[رضا الشاذلى]

أنظر إلى اليابان وإلى مصر ولاحظ الفرق الشاسع بيننا وبينهم في شتى مناحي الحياة
وانظر إلى حال المعلم عندهم وعندنا وكذلك حال المعلم في المانيا وحال المعلم في مصر
ففي اليابان أعطوا المعلم مكانة القاضي ومرتب الوزير
وفي المانيا رفضت ميركل مساواة القضاة بالمعلمين وقالت لهم كيف نساووكم بمن علموكم
وهذا حال المعلم في مصر لايسر عدوا ولا حبيبا لي زميل خرج على المعاش في شهر أغسطس 2014 يتقاضى 1200 جنيه والله كان حزينا وكان مهموما أثناء حفلة تكريمه

ولا أجد غير كلمات هذا الشاعر لتنفس عما بداخلي

مـا كـنـتُ أنسى جهدكَ المبذولا
فـي بـعـث أجيال تكون عدولاً
كـم زهرةٍ في الرّوض فاحَ أريجُهَا
بـجـهـود جـنـانٍ يـكدّ طويلاً
"شـوقـي" أصاب بقولهِ في حقكمْ
كـاد الـمـعلمُ أنْ يكونَ رسولاً
حـقـاً فـإنـكَ يـا مـعلمُ باعثُ
فـي الـنـاسِ خـلقاً طيباً وعقولاً
كـم عـالـمٍ قـد كنتَ ناسج مجدهِ
مـن خـيـط عمركَ تبتغيهِ جليلاً
كـم قـائـدٍ ! كم صانع ! كم منتجٍ
صـنـعـوا بـجـهدك أمة وقبيلاً
لـولا الـمـعلمُ ما انبرتْ أقمارهمْ
تـغـزو السماء لتكشف المجهولا
هذي الحضارةُ أنتَ باعثُ خيرها
مـا اسـترشدوكَ وجنبوا التضليْلا
لـكـنـهـم عقوا فباؤوا بالضّنى
كـيـفَ الـهناءُ وقدْ حبوكَ أفولا
صـموا فما استمعوا نصيحة مرشدٍ
واسـتـبـدلـوا بـحقيقة تخييلاً
ظـنـوا الـحياةَ عراكَ بطنٍ متخمٍ
وغـريـزةٍ صـنـعُوا لهَا الإكْليْلا
يـا ويـحـهمْ رفضوا هدايةَ ربّهمْ
رفـضـوا الـكرامةَ أنفَساً وعقولاً
فـهـمُ الـبهائمُ قد خلتْ من منطقٍ
صـمُّ وبـكـم بـل أضـلُ سبيلاً
فـكـرامـة الإنسان كانتْ بالحجا
لا بـا لـجسومِ وإنْ سمتْ تشكيلاً
وبـنـفـخـة الـلّه القدير وعلمه
كـان الـسـجـودُ لآدمٍ تـفضيلاً
ويـظـل ذا التكريمُ ما بقي الهدى
فـي قـلـبـنـا وسـلوكنَا قندِيلاً
أمـعـلـمي أنتَ الموكّلُ في الدّنَا
لـتـنـيـرَ عـقلاً للفتىَ وسبيْلاً
فـلـديكَ ما يشفي منَ الجهْلٍ الذّي
جـلـبَ الـقـيودَ لأمتي وكبولاً
والـجـهـلُ يـفتكُ بالشعوبِ كأنهُ
داءٌ يـمـارس فـي الورى تقتيلاً
لـكـنّ قـومـاً فيهمُ رسلُ الهدَى
سـيـحـقـقـونَ المجدَ والمأمُولاً
مـن يـقـبسِ النورَ المباركَ منهمُ
يـهـدَ الـسـبـيلَ ويملكِ التبديْلا
بـوركـت يـا عـزمَ المعلمِ بانياً
هـذي الـنفوس على الهدى تنزيلاً
فـبـفـضـل جهدكَ يا معلمُ ذللتْ
هـذي الـقطوفِ بروضتي تذليلاً
سيظلّ قدرُكَ في القُلُوبِ عَلى المدى
نـوراً يـشـعـشعُ بكرةً وأصيلاً