
18-09-2014, 02:37 AM
|
 |
طالبة بالأزهر الشريف
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
|
|
الحلقه الخامسة عشر :

ظل إسلام يفكر طوال الليل في موضوع سارة وماذا سوف يفعل معها ، وفي اليوم التالي بعدما عاد من صلاة العصر قرر محادثتها مره آخري ، فتح حسابه الجديد علي موقع الفيس بوك وقام بإرسال رسالة لها وانتظر طوال اليوم ولكنها لم ترد ، أخذ يفكر قليلا .. لماذا لم ترد ؟ فلو كانت غاضبه كالأمس كانت سوف تحظر هذا الحساب أيضا او ترد بعصبيه !!
ومر يوم تلو الآخر وهو يرسل إليها الرسائل ولكنها لا ترد فأحس بالخوف عليها ، فلو كانت حظرته كان اطمئن عليها ولكنه الآن يشعر بالقلق ، فهو كان يرغب ان يتركها إبتغاء مرضاة الله ولكن لم يرد أذيتها أبــدا ..
وبعدما يقرب من إسبوع فتح حسابه الجديد كالعاده ليطمئن عليها ، ولكنه وجد رسالة لم يكن يتوقعها ابـدا !!
فقد كانت الرسالة من اخت ساره ، أخذ يقرأها بذهــول تام وهو لايدري ماذا يفعل ، فقد كان محتوي الرسالة :
- ازيك يا إسلام ، أنا اخت سـارة الكبيره ، انا ببعتلك الرسالة دي دلوقتي علشان أطلب منك تخرج من حياة سارة تمــاما وبكل هدوء ، هي من حوالي إسبوع كده لاقيناها عماله تكسر في كل حاجه حواليها ومنهاره تمـاما وحاولنا معاها كتير إنها تهدي او تقولنا مالها ولكنها رفضت وإضطرينا اننا نوديها لأشهر دكتور نفسي في البلد علشان يشوف مالها .
هي دلوقتي محجوزه في المصحه علشان نفسيتها تعبانه جــــدا ولحد وقت قريب جدا مكناش نعرف هي تعبت كده من إيه لحد ما فكرت أفتح الأكونت بتاعتها ع الفيس وشفت اللي حصل بينك وبينها .
سـاره يا إسلام بنت رقيقه جــدا وقلبها طيب اوووي علشان كده بيتضحك عليها بسرعه ، وإتعرفت علي كذا واحد قبل كده وكانوا بيضحكوا عليها ويلعبوا بيها شويه ويسيبوها ، لكن هي لما كلمتك حست انك مختلف عنهم وكانت مستعده تضحي بكل حـاجه علشانك ، طبعــا انت عارف الفرق الواضح بين مستوانا ومستواكم لكن مع ذلك هي كانت مستعده تعمل أي حاجه علشان ترتبط بيك .
وإنت لما جيت قولتلها انك عاوز تسيبها علشان رضا ربنا طبعـــا عرفت إنك بتكدب عليها وانكم كلكم زي بعض ، حقيقي انا معرفش إذا كنت انت صادق ولا لأ ، وأصلا ده ميهمنيش في حاجه .
بس انا جيت أقولك تبعد عنها تمـاما واوعي تحاول تكلمها تـــاني أبــــدا ، هي دلوقتي بدأت كورس العلاج وبإذن الله الدكتور قالنا خلال شهرين كده ولا حاجه هترجع أحسن من الاول ، وكمان هيحاول معاها انها يكون عندها ثقه بنفسها أكتر من كده وتبطل الطيبه الزياده دي وتبدأ تعيش حياتها صح بقي .
وعلشان أريحك خــالص عايزه أقولك ان مستحيل بابا يوافق عليك لأنك بالنسباله فقيــر ، انا مش بقول كده علشان أحرجك او أضايقك ، انا بقولك كده علشان تفوق وتبطل تعيش في الأحلام انت وهي وفي الآخر تتصدموا بالواقع .
انا عرفت إنها عملت بلوك للأكونت بتاعك ، يعني كده تقريبا كل حاجه إنتهت ، وبقول تـــاني أهو مش عايزاك تحاول تكلمها بأي شكل من الأشكال لأنها مش ناقصه وفيها اللي مكفيها ، وانا متأكده ان العلاج هيجيب نتيجه معاها بس بعد فترة كده .
لو عـايز تساعدها بجد إدعيلها وبــس ، وروح انت يابني شوف طريقك وكافح واعمل اللي انت عايزه بعيد عننا .
آخر حاجه بعد إذنك ، انا مش عايزه رد علي الرسالة دي لأني مش فاضيه كل شويه أدخل اتكلم !! وبقولك لآخر مره أهو لو حاولت تكلمها تاني إحنا ممكن نعمل حاجه تزعلك ! يلا سلــام
_____________________
أخذ إسلام يقرأ الرسالة مرارا وتكرارا وهو في ذهول تـــام ، ماذا هذا الذي يراه ؟ هل هو يحلم ام يعيش في الواقع ؟ أخذ يضغط علي رأسه بشده من كثرة الالم الذي حل بها ، أخذ يحركها يمينا ويسارا عده مرات محاولا الإستفاقه ، ماذا الذي يحدث له ولماذا تحولت كل حياته إلي ألم فقط !! إين حياة المرح والإستهتار واللامبالاة التي كان يعيشها ، فقد كان سعيدا بحياته كهذا ولم يطلب أن يعيش في هذا الواقع المؤلم ، لقد توفي والده ثم توفي محمد وترك في قلبه ألم ومرارة لم تنتهي ، وبعدها تختفي سارة وتترك في قلبه أيضـا مراره وخوف ورعب وإحساس بالذنب ، ما هذا الذي يحدث ، ظل ينظر إلي السماء ويدعي الله ان يكون كل هذا حلما سيئا ولكن للأسف هذا واقع ، هذا نتيجه إستهتاره وعدم إحساسه بالمسئولية ، فكل فعل خطأ فعله اتي بنصيبه من الألم ، كادت رأسه ان تنفجر من فرط التفكير .
ظل يضغط عليها لفتره طويله محاولا إيقاف التفكير ، جلس بعض الوقت محاولا تهدئه نفسه ولكنه لم يستطع فذهب إلي فراشه كي ينام محاولا الهروب ككل مره .
_________________________
جلست سلمي علي حاسبها وقامت بفتح موقع الفيس بوك وهمت أن تبعث برسالة لحفصه ولكنها تذكرت ان حفصه الآن غير موجوده ولن تستطيع الرد عليها إلي ان يشـــاء الله ، ولكنها تذكرت انها وعدت حفصه ان تظل تراسلها حتي بعدما ذهبت لتشعر دائما انها بجوارها .
أرسلت رسالة لحفصه وكان محتواها :
- حفصه وحشتيني اوووووي علي فكره ، انا عارفه انك مش هتقرأي الرسالة دي بس برضو كان لازم أكلمك لاني برتاح لما بفضفض معاكي ، ومستنيه اليوم اللي تيجي فيه وتردي علي كل الرسائل اللي ببعتهالك .
أنا يا ستي كويسه الحمد لله وماشيه في الطريق وكله تمام ، يمكن باخد شويه تريقه علي كل يوم بس مش مشكله بقي بحاول أتأقلم ع الوضع الجديد .
كمان الأناشيد اللي انتي قولتي عليها دي بتساعدني اووووووي ، بحس وانا بسمعها اني قلبي طـــاير فـــــوق في السماء ، بحس اني عاوزه أروح عند ربنا بقي وأشوفه وأقوله اني هعمل كل اللي يرضيه ومش هغلط تاني أبـــدا ولا هغضبه .
بجد بجد الأناشيد بالنسبالي بقت إسلــــوب حيـــاه
شكرا لأنك عرفتيني عليها ، شكرا لأنك موجوده في حياتي
شكــــرا لكل حاجه حلوه حصلتلي بسببك
يلـا سلام بقي ، ربنا يسعدك
_____________________________
إستيقط إسلام من نومه وفتح عينيه فوجد نفسه في غرفته ، وجد نفسه قد عاد إلي هذا العالم الملئ بالوجع ، أغمض عينيه مرة آخري محاولا العوده للنوم ولكنه لم يستطع .
اخذت عيناه تتحرك في الغرفه بعض الوقت وبدون ان يتفوه بأي حرف ، بعدها نهض فجأة وإعتدل في جلسته وأخذ يحدث نفسه قائلا :
- وبعدين بقي ياعم إسلام ؟ هتفضل علي الحال ده كتير ولا إيه ؟ انت راجـــل وماينفعش تستسلم لوجعك وحزنك أكتر من كده ، فوق لنفسك كده ع الأقل علشان هند ومامتك إللي مسئولين منك .
نظر للجانب الآخر وقال بحزن :
- يعني كنت بدأت أقرب من ربنا وارتاح شويه بعد موت محمد ، دلوقتي جه موضوع سارة ده وقطم وسطي ، والله ما بقيتش عارف الاقيها منين ولا منين ؟
أخذ يتذكر أيامه ومحادثاته مع سارة ويتعجب ، هل هو كان يمزح كل هذا الوقت ام كان جادا ؟ هل هو فعلا يحبها ام ان الوضع أعجبه قليلا فقرر البقاء معها ؟ ولكن كيف يحبها أصلا ؟ هل كل شاب يري فتاة جميله ولديها إسلوب مرح ورومانسي يقول لقد أحببتها ؟ هل هذا هو الحب ؟ ام الحب كما قال عنه فاروق ؟ نعــم ففاروق محق ، فلو كان يحبها حقا ما أستطاع ان يغضب الله فيها وخاف عليها من نفسه .
أخد يسأل نفسه .. هل كان حقا يتسلي بها ام أحبها بصدق ؟ ام إستهتاره جعله لايري هذا خطأ وأكمل وهو غير مبالي حتي كسر قلبها كغيره ؟ هل هي ظالمه ام مظلومة ؟
نعم إنها ظالمه ومظلومه معا ، ظالمه لأنها جعلت من نفسها فتاة رخيصه ورضيت علي نفسها ان تحادث هذا وذاك بحثا عن الحب والإهتمام ، ولكن من أين تحصل علي هذا الحب وهي تغضب الله ؟ وكيف يأتي هذا الحب وقلبها أولا وأخيرا معلق بيد الله والله قادر علي ان يقلبه كيف يشاء ، لقد بحثت عن الحب في مكانه الخطأ وفي الحرام وبالتالي كٌسر قلبها كالكثير من الفتيات غيرها ، ومظلومة لأنها وقعت تحت يد شباب لايخافون الله ، فمنهم الظالم ومنهم المظلوم أيضا مثلها . فلو كانت صبرت قليلا كانت ستحصل علي هذا الحب ولكن برضا الله وكان الله سوف يكافئها علي صبرها بحب حلال يجعلها تعيش لذه الحب في طاعه الله .
أخذ إسلام يفكر في كل هذا ، فحقا هو يشعر انه لا يحبها بصدق كما تصور ، هو فقط أحب سارة الفتاة المرحه الرومانسيه الهادئه ، أحب وجودها في حياته فقط كنوع من تفريغ المشاعر المكبوته ليس إلا .
والآن ماذا بعد ؟ ماذا سيفعل ؟ هل يحاول محادثتها مره آخري ليوضح له كل شئ ؟ ام يتركها لحالها كما طلبت منه أختها ؟
أخذ يفكر كثيرا حتي قرر تركها ، تذكر ان " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه " تركها لكي لا يعذبها ويعذب نفسه أكثر من ذلك ، تركها وهو ينوي عدم محادثتها مره آخري فقط سيكتفي بالدعاء لها ، تركها لله ولأنه يريد رضاه .
شعر بالندم علي كل لحظه حادثها فيها وكل ذنب اقترفته نفسه ، فـ بالتأكيد هذا الألم الذي يشعر به كله بسبب ذنوبة ، ولكنه قرر ان يعيش لله ، قرر ان يكون أفضل وأن يحاولا ألا يغضب الله مره آخري ، قرر التوبه من هذا الذنب .
تذكر الندوه الدينيه التي دخلها مع محمد من قبل وتذكر كلمات محمد بعدها :
" حبيت فكرة ان زوجتي تبقي اول حب فـ حياتي وبإذن الله هفضل محافظ علي قلبي لحد ما أقابلها ، لأن المشاعر وقتها هتكون طازة ومش مستهلكه ، مش حابب انا اني اتعرف علي دي ودي وفي الآخر اروح أتجوز واحده تانيه خـــــالص !! "
قرر أن يفعل مثله ، نعم سوف يحافظ علي قلبه حتي يرزقه الله بمن تستحقه ، ولكن قبلها سيفعل كل ما يستطيع حتي يرضي الله عنه ويستحق فعلا زوجه صالحه .
___________________
مــر يوم تلو الآخر وإقتربت السنه الدراسيه الجديده ، كانت في هذه الفتره قد توطدت العلاقة بين إسلام وفاروق وأخذ يصطحبه معه إلي عدة مساجد ويعرفه علي العديد من الشيوخ والصحبه الصالحه . تغير إسلام كثيرا بعد معرفه هؤلاء الاشخاص ، فقد عرف المعني الحقيقي للقرب من الله والإلتزام بدينه ، عرف المعني الحقيقي للراحه ، أحس بقلبه وهو يشتاق لسماع كلام الله وأحاديث نبيه ، عرف كيف كان دائما يصدر أحكاما مغلوطه علي الملتزمين من دون حتي أن يحاول معرفة الحقيقه .
بإختصار ، فقط عرف " اللـــــه "
بينما تعلمت سلمي عن دينها أكثر وأكثر عن طريق قراءة مجموعه كتب دينيه مبسطه ومشاهدة العديد من البرامج الدينيه التي جعلتها تحب دينها او بمعني آخر تلتزم مبادئه أكثر .
____________
إنتهت الاجازة وإستعد الجميع لدخول العام الدراسي الجديد ، كانت سلمي قد أحضرت مفاجأة لصديقاتيها ولم تخبرهما عنها من قبل ، فقد كانت تريد ان تري رد فعلهما علي هذه المفاجآة ، ورغم إنها كانت تتوقع ما سيحدث ، لكن كانت تريد ان تصبح أقوي بعد كمية الإنتقادات التي ستحصل عليها
وفي أول يوم فـ الدراسه ، كانت فاطمه تجلس مع هند بإنتظار سلمي عندما اتت اليهما أحدي الفتيات وقالت وهي تضع رأسها في حقيبتها كأنها تبحث عن شئ ما :
- يا بنات بعد إذنكم متعرفوش مدرج 4 فين ؟
إبتسمت لها هند وقامت بوصف المكان لها ، رفعت سلمي رأسها من الحقيبه وقالت بمرح :
- مــــاشي ياختي شكرا
أطلقت هند ضحكة عاليه بينما نظرت لها فاطمه بتعجب وقالت :
- إيـــه يا بنتي اللي إنتي لابساه ده ؟!!
نظرت لها سلمي وقالت بمرح :
- لابسه خمار ياختي ، شكلي كيوت مش كده ؟
عقدت فاطمه ذراعيها امام صدرها ورفعت حاجبها قائله :
- كيوت إيه بس يا شيخه ، حرام عليكي اللي بتعمليه في نفسك ده والله
إبتسمت سلمي وقالت :
- والله إنتي رخمه طول عمرك ، إسكتي بقي بدل ما أعضك
ثم نظرت لـ هند وقالت :
- وإنتي إيه رأيك يا هنووود ؟
أخذت هند تنظر لها للحظات وقالت :
- والله يا سلمي شكلك حلو فيه ، الف مبروووك
تنهدت سلمي بسعاده ونظرت لفاطمه قائله :
- أيـــوه كده شوقي الناس اللي تفرح الواحد ، مش إنتي ، عيله رخمه بجد
زفرت فاطمه بضيق وقالت :
- دلوقتي ما بقيتش عجباكي هاه ؟ هتعملي فيها متدينه علينا يعني !!
نظرت لها سلمي بحنان وقالت :
- يا بت بهزر معاكي مالك قفشتي كده ليه ؟ وبعدين أصلا انا مبقيتش بحس ، تقريبا كده أخدت مناعه ، يعني اتريقي براحتك خــــالص
ثم نظرت لهما بجديه وقالت :
- المهم ،، متعرفوش اول محاضره هتكون في مدرج كام ومادة إيه ؟
إبتسمت هند قائله :
- عرفنا يا ستي كل حاجه ، يلا بينا
_________________
ذهب إسلام إلي الجامعه لأول مره من دون محمد ، أخذ يقلب في وجوه الشباب حتي يراه ولكنه يعلم انه لن يراه ثانيه إلا في أحلامه ، لم يرد ان يؤلم نفسه هذا اليوم أيضا فأحب ان يقصر الشر وذهب إلي ممر الجامعه ليري الجدول ، نظر أمامه فإذا به يري شادي صديقه فتبسم له قائلا :
- ازيك يا شادي عامل إيه ؟
صــاح شادي بفرحه وقال :
- إسلــــام إيه يابني محدش بيشوفك ليــــه ؟
- موجود أهو يا باشا
- عامل إيه دلوقتي ؟
- الحمد لله تمـــام جــدا ، هاه قولي عرفتوا الجدول ؟
- لأ لسه منزلش ، بيقولوا الإسبوع ده هنقضيه لعب ونبدأ من الإسبوع الجاي بقي بإذن الله
ظهرت ملامح السعاده علي وجهه وقال :
- أحسن برضو ^^
ثم نظر إليه بتساؤل وقال :
- بقولك إيه ؟ مشوفتش فاروق ؟
أخذ شادي يفكر قليلا ثم انتبه فجأة وقال :
- فاروق ده اللي هو بتاع قسم كهرباء ؟
- اه هو
- اه شوفته هنا من شويه ، ممكن تلاقيه فوق عند مدرج 3 ولا 4
- ماشي ياشادي شكـــرا
- الشكر لله يا باشا
صعد إسلام لمكان المدرجات وبالفعل وجد فاروق هنــاك ، نادي عليه وصافحه وجلس معه ليتحدثا ، قال إسلام متسائلا :
- بما ان النهارده اول يوم دراسه ودي أخر سنه لينا الحمد لله ، عاوزك تقولي بقي هل في طريقه أخد بيها ثواب طول السنه دي ؟
ثم أردف قائلا :
- يعني بما اننا كده كده هنتعب وهتطلع عينينا ، يبقي علي الاقل الواحد ياخد ثواب علي التعب ده
تبسم فاروق قائلا :
- الموضوع ده بقي يا سيدي متوقف علي نيتك ، يعني انت ممكن تتعب طـــول السنه من غير ما تستفيد حاجه غير انك عديت سنه وخلاص ، وممكن برضو تتعب طــول السنه بس تاخد ثواب علي التعب ده كله
ثم قال موضحا :
- يعني يا سيدي انت المفروض هتحط في نيتك انك بتتعلم علشان تفيد بلدك وتبقي مهندس ناجح وعنده ضمير بجد ، وكل ما تتعب او تزهق من الكلية تجدد نيتك وتحمس نفسك وتقول لـأ مش هيأس ، انا هكمل طريقي علشان أرضي ربنا وأكون من عمار الارض
بس كده يا سيدي
أومأ برأسه موافقا وقال :
- ااه يعني الموضوع كله متوقف علي نيتي ؟
- أيـــوه بالظبط كده
- مــاشي تمام جــدا ، هعمل كده بإذن الله وأهو عداد الحسنات يفضل شغال طول ما انا مطحون فـ الكلية العسل دي
_______________________
عــاد إسلام إلي المنزل وجلس مع اخته ليحدثها عن يومه وتحدثه هي الآخري ، فقــال متسائلا بمرح كعادته :
- هــاه عملتي إيه النهارده يا بطه ؟
أجابت بنفس الطريقه :
- روحت الكلية وجيت هاهاهاها
ضربها علي كتفها بخفه وقال :
- علي فكره رخمه جــــدا
رفعت رأسها للأعلي وصوبت نظرها اتجاهه وقالت بثقه :
- بنتعلم منك يا بشمهندز
رفع حاجبه الايسر ومط شفتاة لأعلي قائلا :
- بشمهندز !! يا شيخه الله يقرفك ، ال وداخله قسم إنجليزي ال
سقطت علي الأرض من كثرة الضحك وقالت :
- خلاص ياعم الحج 96% من 85 % مش هتفرق اوي يعني كلها درجات علي ورق
إعتدل في جلسته وأخذ يجذب طرف قميصه بغرور وقال :
- هع هع لأ طبعا هتفرق كتيــر
رفعت حاجبها ونظرت له ولم تتحدث
إلتف بكامل جسده ونظر لها بجديه قائلا :
- بصي بقي يا ستي ، عاوزين نبدأ السنه دي جد كده ونجدد النيه ان كل لحظه فيها ناخد عليها ثواب ، يعني نحاول كده وإحنا رايحين الجامعه نقول اننا رايحين علشان نتعلم زي ما ربنا أمرنا ، لما نتعب نقول معلش لازم شوية تعب كده اومال هناخد ثواب علي إيه ؟ لما نزهق اوووي بقي من المواد الكيوت اللي عندنا دي نقول معلش إحنا هنكون بإذن الله من عمار الأرض وهننفع البــلد دي بجد ونرجع نتحمس تاني ونكمل وكده
مــــاشي ولا مــــاشي ؟
أخذت تحك رأسها بطرف اصبعها وهي ترفع له حاجبها قائله :
- انــا سمعت الكلمتين دول فيـن بس يـــــاربي
ثــم انتبهت فجأة وقالت :
- أيــــون إفتكرت ، دول نفس الكلمتين اللي سلمي قالتلنا عليهم النهارده ، هو انت سمعتها ولا إيه ؟!!
أطلق ضحكة عاليه وقال :
- أسمع مين يا ماما ؟!! لالالا ده انتي لو عايزه كلام من ده كل يوم هقولك ، جعبتي مليانه لا تقلقي
ثم نظر لها بخبث وقال :
- بس مين سلمي دي صحيح ؟
أمسكت بأطراف شعرها وكادت ان تمزقه وهي تقول بعصبيه :
- يـــــابني إرحمني بقـــي ، مش كل ما أقول إسمها علي لساني تقولي سلمي مين !!
ثم أخذت تتحدث بطريقه جنونيه وتقول :
- سلمي جارتنا يا إسلام ، سلمي صاحبتي في القسم يا حبيبي ، سلمي اللي كانت معايا في ثانوي يا كميله ، سلمي اللي كانت بتلعب معانا في الشارع يا بطه ، سلمي اللي انت عارفها وبتستعبط يا إسلام
ثم ضربته علي كتفه بعصبيه وهي تقول :
- بقولك إيه يا إسلام ؟ ما تروح اوضتك دلوقتي ينوبك فيــا ثواب بدل ما أعمل جريمه ، مش عارفه إيه اللي جابك عندي أصلا
ثم أخذت الوساده وقذفته بها قائله :
- يلــا من هنا يا حــاج ، شطبنا خلــاص
خرج من غرفتها وأخذ يحرك رأسه يمينا ويسارا وهو يضرب كفا بكف ويكاد يختنق من كثرة الضحك ويقول :
- سلمي جارتها وصحبتها وكانت بتلعب معاها في الشــارع ، طب وانا مالي أصلا ؟!!
هي بتكلمني عن صحباتها ليه ؟!! بـــت غريبه اوووي بصراحه !!
مش عـارف طالعه مجنونه كده لمين ؟!! احـــم لأ عارف
ربنا يقوينا عليــها احـــم وعليـــا
----
|