
18-09-2014, 02:47 AM
|
 |
طالبة بالأزهر الشريف
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
|
|
الحلقه الثامنة عشر :

ظهرت نتيجة التنسيق وبالفعل تم قبول ولاء في كلية الهندسه كمان كانت تحلم ، شعر كل من في المنزل بالسعاده ولكن سعادة سلمي كانت ظاهرية فقط ، فقد كانت تعاني في تلك الفترة بـ فتور في قلبها ، ككل إنسان يأتي عليه وقت ويشعر ان إيمانه قل وأنه لن يستطيع مواصله مسيرته وخصوصا لو كان وحده ، حاولت إخفاء هذه الحالة عن الجميع وكــانت تنام طوال اليوم وتستيقظ فقط لأداء الصلاة وتنام مره آخري .
ومن سوء حظها أن هذه الحالة أتت إليها في نفس توقيت تنسيق الاء ، في البداية لم يلحظ أحد الأمر ولكن مع مرور الوقت أخذت اختها تلاحظ هذا التغيير وتخبر به والديها .
مر حوالي إسبوع ونصف علي هذه الحالة حتي جاءت إليها اختها ذات يوم لتخبرها ان والدها يستدعيها للحضور ، نهضت ووقفت أمام باب غرفته وطرقت الباب للحظات وسرعان ما سمعت صوته من وراء الباب يأذن لها بالدخول .
نظرت له بإبتسامتها المعتاده وقالت :
- حضرتك كنت عاوزني في حاجه يا بابا ؟
أجلسها بجوارة وقال بإبتسامه :
- مالك اليومين دول يا سلمي ؟
إبتسمت له بحنان وقالت :
- مفيش يا بابا انا كويسه الحمد لله
إختفت الإبتسامه من علي وجهه وقال بجديه :
- بس من ساعة ما ظهرت نتيجة التنسيق بتاع اختك وانتي مش مبسوطه ؟ خير في حاجه ولا إيه ؟!!
نظرت له بتعجب وقالت :
- طيب وإيه دخل ولاء في الموضوع يا بابا ؟
ثم انتبهت فجأة وقالت بصوت مختنق :
- بابا هو معقول حضرتك تكون لسه متخيل اني بغير منها !!!
عقد ذراعيه أمام صدره وقال بضيق :
- يمكن !
إنتفضت من مكانها بذهول وقالت :
- إزاااي حضرتك تظن فيا كده !! طيب ما أنا كنت متأكده أصلا إنها هتقبل في هندسه لان مجموعها الحمد لله كويس ، وبعدين انا ايه اللي هيخليني أغير منها مش فاهمه !! انا مقتنعه بكليتي جــدا والحمد لله جددت نيتي وبقيت بحبها وحبيت اني أبقي مدرسة ،، هغير منها ليه بقي ؟!!
نظر لها بوجه خالي من أي تعبير وقال :
- طيب وإيه تفسيرك انك من ساعة ما نتيجة اختك بانت وانتي نايمه في السرير ومش طايقه تعملي أي حاجه ؟
حاولت كتم غضبها بداخلها لانها تحدث والدها وقالت :
- يعني حضرتك عاوز تعرف انا متضايقه ليه ؟
أومأ برأسه إيجابــا ، فقالت بطريقه جنونيه :
- علشان حاسه ان قلبي مات يا بابا ، لا بقيت عارفه أقرأ قران ولا أصلي زي زمان ، مبقيتش عارفه أضحك وحاسه اني مخنوقه علطول ، مبقيتش حاسه اني سعيده في حياتي زي الاول ، مبقيتش قادره استحمل كمية التريقه اللي باخدها دي ومحدش حاسس بيــا ، بقيت حاسه ان الدنيا سوده قدامي وان ربنا مش متقبل مني العباده ، من الآخر مبقيتش حاسه بروحي !!
لكن مع ذلك انا مطلبتش من حد يساعدني ، وعمري ما عاملت حد وحش زي ما بتعاملوني ، حرام يعني اني اكتئب شويه وأخليني في حالي وأبطل ضحك ؟!! حتي دي كمان هتظلمني فيها يا بـــــابـــــا !!
انا قلت لحضرتك قبل كده اني عمــري ما هغير منها ومقتنعه بنفسي جــدا الحمد لله وعمري ما حقدت علي حد أو بصيت لحاجه في إيدين حد ، وحضرتك مربيني من زمان وعارف كده ، لكن لو حضرتك مصٌر اني وحشه يبقي خلاص مش مشكله ، كفايه ان ربنا عالم بنيتي لاني أصلا مليش غيره يحس بيـــا
ممكن أمشي يا بابا ولا حضرتك عاوز تقولي حاجه تاني ؟
جذبها من يدها وأجلسها بجواره مره آخري وظل ممسكا بيدها وهو يقول بحنان :
- إيـــه يا بنتي اللي انتي شايلاه جواكي ده كله ؟
تنهدت بمرارة وقالت :
- حضرتك عارف من زمان اني كتومه ومش بطلع اللي جوايا بسهوله ، علشان كده ارجــوكم خدوا بالكم من كلامكم لأنكم مهما عملتوا برضو مش هعرف ارد عليكم وهشيل جوايا وبس ، ممكن حضرتك بس تدعيلي وانا هبقي كويسه ؟
تنهد بحزن وقال :
- حــاضر ، روحي علي اوضتك لو حابه
غادرت سلمي الغرفه وهي لا تدري شيئا كالعاده ، هل والدها قاسي ام حنون ؟ لماذا دائما يغضبها ويوبخها ويظلمها وأيضا تشعر أحيانا انه يحبها ويخاف عليها ؟ سألت نفسها هذا السؤال مئات بل الاف المرات ولكنها لم تجد إجابة كالعاده ، فمن الممكن ان يكون رد فعله هذا نتيجة لانه يحبها ولكن بطريقته ؟!! لا تعلم شيئا فقررت عدم التفكير في هذا الأمر الآن ، فيكفيها الم قلبها الذي تحمله .
ذهبت إلي حاسبها وقامت بفتح حسابها علي موقع الفيس بوك وأرسلت رسالة لحفصه الغائبه وكتبت فيهــا :
- حفصه أنا محتاجالك اووووي اليومين دول ، انا حاسه اني كارهه نفسي ومبقاش ليا نفس أعمل أي حاجه زي زمان ، واقفه مكاني ومش عارفه اتقدم خــالص ، مفيش أي حد كان بيساعدني غيرك ودلوقتي مبقاش ليا حد اصلا .
يلا ما علينا ، ربنا يسعدك
أخذت تعيد قراءة المحادثات التي حدثت بينها وبين حفصه وتوقفت عند هذه الرسالة الموجوده في آخر محادثه بينهما :
" لما تحسي انك تعبتي ومش قادره تكملي طريقك إستخدمي سلاحك .. معاكي الدعاء والقرآن "
" إفتحي المصحف وانتي بتقولي لـ ربنا يـــارب إبعتلي رسالة ، إبدأي دوري كل يوم علي رسالة من ربنا ليكي لحد ما توصليلها ، إدعي كتير اوووي ربنا يقويكي ويثبتك ، اوعي يا سلمي تستسلمي للشيطان اووعي حد يضايقك بكلمتين ويخليكي ترجعي عن هدفك "
" معاكي قرآنك ودعاءك يا سلمي فاهماني ؟ معاكي سلاحك يا سلمي اوعي تتخلي عنه "
أخذت سلمي تقرأ الكلمات مرة تلو الآخري وتنهدت بأريحيه وهي تقول :
- زي ما تكوني حاسه بيـــا يا حفصه ، يـــارب أقدر أكلمك تاني في يوم من الايام
ثم أخذت تردد :
- يــــارب إبعتلي رسالة ، يــــارب إبعتلي رسالة ، يــــارب إبعتلي رسالة
تركت الرسائل وهي مازالت تردد جملة " يــــارب إبعتلي رسالة " وذهبت لصفحتها الرئيسية لمتابعه آخر الأخبار ، نظرت أمامها فإذا بها تري منشور مكتوب فيه :
زهرة اللوتس تستمع الآن إلي " إشتقت إليك "
شعرت بالحزن بداخلها وأخذت تردد :
- الحمد لله الذي عافاني ، ربنا يهديكي يا زهرة ، ربنا يبعدك عن الاغاني ويعلق قلبك بالقرآن
وقبل ان تهبط لتري منشور آخر لمحت إسم صاحب الأغنيه " أحمد سعيد "
أخذت تحدث نفسها قائله :
- أنا شوفت الإسم ده قبل كده ، فين يــــاربي فيــــن
ثم تذكرت فجأة وقالت :
- أيـــوه صح ده واحد من المنشدين الجداد اللي حفصه قالتلي عليهم
أخذت تحك ذقنها ببطء وتفكر قليلا ثم إبتسمت قائله :
- مش يمكن دي تكون رسالة من ربنا ليــا ، أحملها وأشوف
قامت بتحميلها وبدأت تستمع إلي كلماتها :
ضاقت بيا الدنيا .. لقيتنى انسان غريب
وبقيت انا حاجة تانية .. بجد انسان عجيب
لقيتنى بعدت فى ثانية .. بعد أما كنت قريب
لقيت قلبى بقى آسى .. عينيا مافيهاش دموع
لقيتنى بجد ناسى .. أى معنى للخشوع
خلاص قلبى احساسى .. بيتمنوا الرجوع
وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك
على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك
يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب
دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك
انا قولت هاعيش حياتى .. بس انا عايشها حرام
علشان ارضى شهواتى .. وابقى مبسوط وتمام
اترينى هازيد آهاتى .. وكل دا اوهام
وخلاص عرفت حقيقى .. بجد احلى حياة
لما ينور طريقى .. برضا وحب الله
يبقى القران صديقى .. ورسولى امشى فى خطاه
وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك
على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك
يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب
دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك
أخذت تسمع كلماتها بذهول !! فكأنها توصف حالتها تمـاما ، سمعتها مره تلو الآخري حتي كادت ان تحفظها كإسمها وأخذت تردد :
وخلاص يارب انا راجع ليك .. ندمان بشدة انا بين ايديك
على كل لحظة ماكنتش ليك .. وكنت فيها عاصيك وناسيك
يارب راجع ادق الباب .. باب الرحيم باب التواب
دا لما بعدت شوفت العذاب .. خلاص يارب اشتقت اليك
تنهدت بأريحيه وهي تقول مؤكده :
- راجعالك يــــارب ومش هيهمني حــد ، مش هستني مساعده من حد لإنك معايا دايما ، حفصه كانت دايما تقولي اللي معاه ربنا مش هيحتاج مساعده من حد ، وانا معايا ربنا ومش عايزه أي حاجه من حد ، هفوق لنفسي كده وأرجع أحسن من الأول مليـــون مره وأبدأ أخد خطوه جديده في حياتي بإذن الله ، يـــــارب قدرني وقويني .
أغلقت حاسبها وذهبت لمصحفها ولكن بقلب آخر ، فهي قد سمعت إنشوده واحده فقط ولكن غيرت فيها الكثير ، أمسحت مصحفها بإشتياق ونظرت إليه فوقعت عينها علي هذه الآيه التي أراحت قلبها اكثر وأكثر :
" وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ "
أخذت تنظر للأية بسعاده وهي تقول :
- فهمت الرسالة يــــارب وهنفذها بإذن الله
_________________________
كان إسلام يتحدث مع اخته هند عندما سمع رنين هاتفه المحمول ، تركها ودخل غرفته فوجد فاروق المتصل فأجاب مسرعا :
- الـــو
- يابني انا مش قلتلك إسمها السلام عليكم
- أيوه أيوه صح ، إستني لما أقفل واتصل تاني بقي
- يـــابـــاي عليك مش هتبطل رخامه بقي ، السلام عليكم أولا بس
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، هاه متصل ليـه ؟
- إقفل ياض ، إنت أصلا متستحقش الأخبار الحلوه اللي انا جايبهالك دي
- أخبار حلوه ، يـــاريت ياخويا حد لاقي
- بص عندي خبرين حلوين وواحد وحش ، تحب نبدأ بإيه ؟
- قول أي حـــاجه ، المهم تتكلم بس
تنهد فاروق بسعاده وقال :
- أولــا كده يا سيدي نهي وافقت عليـــا الحمد لله
- هييييح وإيه كمــان
- يـــاواد بطل بقي ، ثانيا يا سيدي لقيتلك شغل
إنتفض إسلام من مكانه واتسعت عيناه وقال :
- لقيتلي أنــا ؟!! قول وربنا
- وربنا لقيت ، بص هي شركة خاصه مفتوحه من كام سنه كده يعني ، كانوا طالبين مهندسين ومدير شركتنا قالنا لو تعرفوا حد محتاج وظيفه وكده وانا رشحتك ليهم ، إبقي تعالي بقي بكره وهات معاك اوراقك وربنا يقدم اللي فيه الخير إن شاء الله
- بجد يا فـاروق انا مش عارف أقولك إيـــه ، ربنا يبارك فيك
- يابني عيب ماتقولش كده ده انت أخـــويا
- طيب وإيه الخبر الوحش بقي ؟
- بص هو مدير الشركة دي صعب حبتين واللي اعرفه ان محدش بيحبه ، بص انا مش عايز أظلمه بس ده اللي انا سمعته عنه ، عموما روح وشوف بنفسك
- يا عمي وانا مالي ومال المدير ، هو حد لاقي شغل دلوقتي ، هحضر اوراقي وأجيلك بكره بإذن الله
- تعالي ع الساعه 9 الصبح كده مــاشي ؟
- اوكــــشن بإذن الله
- يلا إقفل بقي
تنهد إسلام بدلع مستفز وقال :
- لا إقفل انت الأول ، هخاف أقفل علي ودنك وتوجعك وانت عارف انا حونين إزااي
- مـاشي يا ظريف ، مستنيك بكره بإذن الله ، يلا سلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
_____________________
- أمــــامـــــا أمـــــامــــــا
قالها إسلام وهو يهرول كالأطفال نحو غرفة والدته ، نظرت له بسعاده وقالت :
- مالك يا واد في إيه ؟
أخذ يقفز كالأطفال وهو يقول :
- لقيت شغل يـــاماما لقيت شغـــل
ضمته والدته بقوه وهي تقول :
- يا مانت كريم يــــارب ، الحمد لله يابني الف مبرووووك
ثم نظرت له بتساؤل وقالت :
- بس لقيته إمتي ده ؟ ما انت كنت لسه قاعد من شويه ومقولتش حاجه
- لأ ماهو فاروق كلمني دلوقتي وجابلي شغل
- والله يابني فاروق صاحبك ده فيه الخيــر ومن ساعة ما عرفته وانت حالك اتصلح
أجابها مؤكدا :
- والله فعلا يا ماما ، طلع جدع وراجل بجد ، وانا اللي كنت دايما بظلمه ، يلا الحمد لله
- طيب يابني هتروح إمتي تقدم ؟
- بكره إن شاء الله
- بإذن الله هتقبل ، هما هيلاقوا زيك فين يعني ؟
- قولي يـــــارب
______________________
تقدم إسلام للوظيفه وبالفعل تم قبولة بفضل الله ، لقد كان المرتب صغير بعض الشئ ولكنه رضي به وأخذ يدعو الله ان يرزقه من حيث لا يحتسب ، وبعد هذه المناسبه السعيده قرر أيضا أن يفاتح فاروق في الموضوع الذي يفكر فيه من عدة أيام ، فقال له مبتسما :
- فاروق انا عايز أحفظ قرآن
نظر له فاروق بدهشه ممزوجه بالسعاده وقال :
- بجد والله !
إتسعت إبتسامة إسلام وهو يومأ برأسه إيجابا ويقول :
- بجد والله نفسي أحفظ ، بس مش مجرد حفظ لأ انا عايز أحفظ بالتفسير ، والتفسير عندي كمان أهم من الحفظ علشان أكون فاهم كل كلمة بقولها وأحس بيها ، ينفع تحفظني ؟
إحتضنه فاروق بسعاده وهو يقول :
- ينفع طبعــا ، بس الافضل انك تروح لشيخ يحفظك ، هيكون أحسن مني يعني ، عموما انا هظبطلك ميعاد مع الشيخ اللي كنت بحفظ عنده وأقولك ، تمــام
- تمــام جــــدا ، بس ما يكونش بيزعق ولا بيضرب هاه
- هههههه لأ متقلقش ده كويس اوووي والله
________________
بدأت سلمي تعود لطبيعتها مرة آخري ، طبيعتها القويه العنيده المُصره علي التغيير ، طبيعتها التي رفضت أن تعيش بلا هدف كباقي البشر ، طبيعتها التي جعلتها علي إستعداد لفعل أي شئ حتي تتقرب من الله عزوجل .
____________
وبعد مرور شهر كان إسلام واقفا في الشرفه ينظر إلي الشارع عندما رأي سلمي وولدتها تعبران من أمام منزلة ، وجد نفسه بكل براءة يشير إليها ويقول :
- إيه ده سلمي صاحبة هند أهي
ولكنه سرعان ما أشاح بوجهه جانبا وقال بصرامه :
- إيــه ياعم ما تغض بصرك ، وبعدين إيه حركات الأطفال دي !!
خطرت في باله فكره فهبط من منزلة وذهب لأقرب مكان يباع فيه ورد وإشتري 5 وردات صغيرات باللون الاحمر والوردي وعاد بهما إلي المنزل ، طرق باب غرفة هند ودخل والإبتسامة تعلو وجهه وقال :
- هند جبتلك ورته
قفزت من مكانها وأمسكت بالوردات بسعاده كالأطفال وأخذت تشتم رائحتهن بكل شوق ومن ثم إنتبهت له وهو واقف ينظر لها فقالت متعجبه :
- ربنا يخليك يا إسلام ، بس إشمعني يعني ؟!!
تنهد بخبث وقال :
- إيـــه يعني حرام أدلع اختي الصغنونه شويه ، قلت أجيبلك ورد ونقعد نتعرف علي بعض بقي وكده
رفعت حاجبها قائله :
- هنستعبط يا إسلام ؟!! نتعرف إزاي يعني مانت عارف عني كل حاجه
جلس علي الفراش ووضع رجل فوق الآخري وقال بثقه :
- لأ طبعا أكيد مش عارف عنك كل حاجه ، إحكيلي عن نفسك لاني حاسس اني بقالي كتير متكلمتش معاكي
جلست بجوارة وقد فرحت بهذا الإهتمام وإخذت تحدثه عن نفسها لفترة طويله حتي إنتهت فقال :
- طيب وعندك إصحاب بقي ؟
- أكيد عندي
نظر لما بمكر وقال :
- طيب إحكيلي عنهم
نظرت له نظرة غاضبه وقالت :
- إحكيلك عنهم ليه ؟ وإنت مالك بيهم أصلا !!
ضحك ببراءة وقال :
- يا بنتي مش لازم إتطمن علي اختي مصاحبه مين وبتتكلم مع مين وكده ؟
أومأت براسها موافقه وأخذت تحدثه عن سلمي أولا ، حدثته عن أخلاقها وتفكيرها ، عن التغيير المفاجئ الذي حدث بشخصيتها وإقترابها من الله عزوجل وتغيير خطة مستقبلها بالكامل ، عن حبها لهما وحنانها عليهما ، عن إصرارها وعدم يأسها ، عن كل شئ جميل تشعر به تجاه سلمي
أخذ إسلام يستمع إلي الكلمات وهو في غاية السعاده ، لا يعرف لماذا شعر بالسعاده وقتها وهو يسمع عنها ولا يعلم أيضا لماذا الآن فقط فكر في السؤال عنها ، كل ما كان يدور بداخله وقتها انه يريد معرفة كــل شئ عنها وفقــط .
إنتهت هند من كلامها عن سلمي وبدأت في التحدث عن فاطمه ، لم يرد سماع شئ آخر بعد ما سمعه عن سلمي ، حاول الخروج من الموقف بطريقه مرحه فقال :
- إيــــه يا ست إنتي رغايه كده ليه ؟
نظرت له بتعجب وقالت :
- يابني مش إنت اللي قلت عاوز تعرف عني أكتر ؟!!
إبتسم ببراءة وقال :
- مــاشي منا عرفت عنك خلاص ، بس مليش دعوه بصحباتك أنا
وافقته الرأي وقالت :
- صح عندك حق
نهض من مكانه متجها لغرفته وهو يقول بمرح :
- إبقي إدفعي تمن الورد ده بقي هـــاه
أطلقت ضحكة عاليه وتبعتها بنظره ساخره وقالت :
- خد الباب في إيدك يا إسلام ، ربنا يهديك يابني
__________________
وقف امام شرفة غرفته وأخد ينظر إلي السماء ويقول :
- يــاربي هو في بنات كده ؟!! طيب وهو انا معقوله أستاهل واحده زي دي بعد كل المصايب اللي عملتها في حياتي دي ؟
نظر للجانب الآخر وقال هامسا :
- بس انا توبت والله ، وبإذن الله يــاربي تكون سامحتني وغفرتلي ذنوبي ، هو معقوله لو انا اتقدمتلها ممكن توافق ؟
عـاد بنظره إلي الشرفه وقال :
- طيب هو انا ليه أصلا دلوقتي بالذات بفكر فيها ؟ ماهي جارتي من زمان ومكنش بيهمني أعرف عنها حاجه قبل كده ، معقوله يكون كلام فاروق عن الحلال والقرب من ربنا أثر فيا وخلاني انا كمان أفكر زيه ؟ معقوله تكون دي البنت اللي ربنا كاتبهالي علشان يعوضني عن كل مره حزنت وتعبت فيها ؟ معقوله يـــارب تكوني بتحبني وسامحتني ؟
- طيب وليه لأ ؟ مش دايما محمد الله يرحمه كان بيقولي ان ربنا أحن علينا من أي حد ؟ ودايما كان بيقولي محدش هيحس بيك غير ربنا ، يا حبيبي يا محمد كان نفسي اوووي تكون موجود جنبي دلوقتي وتشوفني وانا كده .
يــــارب لو هي من نصيبي قربني ليها وسهلي الامور في الحلال ، ولو مش ليا نصيب فيها ارزقها بالزوج الصالح اللي يسعدها ويحقق لها ما تتمني .
بس انا برضو مش هسكت ، هحــاول .. هنخسر إيه يعني ؟!!
عاد إلي غرفة اخته وطرقها ودخل مسرعا وقال بسرعه البرق :
- هنــد انا عايز أتجوز سلمي
---------------------------------------------------------------------------------------------
يـــاتري هند هتقـتـل إسلام ولا هتعمل فيه إيه بعد اللي قاله ده ؟
طيب هل سلمي هتوافق ؟ هل هو يستاهلها فعلا ؟
طيب ممكن صعوبات تواجههم ولا الموضوع هيعدي علي خير ؟
كمان إيه رأيكم في إصرار سلمي ؟ ليه إحنا منبقاش زيها ؟!!
شايفين القصه الفترة الجاية هتمشي إزاي ؟
ويــــاتري نهاية الرواية قربت ولا لسه في حاجات مستنيانا ؟
|