عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-09-2014, 11:32 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقه العاشرة :



إستيقظ إسلام من نومه فوجد نفسه قد نام وهو جالس وبالفعل لم يدخل عليه أحد كما طلب ، فتح باب غرفته وذهب إلي الخارج فوجد والدته تجلس وتقرأ القرآن ، نظر لها بإبتسامه خفيفه فأحست بوجوده فجاءت مسرعه

مسحت علي شعره بحنان وقالت بهدوء :

- البقاء لله يا إسلام ، عامل إيه دلوقتي ؟

رد بإبتسامه خفيفه :

- الحمد لله يا أمي

قالت بحماس :

- عارف كنت بعمل إيه دلوقتي ؟

نظر إلي المصحف وقال بتعجب :

- اه بتقرأي قرآن

فقالت بسعاده :

- أيوه منا أعده بقرأ قرآن دلوقتي وهدعي لمحمد صاحبك كتيــــر اوووي بإذن الله

إنشرح صدره وشعر بسعاده بالغه وقال بإهتمام :

- ربنا يخليكي يــا أمي

ثم أردف بتساؤل :

- هو انا ينفع أعمله حاجه تنفعه دلوقتي بعد ما مات ؟

ربتت علي كتفه وقالت بإبتسامه :

- أيــــوه طبعا يا حبيبتي ، كان في حديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم بيقول : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " رواة مسلم

يعني إنت ممكن تطلع صدقه عنه ، او لو كان بيقولك أي معلومه مفيده نفذها وفيد بيها الناس وكمان دايما خليك فاكره بدعائك

نظر لها بإمتنان وقال :

- ماشي يا امي شكرا

تركها وذهب إلي غرفته ، جلس علي فراشه ولكنه سرعان ما تذكر إنه لم يصلي الفجر كعادة كل يوم ، ولكن اليوم أحس برغبه ملحه في أداء الصلاة فذهب وتوضأ وصلي ثم جلس علي فراشه مره آخري يردد :

تطلع صدقه عنه
معلومه مفيده نفذها
خليك فاكره بدعائك

_______________________

أمسكت سلمي بهاتفها ونظرت إليه بفرحه ثم ذهبت وأغلقت باب الغرفه وأخدت تغني بصوت مرتفع :

احساسك لما ايديك بتمد لخير .. اول ما تشوف الفرحة فى عين الغير ..
وكأنك فى السما طاير فوق اعلى من الطير .. وكفاية يكون ربنا عنك راضى وفرحاااان

وحلمنا فى قلبنا جوانا الخير يزيد ... حتى النجوم لو فى السما عمرها ما تكون بعييييد

خليك زى ما ربنا عايزك يلاقيك ... لو تسعد غيرك يكبر فيه الحب وفيك
وتكون فوق زى نجوم السما اه ويعليك ... خلينا نكبر اجمل شئ جوا الانسان

وأخدت تردد بحماس شديد حتي إرتفع صوتها فدخلت عليها ولاء وقالت بصراخ :

- أيـــــــه يا بنتي بتصوووتي كده ليــــــه ؟ صوتك واصل لآخر الشارع

إنتبهت سلمي وقالت بإحراج :

- معلش مأخدتش بالي ، أصلي لسه منزلاها جديد وعجبتني اوي

نظرت لها بعدم فهم قائله :

- هي إيه دي ؟

قالت بسعاده بالغه :

- دي انشوده جديده كده لقيتها علي النت لمنشد إسمه محمد عباس كانت حفصه قالتلي عليه ، بس تحفه اوووي يا بت يا ألاء بإذن الله هنزل كل الأناشيد بتاعته

ثم أردفت بإبتسامه كبيره :

- وكمان نزلتها من غير موسيقي

شعرت ولاء بالغضب وقالت بصوت ساخر :

- يعني تبطلي أغاني وتسمعي أناشيد ونقول ماشي ، لكن تقوليلي كمان من غير موسيقي وبتاع !! ليه يعني هو حرام ؟!! يعني حتي لو اغنيه دينيه وفيها موسيقي هتدخلك النار يعني !! إيه التفكير الغريب ده

تنهدت سلمي بعمق وقالت بهدوء :

- يا بنتي انا مقولتش حرام ولا هتدخلوا النار ولا الكلام ده ، كل الحكاية إني سمعت حديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم بيقول : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " رواة البخاري وبصراحه خوفت بقي أكون من الناس دول فقررت أكون في السليم

ثم أردفت بأريحيه قائله :

- وبعدين يا ستي انا كده مرتاحه جداااا وحاسه اني مش بعمل حاجه غلط ، إدعيلي بقي ربنا يهديني ويقربني منه أكتر ، بجد حاسه الأيام دي براحه نفسيه كده غريــبه

نظرت إليها للحظات وقالت بتساؤل :

- تفتكري يا بت يا ولاء يكون ربنا راضي عني وهداني للطريق الصح علشان كده انا مرتاحه ؟

نظرت ولاء بإبتسامه :

- مش عارفه ؟ يمكن !

إبتسمت سلمي وقالت بضحكة مستفزة :

- بت يا ولاء انا عارفه إنك اقتنعتي وخلاص مش هتسمعي اغاني تاني ، هاه بقي تحبي أنزلك كام نشيد معايا ؟!

تركتها ولاء وذهبت وهي تقول :

- دي لسعت باين !!

أغلقت سلمي باب الغرفه وأخذت تنشد كما كانت تفعل ، ولكن بصوت أقل

_____________________

قامت سلمي بتحميل بعض الأناشيد الدينيه ثم فتحت الحساب الخاص بها علي موقع الفيس بوك ، لم تكن حفصه موجوده في ذلك الوقت فأخذت تتصفح كعادتها حتي وصلتها رسالة مفاجئة :

- بتعملي إيه بقي من غيري ؟:D

أطلقت سلمي ضحكة عاليه وكتبت :

- هههههههه إنتي جيتي إمتي يا بنتي ؟

يا بنتي إحنا موجودين في كل وقت وكل مكان -

- ليـــه يعني سوبر مان مثلا ؟

- هههههه أحسن طبعا ،، احم احم اللهم زدني تواضعا ،، المهم أخبارك إيه ؟

- أخباري حلوه وبتسلم عليكي مبدأيا كده المسلسل خلص الحمد لله وهحاول مشوفش غيره تاني ، وحملت شوية أناشيد كده للناس اللي قولتيلي عليهم دول وأهي ماشيه الحمد لله

- أيــوه بقي بقي بقي حاسه يا بت يا سلمي إني هدخل الجنه بسببك

تعجبت سلمي قليلا وفكرت بضع لحظات وكتبت بتردد :

- بسببي أنا ؟!! إزاي ؟

- أصل انا دايما ببعت جروبات دينيه للبنات اللي عندي وبنصحهم وبكتبلهم بوستات وكده ، لكن مكنتش بلاقي أي تفاعل معايا ، سعات كتير كان بيجيلي إحباط وأقول خلاص بقي ماهم مش راضيين يقرأوا هعمل إيه يعني ، بس كنت برجع أفتكر الحديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم اللي بيقول فيه :

" لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم " متفق عليه

" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " اخرجه مسلم

وكمان أفتكر الآيه دي " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ "

وأقعد أقول لنفسي اوعي تيأسي ، مش يمكن بنت تكون محتاجه نصيحتك وبسبب كلمة منك حياتها كلها تتغير ، مش يمكن كلمة منك تقوليها لواحده فيهم تكون سبب في دخولك الجنه

لحد بقي يا ستي لما لقيتك بعتالي إنك عاوزة تتغيري وكده ففرحت اوووووي بقي إن اخيرا تعبي جه بفايده وبإذن الله زي ما إتجمعنا في الدنيا علي طاعه ربنا نتجمع فـ الجنه كمان

- يــــاه يا حفصه إنتي بجد جميله اوووي ربنا يجازيكي خير

- وإياكي يـــــارب

- طيب بصي صحيح كنت عاوزة أسألك علي حاجه مهمه

- إتفضل أباشا

- بصي هو انا دايما مش بصلي الظهر في الكلية بس لما بروح بصليه ، هو كده عادي ؟

- طيب ومش بتصليه ليه ؟!!

- ماهو انا مش هينفع أصلي ببنطلون

- بنطـلوون كمـــــــان ، لالا أنا كده هضرب وربنــــا ، طيب قوليلي هو إنتي شايفه إيه ؟

- يعني إيه ؟

- بصي ع السؤال اللي فوق ده وجاوبي إنتي يعني شايفه إنك لما تروحي عند ربنا هتقدري تقوليله يارب انا كنت بضيع الظهر علطول علشان لابسه بنطلون ؟ تفتكري دي هتبقي إجابه مقنعه

- اممم مش عارفه بقي

قالت بعناد :

- لأ عارفه

تنهدت سلمي بعمق وقالت بتردد :

- طيب أعمل إيه ؟!

- عندك جيب ؟

- اه عندي 2 بس والباقي بنطلونات ، بس بصراحه مش بحبهم وبحس إنهم بيلخموني

- طيب ممكن علشان ربنا يرضي عننا نعمل تجربه صغننه لإسبوع واحد بس ؟

- شو هاي التجربه ؟

- ههههههههههههههه كده تبقي موافقه بصي يا ستي إنتي الإسبوع الجاي فـ الجامعه إنزلي من بيتك متوضيه وإلبسي طقم واسع كده وجيبه واسعه من الـ 2 اللي عندك ، وإنزلي وإنتي في نيتك إنك هترضي ربنا وإنك مش عاوزه حاجه من الدنيا غير رضاه عنك وإدعي إنه يثبتك ويحببك في اللبس ده ومترجعيش للبنطلونات تاني

- إيه ده يا بنتي ، يعني هرمي اللبس اللي عندي كله وكل ما اروح الجامعه هروح بالجيبتين دول ؟!!

- يا ستي وهو حد قالك إرميهم إعملي اللي بقولك عليه بس وبعدين هنشوف هنعمل فيهم إيه ؟ أوكشن ؟

- ماشي

- وعد هاه ؟

- عييييب ، سلمي مش بترجع في كلمتها أبــــــدا نجرب إسبوع مش هنخسر حاجه

- مــاشي يابو صلاح همشي انا بقي ، عاوز حاجه يا حاج ؟

- شكـــرا يا حاج رمضان ، إبقي سلملي ع العيال

أغلقت حفصه الهاتف الخاص بها وجلست سلمي تفكر فيما دار بينهما ، تنهدت بعمق وقالت بعنـــاد :

- نجــــرب وإحنا هنخسر إيه يعني ، مش يمكن أرتاح ويروح تأنيب الضمير اللي عندي ده

____________________

وفي المساء إرتدي إسلام ملابسه وفتح باب الشقه وكاد أن يخرج لولا سماعه صوت والدته :

- إسلــام رايح فين ؟!

إلتفت إليها قائلا :

- رايح عند محمد

لمعت عيناها بالدموع وربتت علي كتفه قائله :

- بس محمد مات يا إسلام !

زفر بضيق :

- عـــارف يا أمي عــــارف متخافيش لسه متجننتش !! انا رايح عنده البيت أشوف لو محتاجين حاجه يعني ، وما تنسيش هو وقف معايا أد إيه يوم وفاة بابا

إبتسمت قائله :

- وهو حد ينسي برضو اللي عمله معانا ، ربنا يرحمه برحمته

- ماشي يا أمي عايزه حاجه إجيبها معايا ؟

- تيجي بالسلامه يا حبيبي

_____________

وصل إلي الشارع الذي يقطن به محمد ونظر إليه بحزن :

تذكر كيف كان يأتي معه دائما إلي هنا ، تذكر صدمته عندما سمع بخبر الوفاه ، تذكر نظرات فاروق الغاضبه والساخطه عليه ، تذكر والده وهو يأخذه بـ حضنه لأنه أعز صديق لولده ، تذكر جلوسه لوقت طويل جدا وهو غير مستوعب ماحدث ، أخذ يتذكر الكثير من الأشياء ولكنه استفاق من شروده علي شئ صغير يمسك ببنطاله فنظر فإذا به يري طفلا صغيره يجذبه من البنطال .

نظر إليه إسلام متعجبا ، فتبسم الطفل قائلا :

- حمو ممكن تفتحلي دي ؟

نظر إليه إسلام بإبتسامه وأمسك كيس المقرمشات وقام بفتحه قائلا :

- إتفضل يا حبيبي

نظر له الطفل بإمتنان وأطلق قبله في الهواء وذهب مسرعا وهو يقول :

- ثكلن يا حمو

تبسم إسلام وأكمل طريقه ..

صعد درجات السلم بصعوبه شديده ووقف أمام الباب للحظات ثم وضع يده علي الباب وأخذ ينقر بهدوء

فتح الأب الباب وقال بإبتسامه هادئه :

- إتفضل يا إسلام يابني

تنهد إسلام قائله :

- ربنا يخليك يا عمي ، أسف اني جيت من غير ميعاد بس حبيت أسألكم إذا كنتوا محتاجين حاجه انا موجود ، حضرتك عارف محمد كان بالنسبالي إيه وطبعا انا زي إبنك برضو

ثم أردف بإبتسامه :

صح ولا إيه ؟

إبتسم الاب قائلا :

- طبعا يا بني ربنا يبارك فيك ، بس الحقيقه فاروق مش مخليني محتاج حاجه ودايما معايا الحمد لله وبيجيلنا في اليوم أكتر من مره ربنا يبارك فيكم جميعــا

- طيب يا عمي لو إحتجت أي حاجه كلمني وانا أجي لحضرتك فورااا ، وإعتبرني برد أي حاجه من جمايل محمد عليا

- بإذن الله يا بني ، إتفضل ادخل طيب

- ربنا يبارك في عمر حضرتك ، بعد إذنك

_____________

نزل درجات السلم بحزن ووقف امام المنزل وهو يقول بضيق :

- حتي دي كمان عملتها يا فاروق ، أكتر وقت كانوا محتاجيني فيه لاقوك إنت بدالي ، حقيقي انا مستحقش اني أكون " صديق " أصلا

نظر أمامه فإذا به يراه مره آخري :

يا تري ماذا سيحدث بينهما ؟

غدا سنعرف إن شاء الله
-------------------------------------------------------------

ياتري إسلام هيكون مصيره إيه بعد اللي حصل ده ؟

وهل سلمي هتقدر تكمل طريقها ولا هتلاقي صعوبات بتواجهها ؟

هنعرف ده في الحلقات الجايه بإذن الله



__________________