اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا
· هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا:
قال الله - تبارك وتعالى -:
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} سورة المائدة (82).
قال الإمام الطبري - رحمه الله تعالى -: "لتجدن يا محمد أشدَّ الناس عداوةً للذين صدَّقوك واتبعوك وصدّقوا بما جئتهم به من أهل الإسلام؛ اليهودَ والذين أشركوا" تفسير الطبري (10/498)،
وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسير الآية: "ما ذاك إلا لأن كفر اليهود عناد وجحود، ومباهتة للحق، وغَمْط للناس، وتَنَقص بحملة العلم، ولهذا ***وا كثيراً من الأنبياء، حتى هموا ب*** رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير مرة، وسحروه، وألَّبوا عليه أشباههم من المشركين - عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة -" تفسير ابن كثير (3/166).
,
وقال الرازي - رحمه الله -: "اعلم أنه - تعالى - لما ذكر من أحوال أهل الكتاب من اليهود والنصارى ما ذكره ذكر في هذه الآية أن اليهود في غاية العدواة مع المسلمين، ولذلك جعلهم قرناء للمشركين في شدة العداوة، بل نبه على أنهم أشد في العداوة من المشركين من جهة أنه قدم ذكرهم على ذكر المشركين، ولعمري أنهم كذلك"5 تفسير الرازي (6/133).,
وقال الخازن - رحمه الله - في تفسيره: "اللام في قوله لتجدن لام القسم تقديره والله يا محمد إنك لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا بك وصدقوك؛ اليهود والذين أشركوا، ووصف الله شدة عداوة اليهود وصعوبة إجابتهم إلى الحق، وجعلهم قرناء المشركين عبدة الأصنام في العداوة للمؤمنين، وذلك حسداً منهم للمؤمنين"تفسير السعدي (1/241).،
وقال ابن سعدي - رحمه الله -: "فهؤلاء الطائفتان على الإطلاق أعظم الناس معاداة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم سعياً في إيصال الضرر إليهم، وذلك لشدة بغضهم لهم، بغياً وحسداً، وعناداً وكفر تفسير السعدي (1/241)".
ومن شدة العداء أنهم يعرفون الحق لكنهم لا يتبعونه, فهم يعرفون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حق، وأنه من عند الله؛ ولكنهم لم يتبعوه، ولما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - ووصل إلى المدينة نظر إليه اليهود فعرفوه، وأكنوا له العداوة كما روت ذلك أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب زوجة نبينا - صلى الله عليه وسلم - فإنها ذكرت أن حيي بن أخطب أحد زعماء يهود لما قدم النبي - عليه الصلاة والسلام - المدينة رآه فعرف أنه نبي مما قرأ عنه في التوراة،
تقول صفية - رضي الله عنها -: "أن أباها وعمها التقيا بعد أن رأيا النبي - عليه الصلاة والسلام -، فقال عمها لأبيها: أهو هو؟ قال: نعم أعرفه بوجهه - أو بنعته -، قال: فما في صدرك له؟، قال: عداوته ما بقيت"،
وهذا مصداق قول الله - جل وعلا -:
{فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ}سورة البقرة (146),
وقوله - تبارك وتعالى -:
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ} سورة الأنعام (20).
10 الأيام النظرة والسيرة العطرة لرسولنا صلى الله عليه وسلم (1/99) بتصرف.
,
ولقد ورد في القرآن الكريم أنه من شدة عداوتهم للمؤمنين:
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} سورة التوبة (32)
و{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} سورة الصف (8).
__________________
فكري إبراهيم الكفافي
مدير التعليم الابتدائي
بإدارة الجمالية التعليمية
دقهلية
أمين اللجنة النقابية للمعلمين
|