وعندما مرض ابن الشيخ "السادات" وهو في السجن فلم يخرجه الفرنسيون ليراه، ثم مات فأذنوا له بالسير في جنازته وهو تحت الحراسة ثم عادوا به إلى السجن من جديد.. ويذكر "نابليون بونابرت" في مذكراته أن هذه المعاملة المهينة التي عامل بها "كليبر" الشيخ "السادات" كانت السبب الرئيسي في اغتياله بعد ذلك على يد "سليمان الحلبي"..
.....
ولم يكن موقف الشيخ "السادات" المعادي للفرنسيين لمجرد أنهم أعداء محتلون للوطن، ولكنه كان موقفا عاما ضد الظلم والطغيان التزمه الرجل طوال حياته مهما كلفه هذا..
....
وعندما أمر "نابليون" بعزل واعتقال قاضي القضاة التركي في مصر "ملا زادة" لم يتصدّ له أحد إلا الشيخ "السادات" لا حباً في الأتراك بقدر ما هو نابع من كرهه للظلم.
...
وقف الساداتت في وجه "حسن باشا الجزايرلي" حين أوفدته الدولة العثمانية سنة إلى مصر لمحاربة المماليك واستعادة سلطتها المطلقة في مصرو أسرف "حسن باشا" فٍي الطغيان واستباح أموال المماليك وقبض على نسائهم وأولادهم وأمر ببيعهم في أسواق الرقيق،
فذهب إليه الشيخ "السادات" وقال له: "أأنت أتيت إلى هذا البلد وأرسلك السلطان لإقامة العدل ورفع الظلم كما تقول أم لبيع الأحرار وأمهات الأولاد وهتك الحرمات؟"،
فقال "حسن باشا": "
هؤلاء عبيد لبيت المال"،
فأجابه "السادات": "هذا لا يجوز ولم يقل به أحد"، فغضب الباشا على "السادات" وهدده بأن يبلغ السلطان معارضته لأوامره، فلم يعبأ "السادات" بتهديده وأصر على معارضته حتى أفحمه وأجبره على تغيير رأيه.
...
وعندما صادر حسن باشا أموال الأمراء المماليك، وفر زعماؤهم من القاهرة إلى الوجه القبلي أودع "إبراهيم بك" عند "السادات" أمانات ثمينة، فعلم بذلك "حسن باشا"، فأرسل يطلب هذه الودائع، فرفض بحزم أن يسلمها قائلا له:

"إن صاحبها لم يمت، وقد كتبت على نفسي وثيقة بذلك فلا أسلمها ما دام صاحبها على قيد الحياة"، فكاد "حسن باشا" ي***ه لولا أن خشي من نفوذه ومنزلته بين قومه..

وقد تحدث الجبرتى عن هذه الحادثة بقوله : "فاشتد غيظ "حسن باشا" منه، وقصد البطش به فحماه الله منه ببركة الانتصار للحق، وكان الباشا يقول لم أرَ في جميع الممالك التي دخلتها من تجرأ على مخالفتي مثل هذا الرجل..".
............
كم انت عظيمة يامصر برجالك المخلصين
الصور المرفقة
 

آخر تعديل بواسطة محمد محمود بدر ، 04-02-2018 الساعة 05:33 PM
رد مع اقتباس