عرض مشاركة واحدة
  #126  
قديم 21-08-2014, 04:51 AM
الصورة الرمزية صوت الحق
صوت الحق صوت الحق غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
العمر: 68
المشاركات: 8,134
معدل تقييم المستوى: 0
صوت الحق is an unknown quantity at this point
افتراضي

طائفة الحشاشين
ومن أسوأ روايات التاريخ الإسلامى سواداً ظهور طائفة من الخوارج

الشيعة المنتسبين للإسلام باسم «الحشاشين» وتعنى فى ترجمة بعض

المستشرقين (Assassin) ال*** خلسة, أو غدرًا، أو القاتل المحترف

المأجور. ويرجع تسمية طائفة الحشاشين بهذا الاسم, نظرا لأنهم كانوا

يدربون أتباعهم على الإكثار من تعاطي الحشيش المخدر. وكانوا

يستوطنون قلعة «الموت» بين الجبال. وكانوا يتخذون من القلاع

والحصون فى إيران والشام مقرات لهم. وتذكر المصادر التاريخية, أن

مؤسسها «حسن الصباح الأول», والذى يلقب بشيخ الجبل. كان يعيث فى

الأرض فسادا, وترويعا و***ا, بسبب تطلعه إلى الاستحواز على السلطة

بالقوة, وصراعه السياسي والديني, لنشر دعوته, وضم المزيد من الممالك

والولايات لحكمه. وقد حاول اغتيال الناصر«صلاح الدين الأيوبى» عدة

مرات. ويشير الدكتور عثمان الخميس فى دراسته عن الحشاشين, إلى

تمكن أتباعه من اغتيال الخليفة العباسى المستنصر, والخليفة الراشد,

وملك بيت المقدس, لحساب الصليبيين . وعندما خلفه ابنه «الحسن الثانى

بن محمد», والذى حكم من (557هـ/1162م) إلى سنة (561هـ/1166م

) أعلن في شهر رمضان (559هـ) قيام القيامة ، وأنهى الشريعة، وأسقط

التكاليف بإسقاط 4 فرائض من الفرائض الإسلامية الخمس من صلاة,

وصيام, وزكاة, وحج. باستثناء الجهاد، ثم ادعى أنه

إمام العصر
.
وكان له أسلوب غريب في تجنيد أتباعه من خلال اجتذاب الشباب
بين (12 – 20 سنة )، وجلب مخدر الحشيش بكميات كبيرة, وإغرائهم

لتناوله كعشب صحي مفيد. وبعد أن تأخذهم السكرة, يدخلهم إلى حدائق

خاصة أنشأها لهذا الغرض تحتوي على ما لذ وطاب من الطعام والشراب

والنساء الحسان، ثم يخلي بينهم وبينها بادعاء أنها الجنة، ثم يعمد إلى

إيفاقهم من سكرتهم, وإعادتهم إلى حضرته ليطلب منهم بعد ذلك إن أرادوا
خلوداً في الجنة التي أذاقهم جزءاً من نعيمها, أن ينفذوا ما يطلبه منهم

زعيمهم أو شيخ الجبل, دون نقاش أو تردد, وأن قدر الشجاعة للتضحية

بالنفس ضد الطامعين فى نعيم الجنة, وفى سبيل الحفاظ على أسرارها حتى
لا تزول إلى الأبد.
وفى عام (607 هـ/ 1210 م) مع بدأ ظهور حملات التركمان, وعمليات

التوسع التركي تولى جلال الدين الحسن الثالث بن محمد الثاني زعامة

طائفة الحشاشين. وأعلن رفضه عقائد آبائه في القيامة ، ولعنهم وكفَّرهم،

وأحرق كتبهم وجاهر بإسلامه . وقام بمد التواصل مع العالم الإسلامي,

وأرسل إلى الخليفة العباسي الناصر لدين الله, والملوك والأمراء يؤكد لهم

صدق دعوته إلى التعاليم الإسلامية، ففرحت البلاد الإسلامية بذلك وصار

أتباعه يعرفون بالمسلمين الجدد. ولكن سرعان ما انقلبوا عليه، وتم

اغتياله، ليعاود أتباع الطائفة بعد موته إلى طاعة الأئمة الفسقة,

والخارجين علي الدين بقلعة «الموت». مما سهل إنهاءهم والقضاء عليهم

فى سوريا على يد القائد المملوكى «الظاهر بيبرس». وما زال لهم إلى

اليوم أتباع في إيران، وسوريا، ولبنان، واليمن، ونجران، والهند، وفي

أجزاء من أواسط ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي في السابق، ثم جاء

المماليك ليستولوا على الحكم فى مصر, والشام وبلاد الحجاز. إلى أن حل

محلهم الأتراك العثمانيون, ليحكموا هذه البلاد, ومنها مصر قرابة الـ6

قرون، حتى دب الوهن فيها, نتيجة للصراع بين الترك, الذين جلبهم

الخليفة الواثق بالله, و

ثورات العلويين, و ثورات القرامطة الخوارج.

وما بين شروق, وغروب شمس فتوحات المسلمين الأوائل, وصعود,

وهبوط منحنى الدعوة الإسلامية كانت الخوارج من المنتسبين إلى الإسلام,
وأدعياء هم وقود الفتن والصراعات السياسية, ومعول الهدم فى يد أعداء

الدين للتشكيك فى العقيدة, وتفكيك الدولة الإسلامية. وسبب مباشر فى

مخطط استهداف نظام الخلافة كنظام حكم. واعتمادا على سياسة النفس

الطويل , واصلت القوى الخارجية والصليبية سعيها كما تشير كتابات الكثير
من المؤرخين, إلى دعم الحركات الانفصالية, والفرق الإسلامية المنحرفة

من الشيعة الاثنى العشرية والدروز والنصيرية لبث النعرات الطائفية

والمذهبية فى الدولة العثمانية . بهدف إضعاف الجبهة الداخلية, وانهيار

الجيش بتشتيته بين مواجهة النزاعات والاضطرابات

الداخلية, وحروبه الخارجية.ويرى المؤرخ محمد كمال عثمان فى دراسته «عوامل سقوط الخلافة

العثمانية» أن استعانة السلاطين العثمانيين بيهود الدونما «طائفة من

اليهود أسلم بعضهم وأظهر بعضهم الآخر الإسلام ولكنهما ظلا على ولائهم

لليهود» كانت فى مقدمة عوامل انهيار الخلافة العثمانية. فبعد أن قدموا

من الأندلس بإسبانيا, إلى تركيا مطاردين من حاكمها تم الترحيب بهم

واستقطاع أرض من «سلونيك» باليونان التى كانت خاضعة للحكم العثمانى

للإقامة بها, وتم إلحاقهم بالظائف العليا بالدولة، مما شجعهم إلى تأسيس,

حزب «الاتحاد والترقى», وبعد أن انخرطوا فى أجهزة الدولة, وزاد

نفوذهم استغلوا ضعف الدولة بعد أن أصبحت كالرجل المريض, وانشغالها

فى مواجهة الصليبيين, واستقلال بعض الولايات, بدأوا فى إثارة القلاقل,

والدخول فى صراع على الحكم. وقاموا بإنشاء جناح عسكرى من خلال

جمعية باسم تركيا الفتاة, وانقلبوا على السلطان عبدالحميد الثانى، بدلا من

رد الجميل للبلاد التى أوتهم وأحسنت ضيافتهم «خيرا تعمل شرا تلقى».
وقد كان آخر عهد للمسلمين بالخلافة الإسلامية العثمانية عام (1341 هـ

1942م) على يد مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية

الحديثة, بعد أن ظلت الخلافة هى نظام الحكم السائد فى الدولة الإسلامية

لمدة 13 قرنا.
وقد رفض الكثيرين تغييب «الخلافة « كمظهر ورمز إسلامى اعتادوا عليه

استبداله بالنظم المدنية الغربية الحديثة. وبدأ يداعب بعض الطامعين الحنين

إلى إعادتها, أو استنساخها من جديد. وقد تلقفت بعض القوى والمنظمات
المعادية للإسلام هذا الحنين, للعودة من جديد لاستعمار هذه الدول,

والسيطرة على ثرواتها.
وبما أن القوى الاستعمارية لا تعدم حيلة لتنفيذ مخططها، تزامن سقوط

الخلافة مع رحلة البحث عن صديق حليف قابل للإيجار يحقق لها الهدف,
وفى نفس الوقت يرضى تطلعاته طبقا لسيناريوهات التقسيم المعدة سلفا.

ومن بين السيناريوهات زرع الحلفاء والأصدقاء لإشعال الفتن فى مصر
المحروسة، على أن تكون هذه القوى واستخباراتها الداعم والمنقذ عند

الطلب. ومن السياسة البدء بالعمل الدعوى والخيرى. ثم «الطرق على

الحديد وهو ساخن» بالإلحاح على الخلافة لجذب الأنصار والمؤيدين,

وتصدير دعوة استكمال مسيرة الدولة الإسلامية الأولى, التى بدأها الرسول

(صلى الله عليه وسلم) , كرمز لوحدة المسلمين، ومن باب الخلافة يكون

الدخول للسياسة, واستدعاء الأنصار- كورقة ضغط - للمساومة

والمقايضة, وعقد التحالفات السياسية لتحقيق الغرض وهو السلطة

يتبع




رد مع اقتباس