عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 13-09-2014, 12:15 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقه الثالثة عشر :



سمع إسلام طرقات علي الباب فأخد ينادي علي والدته وهند لكي تفتح إحداهما الباب ولكنهما لم يسمعانه فقرر أن يذهب ليفتح هو .. فتح بإبتسامته المعتاده ولكن سرعان ما تحولت هذه الإبتسامه إلي حاله من الذهول وقال بصوت مختنق :

- مــــحـــــمــــــــد !!

رأي محمد أمامه ينظر له بإبتسامته المعتاده ووجهه المشرق ، إقترب منه ليرتمي في أحضانه ويعتذر له عن كل ماحدث ، يطلب منه السماح ويعده بأن يكون الشخص الذي تمناه طيله حياته .

إقترب منه أكثر ليمسكه ولكنه لم يجده !! نعم انه كان يتخيل ، كثرة التفكير في محمد جعلته يتخيل وجوده معه الآن ، جعلته يسمع نفس نقره الباب التي كان يفعلها محمد ، جعلته يراه بنفس وجهه المشرق الباسم ، جعلته يشعر بروحه الطيبه ، جعلته يتألم ..

نعم يتألم .. فكيف لإنسان ان يكون له صديق مثل هذا ويذهب منه هكذا دون سابق إنذار ، هل من الممكن أن يجد صديقا آخر يحبه كحب محمد له ؟ صديق يحبه أكثر من نفسه ؟ في الغالب لا ، فشخص مثل محمد لا يتكرر كثيرا ..

أغلق الباب خلفه وذهب لغرفته كالعاده ، ولكن هذه المره لن يجلس ويتذكر ذكرياته مع صديق عمره ويتألم ويشعر بالمراره ، لا .. بل سيعمل ..

نعم سيعمل علي نفسه ليصبح أفضل ، سيستثمر هذه الأجازه أفضل إستثمار ، لن تكون أجازة مثل باقي الأجازات .. لا .. بل سيخرج منها إسلاما جديدا ..

نظر إلي وجهه في المرآه وقال بصرامه :

- حــــاضر يا محمد ، هكون زي ما إنت عايز بإذن الله

_______________________

أخذت سلمي تفكر كثيرا في كلام حفصه ، لا تعرف كيف ستعيش بدونها بعد ان اعتادت عليها ولكن كانت تتذكر دائما كلماتها الآخيره :

" معاكي قرآنك ودعاءك يا سلمي فاهماني ؟ معاكي سلاحك يا سلمي اوعي تتخلي عنه "

وأخدت تردد :

معايا سلاحي صح ، اللي معاه ربنا مش هيحتاج مساعده من حد

ثم نظرت لنفسها في المرآه وقالت :

- إنتي قويه يا سلمي وهتقدري علي نفسك ، هتواجهي الناس كلها ومش هيهمك كلام حد طالما اللي بتعمليه ده يرضي ربنا ، انتي اللي هتتحاسبي لوحدك يا سلمي ومحدش هينفعك ، فوقي كده وواصلي طريقك بنفسك ، انتي قويه وهتعمليها بإذن الله

ثم نظرت إلي الارض وقالت هامسه :

- بس كل شويه يتريقوا والموضوع كده بقي متعب اوي

رفعت رأسها مره آخري وقالت بحماس :

- مايهمنيــــــش ، انا اللي صح وهما اللي غلط ، يبقي المفروض مين يتكسف من مين بقي ؟!!

يــــــارب قدرني علي مواجهتهم يـــارب ثبتني علي طاعتك يـــــارب قربني منك أكتر وإرضي عني وإجعلني من أهل الجنــه وأحشرني مع الأنبياء والصحابه يــــارب

ثم نظرت للمرآه مره أخري وحدثت نفسها مبتسمه :

- كده بقي يا سلمي يا حبيبتي إنتي .. عملنا كام حاجه حلوين كده ؟ يلا نعدهم :

- بطلنا مسلسلات وأفلام
- بدلنا الأغاني وبقت أناشيد
- بطلنا نكلم ولاد إلا للضروره
- واظبنا علي الصلاة في البيت وبرا البيت
- بطلنا البنطلونات اليـــع دي !
- بطلنا ننشر صور بنات ع النت

امممم أعتقد بقي الخطوه الجايه المفروض أطول الطرحه شويتين تلاته خمسه كده ، وكمان أبطل أسلم علي رجاله

هييييح بقي ، يــــــارب قدرني ومحدش يكسفني وخصوصا في حكاية السلام دي

وفي وسط ما كانت سلمي غارقه في أحلامها وطموحاتها ، إذ تدخل عليها الاء متسائله :

- سلمي هو انا ممكن أسألك سؤال ؟

نظرت لها سلمي بإبتسامتها المعتاده وقالت :

- قــــول ياعم أبو عصام

تنحنحت ولاء بحرج وقالت :

- مش هتزعلي يعني ؟!

زفرت سلمي بقوه وقالت :

- يا بنتي إخلصي ، منا عارفه انك هتقولي حاجه رخمه كالعاده

- هو إنتي لسعتي ؟!!

أطلقت سلمي ضحكة عاليه وقالت بتعجب :

- إشمعني ؟

- انا متابعه الحوار العجيب اللي انتي عملتيه مع المرايه ده ، حاسه انك من ساعة ما عرفتي حفصه دي وإنتي لاسعه شويتين كده ، ما تقوليلي إيه الموضوع يمكن أقدر أقدم أي مساعده

شعرت سلمي بالحرج وضربت اختها علي كتفها قائله :

- يـــــــا رخــــمه ، طيب مش تقولي من بدري إنك سامعه !! عــــادي يعني إيه المشكله لما الواحد يكلم نفسه شويه ويرتب أفكاره ؟ حرام ولا إيه ؟

- لا مش حرام ولا حاجه ، براحتك

- طيب لما هو براحتي يبقي لما تلاقيني بكلم نفسي شويه سيبيتي لوحدي علشان أرتب دماغي وأفكاري ، ومش كل شويه تنطي كده زي القرد فوق راسي وتقعدي تسأليني علي اللي بفكر فيه

زفرت ولاء وقالت بعصبيه :

- وهي دي مش اوضتي انا كمان ولا إيه ؟!!

إبتسمت سلمي موضحه :

- عارفه انها اوضتك انتي كمان ، بس لازم يا ولاء تحترمي حريتي ، لازم تكوني عارفه أني ليا مساحتي الخاصه ومش بحب حد يتدخل فيها

وفعت ولاء حاجبها وقالت :

- يعني إيه ؟ مش فاهمه حاجه !!

ربتت علي كتفها بحنان قائله :

- بصي يا ولاء ، كل إنسان فينا بيكون سعات محتاج يقعد مع نفسه من غير دوشه ، محتاج يفكر كـتير في حياته ويرتبها صح ، محتاج من وقت للتاني يظبط دماغه ويظبط اولوياته ، علشان كده ما ينفعش كل ما تشوفيني سرحانه مثلا او بفكر الاقيكي جايه تعترضي وتتريقي علي تفكيري ده ..

ثم اردفت قائله :

- انا من حقي أعمل أي حـــاجه في الدنيا طالما مش بغضب ربنا ، ومحدش من حقه يمنعني او يتريق علي تصرفاتي دي ، فاهماني ؟

قالت ولاء بتعجب :

- حتي بابا وماما ؟

إبتسمت قائله :

- لأ بابا وماما دول موضوع تاني ، يعني واجب عليا أسمع كلامهم وأطيعهم ، لكن طبعا لو طلبوا مني أغضب ربنا مش هسمع كلامهم أبـــــدا .. وانا متأكده أصلا إنهم مش هيطلبوا مني حاجه زي كده

لكن غير كده محدش ليه يعترض علي تصرفاتي طالما التصرفات دي صح .. فهمتي ؟

عقدت ولاء ذراعيها امام صدرها ورفعت حاجبها للأعلي وهي تقول :

- امال اشمعني بقي كل شويه تقوليلي ما تعمليش كذا علشان حرام ، عيب ، ميصحش ؟!! مش إنتي بتقولي كل واحد حر في تصرفاته

- أيـــــــــــــون كملي الكلام .. كل واحد حر في تصرفاته طالما مش بيغضب ربنا ، لكن لما أشوفك بتعملي حاجه حرام ما ينفعش أسكت عليها .. تمام يا باشا ؟

- طيب

- هيــا إذهبي للخارج لأتحدث قليلا مع البت سلمي

- هههههههه ماشي ياختي

____________________

بدأ إسلام في تنفيذ الخطه ، يذهب إلي المسجد محاولا البحث عن الصحبه الصالحه ويعود مره آخري بلا فائده ، مر حوالي شهر وهو علي هذه الحاله ، ولكن لم يكن يشعر بالراحه التي كان يتوقعها !!

هل الخطأ منه ام من الظروف ، ظل يدور في غرفته لبعض الوقت محاولا التفكير ثم نهض فجأة وذهب لغرفة هند اخته وطريق الباب بمرح :

- بــت يا هند إفتحي

تنهدت هند بسعــاده وقالت بحماس :

- أخيييرا يا إسلام بدأت ترجع لطبيعتك ، من زمـــان اووي مشوفتكش بتقولي كده

أخذ ينظر لها بضع لحظات وجذبها من يدها وأجلسها بجواره علي الفراش قائلا :

- بحــاول يا هند بس مش قادر ، حاسس ان حياتي ملهاش معني ، حتي التجربه اللي بدأت فيها باين عليها فشلت ! قولت أجي اتكلم معاكي شويه يمكن أرتاح

تنهدت بأريحيه وقالت بحنان :

- يـــــاه يا إسلام أخيييرا ، منا ياما حاولت معاك انك تفضفضلي بس إنت مكنتش بتوافق ، هاه قولي يا سيدي إيه الخطه اللي كنت بتقول عليها دي ؟ وليه فشلت ؟

إلتف لها بكامل جسده وقال بجديه :

- كنت يا ستي قررت كده خير اللهم أجعله خير اني أبطل استهتار بقي وأعيش حياتي صح ، علشان أحقق حلم محمد اللي كان طول عمره بيحلم بيه وانا مكنتش بوافقه ساعتها ، يمكن عرفت غلطي بس متأخر شويه ! علشان كده بقي قولت أكيد هلاقي الصحبه الصالحه في المسجد وكنت فاكر الموضوع سهل كده ، وبقالي حوالي شهر اهو مواظب ع الصلاة ف الجامع بس للأسف ملقيتش الصحبه الصالحه برضو .. عارفه ليه ؟

قالت هند متلهفه :

- ليـــه ؟!!

نظر لها والحزن يعلو وجهه وقال بصوت منخفض :

- لأن تقريبا كل اللي كنت بشوفهم رجال كبار ، وبصراحه كنت بتكسف اروح اتكلم معاهم ، كنت متوقع اني الاقي شباب في سني كتير هناك بس للأسف شوفت غير كده خـــالص ، معقــوله يعني الشارع كله مفيهوش شاب مواظب ع الصلاة ف الجامع ؟!!

ابتسمت هند قائله :

- طيب ما إنت زيهم يا إسلام ، مستغرب ليه بقي ؟!!

شعر بالحرج من كلماتها وقال بهمس :

- عندك حق ، بس خلاص انا واظبت ع الصلاة ف الجامع أهو وبرضو مش حاسس بحاجه ، يعني مش حاسس بطعم الصلاة ومش حاسس اني بدأت أقرب من ربنا شويه ولا أي حاجه ، عامل زي الآله بروح وباجي وخلاص ، مش عارف ليه ؟!!

أمسكت كفه بين راحتها وضغطت عليه بشده وإلتفتت إليه قائله :

- بص يا إسلام ، لو انت قررت تتغير علشان عاوز تبقي زي ما محمد بيتمني وخلاص يبقي عمرك ما هتحس بحلاوه القرب من ربنا ، أما بقي لو عاوز تتغير علشان ترضي ربنا بجد وعلشان نفسك وروحك تكون متعلقه بالله وكده ،، ساعتها بس هتحس بحلاوه الإيمان .. يعني انت بتتغير علشان نفسك أولا وأخيرا .. فاهمني ؟

إبتسم لها بسعاده وقال بمرح :

- إيــــه الكلام الكبير ده ياعم ، والله الواحد عمال يكتشف حاجات غريبه في البيت ده ، زي مايكون مكنتش عايش معاكم قبل كده !

ثم أردف قائلا :

- تفتكري يا هند هو ده الحل فعلا ؟

أجابت بثقه :

- جرب وشوف

نظر لها بفرحه كالأطفال وقال :

- طيب هتساعديني ؟

جلست تفكر للحظات ثم قالت بتردد :

- بص انا هشجعك ، لكن ما اوعدكش اني هعمل زيك

نظر لها بلوم وقال بحزن :

- ليـــه ؟

- معلش يا إسلام خليني علي راحتي ، انا هحاول بإذن الله اعمل كل اللي اقدر عليه معاك علشان ترتاح وترجع زي زمان ، لكن انا حابه نفسي كده

- ماشي يا هنود براحتك ، وبإذن الله هرجع أفضل من الاول

______________

ظهرت نتيجه إمتحانات نهاية العــام ، كانت الفرحه تعم بعض المنازل بينما الحزن والبكاء يعم البقيه ، ولكن بفضل الله استطاع أبطالنا الفرار بنفسهم من عام دراسي إلي عام دراسي آخر

حصلت سلمي وهند علي تقدير : جيد
بينما حصلت فاطمه علي تقدير : مقبول

كان من المعتاد حصول إسلام ومحمد علي تقدير جيد جدا ككل عام ، ولكن في هذا العام حصل إسلام علي تقدير جيد فقط .

حصل فاروق علي تقدير جيد جدا أيضا ، بينما إستعدت ولاء لإستقبال سنه " الرعب " في وجهة نظر الطلاب والتي يطلق عليها ثانوية عامه

صعد إسلام للفرقه الرابعه بكلية الهندسه ، بينما صعدت كل من سلمي وفاطمه وهند للفرقه الثالثه .

__________

بدأ إسلام يعيد ترتيب أفكاره ويفكر في كل ما قالته هند ، نعم إنها محقه ، فهو يجب ان يتغير لنفسه وليس لأحد آخر ، أخذ قراره بأن يذهب للصلاة بـ قلبه ، يحاول إستشعار انه يريد ان يذهب للمسجد لكي يقابل ربه ، لكي يجلس في هذا المكان المريح للنفس 5 مرات في اليوم الواحد ، لكي يقترب من الله أكثر ويعرف عن دينه أكثر ، كان عندما يعلم ان هناك درسا بعد الصلاة ينتظر ليسمعه ، كان يشعر بإنشراح قلبه وشعر أخيـــرا بلذة سماع كلام الله ومعرفة دينه .

أصبح كالمدمن للصلاة في المسجد ، لم يعد يترك صلاة واحده حتي صلاة الفجر التي كان يتركها دائما أصبح الآن يصليها بالمسجد دوما ، لم يكن يعرف ماهي الخطوه القادمه ولكن كل ما حرص عليه هو المواظبه علي الصلاة في المسجد وفقــــط .

وفي يوم من الأيام جلس بعد صلاة المغرب لسماع درس المغرب ، كان عن فضل القرآن الكريم وفي وسط الكلام قال الإمام هذه الآيه التي فسرت لإسلام كل شئ :

" ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾ "

هتف لنفسه قائلا :

- ااااه علشان كده بقي ، مش لاقي حياتي ولا نفسي لاني بعيد عن ذكر الله ، فين القرآن اللي المفروض أكون حافظه او ع الأقل فاهمه وبعمل بيه ، فين لساني اللي دايما بيردد الأذكار والإستغفار والصلاة ع الحبيب ، إزاي زعلان اني مش حاسس بحاجه وهو التقصير مني أنا أصلا .

ثم قال بثقه :

- بس الوضع ده مش هيستمر كتيــــر ، انا لازم ألاقي نفسي

____________

عـــاد إلي منزلة مهرولا ودخل غرفته ، فتح مصحفه الذي لم يُفتح منذ زمن ، بدأ يقرأ فيه ولكن هذه المره يقرأ بقلبه بدلا من لسانه ..

كــان يقرأ ببطء شديد ، لم يهتم بعدد الصفحات ولكن إهتمامه كان بعدد الآيات التي تقشعر لها بدنه ، ظل يقرأ بهدوء ويحاول فهم وإستشعار معني كل آيه ، لم يترك آيه واحده إلا عندما ينظر لتفسيرها ويفهمها جيدا .

إنتهي من القراءة فوجد نفسه قد قرأ ثلاث صفحات فقط ، ولكنه كان سعيدا للغايه لإستشعاره بكلمات القرآن تمس قلبه ، إستلقي علي الفراش وأخد المصحف ووضعه فوق صدره وضمه بقـــوه وأغمض عينيه ونام .

____________

كان يوم الجمعه يوم التجمع العائلي في منزل سلمي وذلك لان والدها أكبر اخوته ، وجدته سلمي اليوم المناسب لتنفيذ خطتها ..

كان من المعتاد ان يجلس والد سلمي واخوته في صالة المنزل بينما يجلس الأولاء مع بعضهما البعض في الغرفه المفتوحه علي الصاله ..

في السابق كانت سلمي تمزح وتمرح معهم بشده لانهم بمثابه اخوه واخوات لها ، ولكنها حاولت بقدر الإمكان التقليل من هذا المرح المفرط وإيضا قررت الإستفاده من هذا اليوم لتنفيذ الخطه .

إنتظرت سلمي في غرفتها حتي دخلوا جميعا وجلسوا بإعتبار انها مازالت ترتدي ملابسها ، خرجت وألقت التحيه علي والدها واخوته ومن ثم ذهبت ووقفت علي حافه باب الغرفه التي يجلس فيها الأولاد قائله بإبتسامتها المعتاده :

- ازيكم يا جمـاعه عاملين إيه ؟

رد الجميع السلام فإختارت أقرب كرسي للباب وجلست عليه .

هتفت ابنه عمها :

- إيه يا بنتي مش تسلمي ؟

أحست سلمي بالإحراج ولكن سرعان ما وجدت حلا للموقف فقالت :

- يعني اسلم دلوقتي ولا أجيب العصير أحسن ؟ العصير أهم طبعـــا

ثم قفزت من مكانها وذهبت مسرعه إلي المطبخ ، تنفست الصعداء فقد تم تنفيذ الخطه بنجاح ولم تصافح أي شاب باليد كما كانت تفعل في السابق ..

أحضرت اكواب العصير وقامت بتقديمها وجلست وقد شعرت بالراحه الشديده ، ولكن هذه الراحه لم تستمر طويلا ، فقد رن جرس الباب ونادي عليها والدها لتفتح الباب ..

نهضت وهي تلقي نظره سريعه علي الحضور فتذكرت ان ياسر ابن عمها لم يأتي بعد فأحست بالإختناق وقالت لنفسها بتوتر :

- يــــادي النيله ، طب وانا أعمل إيه دلوقتي بقي ؟!!

أخذت تمشي كالنمله لتحاول التفكير بقدر المستطاع في كيفيه الخروج من هذا الموقف ، فتحت الباب وبالفعل كان ياسر الطارق ، مد يده ليصافحها قائلا :

- إزيك يا سلمي

أحست بالتوتر الشديد ولم تكن تعرف ماذا تفعل فخرجت منها الجمله بكل براءة :

- إيدي مش بتسلم !

فتح فمه ونظر لها متعجبا وقال :

- إيــــه ؟

تنحنحت قائله بإحراج :

- إيدي مش بتسلم علي رجالة ، احـــم قصدي يعني بطلت أسلم علي رجاله

وقبل ان يستطيع الرد عليها كانت قد إختفت من أمامه ، عبر الممر ودخل إلي الصالة وهو يضحك فسألة الجميع عن السبب فأجاب قائلا :

- سلمي مرضيتش تسلم عليا وبتقولي إيدي مش بتسلم علي رجالة

أطلق الجميع ضحكات عاليه إخترقت اذن سلمي وهي في غرفتها ، تحسست وجهها وإذا به ساخن جـدا وتتساقط منه حبات العرق ، جلست علي طرف الفراش وهي تقول بتوتر :

- طب وانا اخرج إزاي دلوقتي بقي ؟!!

ثم قالت بحسـم :

- خلاص مش طالعه ، مش مهم النهارده بقي

وقبل ان تكمل قرارها نادي عليها والدها مره آخري قائلا :

- يــــاسلمي هاتي عصير لإبن عمك

كــــادت ان تصرخ من كثره الإحراج فقالت لنفسها بـ ضيق :

- يعني لــازم انا يا بابا ، ما تخلي ولاء تجيب طيب

ثم تنهدت قائله :

- امري لله هطلع لما نشوف أخرتها .

خرجت من غرفتها متوجهه إلي المطبخ ، أحضرت كوب العصير وذهبت به إلي ابن عمها وقدمته إليه ، وقبل ان تغادر المكان لتعود إلي الكرسي الخاص بها قال ياسر :

- بس إنتي جدعه علي فكره

تعجبت سلمي ولكنها نظرت له بإبتسامه ولم تتحدث فأردف قائلا :

- إعملي اللي انتي مقتنعه بيه بس واوعي يهمك أي حد

ثم نظر للجميع وقال ضاحكا :

- عارفين اللي هيفكر يسلم عليها تاني هقطعله إيده

كادت ان يغشي عليها من الإحراج ولكنها كانت في غاية السعاده ، فياسر قد ساعدها كثيرا في قرارها وسهل عليها الأمر بشده .

هذا الموقف جعلها تتحمس أكثر لتفعل المزيد فخرجت لوالدها واخوته ووقفت أمامهم قائله بسعاده :

- ممكن تيجوا تقعدوا معانا بقي ؟ يعني مش معقول كده كل مره نقعد لوحدنا ومنشبعش منكم

ثم نظرت لعمها قائله :

- ولا إيه يا عمو ؟

تبسم عمها قائلا :

- عندك حق والله يا بنتي ، بس تعالوا انتوا بقي علشان هنا المكان اوسع

كــادت ان تقفز من مكانها لولا خوفها من ان يراها احد ، فقد نجحت هذه الخطه أيضا ، دخلت وأخبرت الاولاد ورحب الجميع بالفكره وخرجوا للجلوس مع الكبـــار لكي تجتمع العائله كلها في مكان واحد

_____________

وفي المساء جلس إسلام أمام كتاب سيرة الرسول للشيخ محمود المصري الذي أحضرة عقب صلاة الجمعه مباشره ، نظر إليه بسعاده فأخيرا سوف يعرف أكثر عن نبيه ، فتح الصفحه الاولي وبدأ يقرأ فيها حتي وصل للصفحه العاشره ، تركه وذهب إلي المطبخ ليحضر زجاجة المياه ويعود مره آخري ليكمل القراءة .

وفي أثناء عودته سمع طرقات الباب ، لم يهتم في البدايه وأحس انه يتخيل كالمره السابقه ولكنه سمعها مره آخري مما جعله يذهب ليفتح الباب .

فتح الباب بإبتسامته المعتاده ولكن اتسعت عيناه بشده عندنا رأي الطـارق !!
------------------------------------------------------------------------------------

وبعدين بقـــــي !! إيه حكاية الباب ده ؟

وياتري مين اللي جه المرادي ؟

توقعاتكم للحلقات القادمه بقي وكده

كمان عاوزه أعرف إيه أكتر شخصيه بتحبوها من شخصيات الرواية ؟

وإيه أكتر شخصيه بتحسوا انها شبهكم اووي ؟

والسؤال الأهم بقي :

هل الرواية بتحرك جواكم حاجه ؟ هل بتكون سبب انكم عاوزين تكونوا أفضل وتقربوا من ربنا فعلا ؟

وهل بدأتوا فعلا في حمله التغيير علي نفسكم ولا لسه محتاجين زقه ؟



__________________