تابع (7)
نعم......!!!!!!!!!!
هب عمر من مقعده صارخا بدهشة وغضب مقاطعا محمد
الجالس أمامه تماما : بقى انت جايبنى هنا عشان كده؟
عاوز تزود عدد جيشكم نفر!
عاوزنى أحارب معاكوا؟
دانا مدخلتش الجيش فى مصر, هادخله هنا!!
عاوزنى أموت؟
قال محمد وهو يحاول الإحتفاظ بهدوءه : ليس الأمر هكذا ...انه مجرد معسكر تدريبى للتدريب على فنون القتال واستعمال الأسلحه كما أنك لن تكون وحيدا...سيكون معك مالك...المفروض أن تفرح لأنك ستصبح رجلا...
عمر بانفعال وهو يشيح بيديه: لا لا الكلام الكبير ده مايجبش معايا أنا.....
أنا لا هاروح معسكرات, ولا هاتدرب, ولا هاحارب, ولا ليا دعوة بالموال ده كله
قال محمد وقد بدا الغضب واضحا فى صوته : أمازلت حقا لا تصدق أنك من أهل هذا البلد؟؟
قرب وجهه من وجه عمر وهو يقول بصرامه : أنت ذئب شيشانى ولا بد أن تعيش كالذئاب..
لايغرنك أننا الآن فى حالة هدوء نسبى مع الروس, ففى لحظة واحدة قد يتحول ذلك الهدوء الى جحيم مستعر
لقد بدأت تظهر نواياهم الخبيثة ومايبيتونه لنا
الم ترى بعينيك مافعلوه بنا ؟
هذه البلاد فى حالة حرب وكل أبناءها القادرين على حمل السلاح يجب أن يكونوا مستعدين للدفاع عنها فى أى وقت ثم أنك لن تحارب..انه معسكر تدريبى
ستذهب للتدريب على القتال ..لا الحرب
عمر وقد استشاط غضبا : لو كنت عارف من الأول انك جايبنى هنا عشان ترمينى فى الحرب ..ماكنتش جيت
اييييييه..انت عاوز منى ايه؟
عاوز تنتقم منى ليه؟ عملتلك ايه؟
أنا مش هاحارب ...مش عاوز أموت... مش عاوز أموت...
قال محمد بصوت كالرعد والغضب يقطر من كلماته :
كن رجلا وتحدث كالرجال..أنا لا أفعل هذا بسبب عداء شخصى بينى وبينك فإبنى سيذهب قبلك...أنا أريد أن أصنع منك رجلا ... كل انسان هنا مسئول عن هذه الأرض ..فهى أمانة فى أعناقنا سيسألنا الله عنها ..لابد أن ندافع عنها حتى آخر قطرة دم فى عروقنا وحتى آخر رجل منا
عمر بعناد شديد : أنا مش من البلد دى, ومش ممكن هاعيش هنا ابدا...أنا راجع مصر ومش هاتقدر تمنعنى...أنا راجع, راجع ..
تفجر محمد بالغضب وهم أن يهجم على عمر ...لكن زهرة التى أتت مسرعة من الحجرة المجاورة على صوت النقاش الحاد وقفت أمامه وحالت بينه وبين عمر وهى تقول برجاء :
أبى أرجوك ...هل تسمح لى بكلمه؟
أكملت بسرعة دون انتظاررده: لا يمكننا اجباره على الذهاب للمعسكر دون ارادته, لقد تربى فى بيئة غير بيئتنا وهو غير مؤهل نفسيا ولا جسمانيا ليعيش حياتنا, كما أن قضيتنا مازالت بعيدة تماما عن تفكيره
الأب بعناد وهو ينظر فى عينى عمر بقوة : عندما يعيش بين المجاهدين سيتربى ويتعلم كيف يكون رجلا
زهرة برقة : أبى ....انه غير مستعد نفسيا لفكرة الجهاد ... مشاعره غير مؤهله لإستيعاب الأمر والإيمان بالقضيه
لو ذهب الى هناك الآن بالتأكيد سيفشل
صمت الأب طويلا ..وأطال النظر فى عينى زهرة الجميلتين وهو يفكر بعمق ...
أما عمر ..فقد ظل ينقل عينيه بينهما وبداخله بركان يغلى بمشاعر كثيره متناقضه
بعد قليل ...لان وجه محمد ونظر الى عمر وقال بصرامه: حسنا ... فليذهب مالك وحده ..ولتبق أنت هنا ....وحدك...حتى تتعلم كيف تكون رجلا
لم يدر عمر لم لم يفرح؟؟ رغم أن هذا هو ما كان يريده...بل العكس ..لقد أصابه كلام محمد بصدمة ....أو كلام زهرة ..؟؟
لم يدرى أيهما أثاره أكثر...حتى عندما ذهب مع مالك الى حجرتهما,
كان صامتا تماما ومالك يتحدث بحماس وهو يجمع أغراضه ويستعد للذهاب للمعسكر : أتعلم ...أنا سعيد لأنك ستبقى هنا...
أول الأمر شعرت بالضيق, لأننى سأكون وحيدا هناك, لكنى أدركت أهمية وجودك هنا, فأنا لن أكون موجودا ..
وأبى ..ربما اضطرته الظروف للرحيل كما حدث من قبل...
فمن سيعتنى بأمى واخوتى ؟؟ أوصيك بهم خيرا ...
ان وجود رجل فى البيت فى مثل هذه الظروف التى تمر بها البلاد أمر ضرورى
رجل ..!!!!!!!!!
رنت الكلمه بقوة فى أذن عمر وكأنه يسمعها لأول مرة
وقضى عمر الليلة وهو يتقلب فى فراش من الشوك..
لا يدرى ما الذى أصابه ....
كانت كلمات محمد وزهرة تدور فى رأسه وتمنعه من النوم..
ما الذى دهاه ؟؟.. ولماذا يشعر بكل هذا الضيق
ولماذا تأثر بهذه الكلمات رغم أنه سمع مثلها بل وأكثر منها من قبل....
شعر بجسده يكاد ينصهر من الحرارة, وروحه تكاد تزهق من الإختناق, دفع الغطاء بضيق وهب جالسا فى فراشه..
مسح بعض حبات العرق عن جبينه وهو يفكر
أخذ نفس عميق وغادر الفراش وبخطوات خفيفة اتجه الى حجرة المعيشه ...
سمع صوت محمد وهو يترنم بآيات القرآن الكريم بصوته الندى الجميل....اقترب منه وهو يصلى فى خشوع, وألقى بنظره الى الساعة المعلقه على الحائط, كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل بكثير ...
ظل يدور فى أرجاء الغرفة بنفاذ صبر منتظرا أن ينهى محمد صلاته
عندما انتهى محمد من الصلاة, اقترب منه عمر وقال بتردد :
أنا ...أنا ..عاوز أروح مع مالك ..
التفت محمد اليه وتنهد وهو يهز رأسه : أتظن أن هذا هو الوقت المناسب لإدعاء الشجاعه؟؟
عمر بغضب : لا ...أنا مش جبان, دانا بعون الله كنت بقفل شوارع فى مصر وأبيتهم من المغرب
خفض رأسه وتردد قليلا وهو يكمل : أنا...أنا ..رايح المعسكر
..............................................
يتبع......................