[ 11 - لم يكن لجماعة «التوحيد والجهاد» ولا «أنصار بيت المقدس» عداوة مباشرة بالجيش، وانحصرت عداوتهم بالشرطة،
وكانت كل مواجهتهم السابقة معه لأنهم هم الذين قبضوا عليهم وعذبوهم وذهبوا إلى بيوتهم وقبضوا على بعض نسائهم كرهائن لبعض الوقت فى عهد مبارك..
أما عداوتهم للجيش فبدأت عندما حاصرت حازمون مقر وزارة الدفاع ومعها بعض القوى السياسية الأخرى، وعلى رأسهم الاشتراكيون الثوريون..
ثم قامت الصاعقة المصرية بفض هذا الحصار.. وتوقع بعض المحللين وقتها أن التكفيريين بدأ ثأرهم مع الجيش المصرى..
بعد أن كانت كل عملياتهم قبل ذلك موجهة للشرطة فحسب.. ويعتقد كثير من المحللين أن م***ة رفح الأولى كانت ردا على عملية الفض.
رغم أن حصار وزارة الدفاع المصرية كان سبة فى جبين من حاصرها إذ إن هذه السابقة لم تحدث فى تاريخ مصر كله..
بل إن الشعب المصرى لم يفكر فيها بعد نكسة 5 يونيو 1967.. بل قام بدعم الجيش المصرى ووقف خلفه حتى نهض من كبوته وانتصر فى حرب أكتوبر 1973م.
لقد نسى التكفيريون وقتها أنهم الذين بدأوا بالحصار لأكثر من أسبوع فضلا عن سيل هادر من الشتائم وتكفير الجنود والضباط بالاشتراك مع بعض الثوار..
ولم يرد أحد من الجنود أو الضباط يومها بكلمة.. كما نسوا أن قناصا من التكفيريين هو الذى بدأ بالحرب والقتال..
وقد يكون ذلك بغير علم بقية المعتصمين حول الوزارة.. ولكن من يبدأ الحرب مع الجيش - أى جيش - فلا يلومن إلا نفسه.. ولكن التكفيريين نسوا ذلك.. وقاموا بأكبر م***ة للجيش المصرى على أيدى المصريين فى سابقة فريدة لم تحدث من قبل، وهى م***ة رفح الأولى. وزادها قسوة أنهم ***وا الجنود فيها وهم صائمون يفطرون المغرب كما أنهم ***وا الجرحى بما يخالف حتى الأعراف الدولية فى الحرب.. وفى م***ة الشيخ زويد الأخيرة قاموا بضرب عربات الإسعاف و*** الجرحى أيضا. وكان الخوارج يفعلون ذلك مع خصومهم..
مع أن على بن أبى طالب وهو الذى سن قتال البغاة مثل الخوارج قال فى أوامره لجيشه والتى أصبحت فقها يدرس بعد ذلك
«لا يجوز التذفيف على الجرحى» أى لا يجوز الإجهاز عليهم فى الحرب.. فقد كان رحيما بهم ولكنهم لم يرحموه وغدروا به و***وه وهو خارج لصلاة الفجر..
ولولا حذر معاوية وعمرو بن العاص لكانا ***ا كما *** الإمام على.
12 - معظم الذين تدربوا فى معسكرات أنصار بيت المقدس الثلاثة كانوا يذهبون إلى سوريا.. وقد يذهبون إلى سوريا أولا ويعودون إلى المعسكرات ثانية..
وهذه المعسكرات كانت فى قرى برفح بعد ثورة 25 يناير بعدة أشهر.. وكانت على مرأى ومسمع من الجميع وجاءت إليها ***يات متعددة.
13 - ظل التنسيق والتدريب والهروب المشترك متواصلا دائما بين المجموعات التكفيرية الغزاوية - وهى غير حماس - وبين أنصار بيت المقدس،
ولم يتوقف أو يتعطل أو يقل تدريجيا إلا بعد 30/7 أى بعد عزل د/ مرسى وبعد قيام الجيش المصرى بإغلاق الحدود وهدم الأنفاق والسيطرة على الحدود..
أما قبل ذلك فمن يطارد فى سيناء يهرب إلى غزة ومن يطارد فى غزة يهرب إلى سيناء.
سادت فترة هدوء طويلة بين أنصار بيت المقدس والحكومة المصرية والجيش والشرطة فى عهد د/ مرسى، مع احتفاظ الجماعة
بمعسكراتها فى سيناء دون مساس بها. انتهت هذه الهدنة بينهما بعد عزل د/ مرسى.. حينما قام أنصار بيت المقدس بعشرات التفجيرات
فى مركبات وأماكن تمركز الجيش والشرطة فى سيناء، حتى أن بعض أقسامها كان يقصف فى اليوم عدة مرات بالهاون..
وذلك بعد عزل د/ مرسى وقبل فض رابعة.
14 - كانت هناك خطة متكاملة لدى أنصار بيت المقدس وقادتها الكبار الذين كانوا يعيشون فى القاهرة لتحويل سيناء إلى إمارة إسلامية
يتكون فيها تنظيم عسكرى عولمى multinational من كل ال***يات والبلاد.. ويستقطب كل من يرغب فى القتال،
سواء ضد الحكومات الكافرة «كما يسمونها فى الدول العربية حول فلسطين»، أو ضد إسرائيل لتحرير فلسطين..
والغريب أنهم صنعوا كل شىء لقتال المسلمين ولم يتحركوا خطوة فى الفكرة الثانية. 15
15- كانت لدى التنظيم فكرة تكوين ما يسمى بالقضاء الشرعى.. وتم إعداد دورات للبعض فيما يسمى القضاء الشرعى بأفكار غاية فى السطحية والسذاجة
لا تليق بهذا الاسم العظيم «القضاء الشرعى». وقد كان لى صديق عرفته من السجن من هؤلاء القضاة، وكان يحمل دبلوما متوسطا
وأفكاره عن الحياة والدين والقضاء تدعو للرثاء.. وأعتقد أن كل أفكار هذا القضاء تنفذ الآن على نطاق واسع فى الأحكام
التى تصدرها وتنفذها المحاكم الداعشية فى العراق وسوريا.
__________________
الحمد لله
|