في شارع لا ضيق ولا واسع ..لمحتها جالسه علي حافةِ رصيف ْ.. واضعه أمامها بضعةِ أكياسِ من المناديل الورقية ( كلِنكس ) مُنظمة علي علبه من الكرتون القديم ، تضع يدها علي خدها ومستغرقه في تفكيرٍ لا محدود .. تكاد لا تسمع زئير السيارات ولا البشر من حولها .. هائمه في عالم بدت غيومه علي عينيها .. وكادت ان تُمطر عينيها بعد ان امتلأت بالدموع .. لم تلحظني بعد - بالرغم من اني اقتربت منها - .
ماهذا ؟! قد بدأت بالفعل تبكي !! إحداهن تساقطت علي خدها !! ألمني المشهد جدا وحاولت ان انصرف ولكني لم استطع .. واذا بى ّ اقترب منها بهدوء واقل لها : ( إذا سمحتي بكام ده ) ؟ فلم تُجب .. فكررتها بصوت أعلي قليلا ً : ( اذا سمحت ِ بكام كيس المناديل ؟ ) فانتبهت لي واخذت تغيرُ من جِلستها .. وتعدل من رسمه جبينها وتُحيله الي ابتسامه ممزوجه بحزن عميق .. ونظرتْ إلى ّ نظره لن انساها ابدا ًوأجابتني في هدوء تام - مع ظهور تغير طفيف في تجاعيد وجهها وابتسامتها الحزينه - : ( أي حاجة ).. فقدمت لها ما استطعت وانصرفت .. وتقدمت عدة أمتار ثم توقفت ونظرت خلفي بحركه لم تكن سريعه – مُتقطعه ولم تدم طويلا ً- فرأيت النقود مازالت مكانها وحيثما وضعتها انا بيدي .. وهي شارده بلا عوده في تفكيرها العميق ... فاعتدلت مره اخري و نظرت امامي وقد اصطبغ وجهى بنفس الابتسامه التي رأيتها علي وجه هذي المرأه البائسه ومضيت أُكمل طريقي بخطوات هادئه وأقدام ثقيلة ...
25/7/2008
بقلم / احمد رضا