شاكر-رحمه الله-(في مواقفنا المتأخرة وسبيل التقدم ص43-47) تحت عنوان ربما كان النظام يصلح في البيئة الغربية:"النظام الديمقراطي لا يصلح في البيئة الإسلامية أبداً؛ لأن البيئة الغربية ليس لها نظام سياسي خاص ينبع من عقيدتها ويقيدها باتباعه, كما أنها نشأت على الصراع, وبما يتفق مع هذا النظام الذي يقوم على الصراع الدائم بين مجموعات متعددة؛ أما البيئة الإسلامية فإن لها نظامها السياسي وهو نظام الشورى, ويختلف اختلافاً بيناً عن النظم الديمقراطية وهو يقضي على الصراعات قضاءً كلياً ولا يعترف بها, ولا يقر أن يعتمد النظام على رأي الشارع, ويأخذ بالشائعات, ويُحَكِّم الغوغائيات التي إن وصلت إلى السلطة عن هذه الطريق قضت على كل آثار الحضارة من عدل ومساواة وحرية وفكر, وحكمت الأهواء والمصالح الخاصة.
تعتمد النظم الديمقراطية على:
1- الانتخابات, وتقوم على:أ- الدعاية الشخصية, وهذا لا يقره الإسلام.
ب- ادعاء ما لا يمكن تحقيقه؛ إذ ليس بقدرة الفرد, ولا يضمن عمله, وهذا ما يرفضه الإسلام.
جـ - نشر الشائعات ضد المتنافسين, وهذا ما يأباه الإسلام.
د- المساواة بين الأفراد بغض النظر عن العلم, والجهل أو الفكر وعدمه, وهذا ما يخالف الإسلام]إن أكرمكم عند الله أتقاكم[؛ فالأفضلية للعلم والتقوى, وإمكانية العمل.
وعن طريق الانتخابات يكون النواب حسب المجتمع؛ فإن كان الجهل منتشراً كان النواب جهالاً وضاعت القيم, وذل الناس, وفقد العلماء مكانتهم, وساد السوء وقديماً قال الشاعر:
لا يصلح الناس فوضى لا سَرَاة لهم ولا سَرَاة إذا جهالهم سادوا.
ويصلح هذا عادة للنظام الشيوعي الذي يريد أن يكون النواب قوى سكوت يوافقون على كل اقتراح لجهلهم, ويصدقون كل رأي ماداموا لا يفرقون ولا رأي لهم, وكذلك فإن سيادة الجهل تؤدي إلى شراء الأصوات أو حسب اصطلاحاتهم(شراء الضمائر)؛ لأن الجاهل لا فرق عنده, يعطي صوته لمن يدفع وهذا يوافق عادة للنظام الرأس مالي؛ إذ تبقى دائماً السلطة بيد الفئة الرأسمالية التي على استعداد لدفع المال, وهذا كله لا يقره الإسلام.
إن العلماء في الإسلام هم الذين يقترحون أهل الحل والعقد أو رجال الشورى, ويكونون رقباء على السلطة توجههم مصلحة الأمة, ويقيدهم الدستور الذي هو كتاب الله وسنة رسوله, ويمكنهم الاجتهاد بالقياس, وبما أجمعت عليه الأمة عندما لا يجدون ما يبحثون عنه, وبهذا تبقى القيادة على المستوى المؤهل من أهل العلم.
2- المجلس النيابي يقوم على وجود حزب سياسي, أو تجمع نيابي يتسلم