ما أعجب الإنسان ! يقف أحياناً وهو يدق صدره بيده ، ويقول : إنى انا الاعظم ، وما درى المسكين أنه لا يساوى فى هذا الكون الفسيح شيئاً يستحق الذكر ، لقد أدركت هذه الحقيقة حين قرأت وتأملت فى علمين يظهران الإنسان على حقيقته : الفلك والتاريخ ، فأما الفلك فيؤكد أن الأرض التى نعيش عليها ذره لا قيمة لها وسط هذا الكون اللانهائى الذى نجهله ، فما قيمة الإنسان نفسه الذى يعيش عليها ، وأما التاريخ فيسرد لنا سيرة ملوك أباطرة وقادة فتحوا البلاد وسادوا وظلموا وبطشوا ، ثم أين هم الآن ؟! أيها الإنسان الغارق فى تسبيح ذاتك ، ما أجهلك ! فما أنت إلا عابر سبيل ، يولد ويعيش ، ثم يموت وهو يجهل حقيقة أمره ، أما الأعظم فهو الله - عز وجل - وحده . اعراب
|