عرض مشاركة واحدة
  #131  
قديم 22-11-2014, 08:14 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

دروس وعبر:
إن في م*** كعب بن الأشرف دروسًا وعبرًا وفوائد في فقه النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع خصوم الإسلام والدولة الإسلامية، فقد اتضح أن عقوبة الناقض للعهد ال***, وهذا ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلم, وعقوبة المعاهد الذي يشتم الرسول صلى الله عليه وسلم ويؤذيه بهجاء أو غيره هي ال***, وهذا ما كان لابن الأشرف، ويؤخذ من هذا أن شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم سواء كان معاهدًا أو غيره تضرب عنقه عقوبة له، وقد أجاد شيخ الإسلام ابن تيمية في تفصيل هذه الأحكام في كتابه القيم الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم.
* يؤخذ من طريقة تنفيذ حكم الرسول صلى الله عليه وسلم باليهودي ابن الأشرف, أن الحكم قد تقتضي المصلحة العامة للمسلمين أن ينفذ سرًّا، ويتأكد هذا إن كان يترتب على تنفيذه بغير هذه الصورة السرية فتنة أو خطر قد يكلف المسلمين ثمنًا باهظًا([63]). وقد بينت هذه الصورة على أن مواجهة الكفار أعداء الإسلام ومحاربي الدولة الإسلامية لا تقتصر على مواجهتهم في ميدان المعارك، وإنما تتعدى ذلك إلى كل عمل تحصل به النكاية بالأعداء، ما لم يكن إثمًا، وقد يوفر القضاء على رجل له دوره البارز في حرب المسلمين جهودا كبيرة وخسائر فادحة يتكبدها المسلمون.
وهذا مشروط بالأمن من الفتنة، وذلك بأن يكون للمسلمين شوكة، وقوة ودولة، بحيث لا يترتب على نوعية هذا العمل فتك بالمسلمين، واجتثاث الدعاة من بلدانهم، وإفساد في مجتمعاتهم([64]). وقد أخطأ بعض المسلمين في العالم الإسلامي، وتعجل الصدام المسلح واستدلوا على ما ذهبوا إليه بمثل هذه الحادثة ولا حجة لهم فيها؛ لأن ذلك كان بالمدينة وللمسلمين شوكة ودولة، أما هم فليس لهم دولة ولا شوكة، ثم كان ذلك إعزازًا للدين وإرهابًا للكافرين، وكانت كلها مصالح لا مفسدة معها، أما ما يحدث في فترات الاستضعاف من هذه الحوادث فإنها يعقبها من الشر والفساد واستباحة دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم ما لا يخفى على بصير([65]).
إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم بمحاولة تصفية لأي أحد من المشركين في مكة مع القدرة على *** زعماء الشرك كأبي جهل، وأمية بن خلف، وعتبة، ولو أشار إلى حمزة أو عمر بذلك أو غيرهما من الصحابة، لقاموا بتنفيذ ذلك، ولكن الهدي النبوي الكريم يعلمنا أن فقه *** زعماء الكفر يحتاج إلى شوكة وقوة، كما أن هذا الفقه يحتاج إلى فتوى صحيحة من أهلها، واستيعاب فقه المصالح والمفاسد, وهذا يحتاج إلى علماء راسخين، حيث تتشابك المصالح في عصرنا، وحيث للرأي العام دوره الكبير في قرارات الدول، وحيث احتمالات توسع الأضرار([66]).
* نلحظ قيمة الكلمة عند الصحابة رضي الله عنهم في موقف محمد بن مسلمة t بعد أن أعطى كلمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يتعهد فيها ب*** اليهودي ابن الأشرف, ثم إبطاؤه في ذلك, أعيته الحيلة بقيام صعوبات في سبيل تحقيق ما وعد, حيث امتنع عن الطعام والشراب وأصابه الغم والحزن؛ لأنه قال قولاً يخشى أن لا يستطيع الوفاء به، ونلاحظ في مجتمعاتنا المعاصرة أن كثيرًا من الناس يعطون عهودًا ومواثيق ولا يقدرون قيمتها ويخفرون ذمتهم ويتراجعون عن عهودهم ومواثيقهم وتبقى حبرًا على ورق، فهؤلاء ليسوا أصحاب مبادئ ومواقف يبتغي بها وجه الله، بل هم أصحاب مصالح ومنافع يخشى عليهم أن يعبدوها من دون الله.
إن أصحاب الدعوات يؤثرون أن تندق أعناقهم وأن تضوى أجسامهم وتزهق أرواحهم على أن يتراجعوا عن كلماتهم وعهودهم ومواثيقهم، يستعذبون الموت والعذاب في سبيل عقائدهم وإسلامهم([67]).
* في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما عليك الجهد» ([68]) فيه توجيه نبوي كريم أن النصر لا يأتي إلا بعد بذل الجهد والصبر عند الابتلاء, قال تعالى: ( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ )[هود: 49]. وعلى المسلم أن يفرغ كل ما في وسعه من جهد فكري وطاقة جسمية في سبيل تحقيق ما وعد، ثم يتوكل على الله بعد ذلك في النتائج([69]).
* وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «قولوا ما بدا لكم» ([70]) فقه نبوي كريم، فقد قالوا كلامًا هو في الأحوال العادية كفر، ومن هنا تعرف أنه من أجل تحقيق المهام العسكرية فلا حدود، للكلام الذي يقال، ولكن تأتي هنا مسألة أخرى وهي ما إذا كان النجاح في المهام العسكرية يقتضي أفعالا لا تجوز أو يقتضي ترك فرائض, فما العمل؟ المعروف أنه ليس هناك من الذنوب أعظم من الكفر والشرك، فإذا جاز التظاهر بالكفر لذلك فمن باب أولى جواز غيره، على أن يتأكد طريقًا للوصول إلى الهدف أو يغلب الظن على ذلك، وعلى أن يقتصر فيه على الحد الذي لا بد منه، سواء كانت الوسيلة تأخير فريضة أو ارتكاب محظور، على أن هذا وهذا مقيدان بالفتوى, فهناك محظورات لا يصح فعلها بحال كالزنا واللواط([71]).
* هناك بعض القضايا تحتاج لأهل الفتوى المؤهلين لأن يفتوا فيها، خصوصًا في الظروف الاستثنائية والحالات الاضطرارية, وفي المحاكمات السياسية والعسكرية لأنها تحتاج إلى الموازنات والفتاوى الاستثنائية التي لا يستطيعها كل إنسان، فالأحكام الأصلية ليست مجهولة، وإنما الأحكام الاستثنائية التي تقتضيها الظروف الاستثنائية تحتاج إلى علماء ربانيين، وفقهاء راسخين لهم القدرة على فهم مقاصد الشريعة، وواقعهم الذي يعيشون فيه([72]).
* وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «قولوا ما بدا لكم» فقه عظيم يوضحه قوله صلى الله عليه وسلم: «الحرب خدعة»([73]).
* قوله صلى الله عليه وسلم: «انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم»([74]) كان لهذا التذكير بالإخلاص في الجهاد، انطلقوا على اسم الله والدعاء لهم بالتوفيق والعون, كل ذلك كان حافزًا على الثبات ورافعًا للمعنويات, فلم يعبأوا بقوة ابن الأشرف ومن حوله من الناس؛ لأنهم استشعروا معية الله لهم ودعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ربه بإعانتهم وتحقيق مسعاهم، ونلحظ في الهدي النبوي الأخذ بكل الأسباب المادية، والتخطيط السديد، ولا ينسى جانب الدعاء النبوي الكريم، فإنهم لم يغفلوا الأسباب الموصلة بهم إلى نجاح مقصودهم؛ لأن المسلم مأمور بالجمع بين التوكل على الله تعالى والأخذ بالأسباب التي شرعها الله سبحانه([75]). ولذلك كانت خطة محمد بن مسلمة مع إخوانه محكمة وأتقنوا فقه سنة الأخذ بالأسباب، فقد كانت الأسباب التي ساعدت على نجاح الخطة كالتالي:
- أن أبا نائلة كان أخاه من الرضاعة وهو يطمئن إليه ولا يتوجس منه خيفة.
- وفي بعض الروايات طمأن أبو نائلة كعب بن الأشرف، وأدخل الأنس إلى قلبه بمناشدته في الشعر قبل أن يحدثه عن حاجته.
- ولم يحدثه عن حاجته إلى كعب حتى أخرج كعب الذي عنده كان من سبل التوفيق، ولو بقي أولئك النفر لربما قد كشفوا حقيقة الأمر، وحذروا كعبًا من عاقبته، فحديثهم معه على انفراد كان في غاية التوفيق.
- تظاهرهم بالنيل والتبرم والتظلم من الرسول صلى الله عليه وسلم طمأن كعب بن الأشرف.
- فكرة رهن السلاح كانت في غاية التوفيق حتى يكون اصطحابهم للسلاح غير مريب، ولا يبعث على الريبة ذلك, لأنهم أحضروا ما سيرهنونه إلى كعب، وفي نفس الوقت يستطيعون أن يستخدموا هذا السلاح في أي وقت التقوا به.
- أخذ الموعد من كعب بن الأشرف كان إحكامًا في الخطة بحيث يتسنى لهم في أي وقت من الليل أن يأتوه ويطرقوا عليه الباب دون أن يشك فيهم وفي نيتهم.
- اطمئنان ابن الأشرف إلى أبي نائلة ومحمد بن مسلمة جعله يخرج في وقت لا يخرج فيه الإنسان من بيته عادة تحسبًا لقتال عدو على حين غرة وغفلة([76]).
- إن خطة إبعاد ابن الأشرف عن بيته إلى مكان يخلو به دون رقيب أو نصير
كانت موفقة.
- استدراج أبي نائلة لابن الأشرف وشمه طيب رأسه وإمساكه بشعره ليشمه كان موفقـًا وتقدمة ليمسك بهذا الرأس الخبيث ويتمكن منه لتكون الفرصة سانحة لتنفيذ حكم الله في هذا اليهودي اللعين([77]).
- وتظهر قدرة الصحابة الفائقة على الحفاظ على السرية، وذلك من كتمان هذه الخطة مع كثرة من في المدينة من اليهود والمنافقين, ومع تأخر تنفيذها, وكون النبي صلى الله عليه وسلم عرض هذا الأمر في مشهد من الصحابة وجرت فيه مشورة، وهذا دليل على قوة إيمان هؤلاء الصحابة وإخلاصهم لدينهم([78]).
وقام هؤلاء المغاوير بتنفيذ أدوار الخطة المحكمة التي اتفقوا عليها وأدركوا مقصودهم الأسمى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم بإحساسه الكبير ومشاعره الفياضة، فقد كانوا يقومون بتنفيذ العملية بعقولهم وأجسامهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتولى قيادتهم العليا بالاتصال بالله تعالى ودعائه لهم بالنصر والإعانة([79]).
3- أثر م*** اليهودي ابن الأشرف على اليهود: انتشر خبر م*** ابن الأشرف في المدينة، فأسرع أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكون ويحتجون على ما فعله أصحابه، فلم يحفل النبي صلى الله عليه وسلم بهم، بل أكد م***ه الذي كان نتيجة حتمية لموقفه المعادي، وقد أوقعت هذه الحادثة الرعب في نفوس اليهود جميعهم، فلم يعد أحد من عظمائهم يجرؤ على الخروج من حصنه، كما لم يعد أحد يهود المدينة إلا ويخاف على نفسه من المسلمين([80]). واضطر اليهود لتجديد المعاهدة، وكان لم*** كعب بن الأشرف أثر عميق في نفوسهم، فمضوا يكيدون للإسلام، كما سيتبين من الأحداث، ومن الجدير بالذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يؤاخذ بني النضير بجريرة كعب بن الأشرف، واكتفى ب***ه جزاء غدره وجدد المعاهدة معهم([81]). ومن الفقه النبوي في معاملة اليهود، نستفيد أن العلاج الأمثل لليهود هو زجرهم و*** أهل الفتن فيهم ومطاردتهم؛ لأنهم أهل شرور لا يتخلصون منها ولا يتوقفون عنها([82]).
رابعًا: بعض المناسبات الاجتماعية:
أ- زواج النبي صلى الله عليه وسلمبحفصة بنت عمر: قال عمر t: حين تأيمت([83]) حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفي في المدينة، فقال عمر: أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة بنت عمر، فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي، ثم لقيني فقال: قد بدا لي ألا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق، فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر الصديق t فلم يرجع إلي شيئًا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان. فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت عليَّ حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئًا؟ قال عمر: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليَّ، إلا أني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها رسول الله قبلتها([84]).
ب- زواج علي tبفاطمة رضي الله عنها: قال علي بن أبي طالب t: خُطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت مولاة لي: هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا، قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزوجك، فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجك.
قال: فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلما أن قعدت بين يديه أفحمت، فوالله ما استطعت أن أتكلم جلالة وهيبة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما جاء بك؟ ألك حاجة؟» فسكت، فقال: «لعلك جئت تخطب فاطمة؟». فقلت: نعم. فقال: «وهل عندك من شيء تستحلها به؟». فقلت: لا والله يا رسول الله. فقال: «ما فعلت درع سلحتكها؟ فوالذي نفس علي بيده إنها لخطمية ما قيمتها أربعة دراهم». فقلت: عندي. فقال: «قد زوجتكها فابعث إليها بها فاستحلها بها» فإنها كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم([85]), وقد جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل([86]) وقربة ووسادة أدم([87]) حشوها إذخر([88])([89]).
وهكذا كانت حياتهم في غاية البساطة بعيدة عن التعقيد وهي إلى شظف العيش أقرب منها إلى رغده([90]). وهذه القصة تصور لنا حال السيدة فاطمة من التعب وموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم منها عندما طلبت منه أن يعطيها خادمًا من السبي، فقد جاء في مسند الإمام أحمد: (قال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سنوت([91]) حتى لقد اشتكيت صدري، قال: وجاء الله أباك بسبي فاذهبي فاستخدميه([92]), فقالت: أنا والله قد طحنت حتى مجلت يدي([93]). فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما جاء بك أي بنية؟» قالت: جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأله ورجعت، فقال: ما فعلتِ؟ قال: استحييت أن أسأله، فأتينا جميعًا، فقال علي: يا رسول الله والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مجلت يداي وقد جاءك الله بسبي وسعة فأخدمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى([94]) بطونهم، لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم» فرجعا فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما، فثارا، فقال: «مكانكما» ثم قال: «ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟» قالا: بلى، فقال: «كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام» فقال: «تسبحان في دبر كل صلاة عشرًا، وتحمدان عشرًا، وتكبران عشرًا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثًا وثلاثين واحمدا ثلاثًا وثلاثين وكبرًا أربعا وثلاثين»([95]).
وهكذا كان الهدي النبوي في تربية أهل بيته وأقربائه, لقد أخفقت مساعي السيدة فاطمة وعلي رضي الله عنهما للحصول على خادم؛ لأن السبي يريد عليه الصلاة والسلام أن يبيعه، وينفق ثمنه على أهل الصفة الذي يتلوون من الجوع، فهم أيضًا من خاصة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل علي وفاطمة، والطعام مقدم على الخدمة([96]). ولقد تأثر علي t بهذه التربية النبوية، ويمر الزمن بالفتى علي فيصبح خليفة المسلمين، فإذا به من آثار هذه التربية يترفع عن الدنيا وزخارفها, وبيده كنوز الأرض وخيراتها؛ لأن ذكر الله يملأ قلبه ويغمر وجوده، ولقد حافظ على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم له وقد حدثنا عن ذلك فقال: فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن, فسأله أحد الصحابة ولا ليلة صفين فقال: ولا ليلة صفين([97])، وكان كما وصفه ضرار بن ضمرة في مجلس معاوية: (.... يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلب كفه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جشب...)([98]).

* * *





([1]) انظر: الأساس في السنة وفقهها السيرة النبوية (1/512).
([2]) انظر: موسوعة نضرة النعيم (1/296). (3) انظر: التاريخ السياسي والعسكري، ص277.

([4]) السويق: هو أن تحمص الحنطة والشعير ثم يطحن باللبن والعسل والسمن.
([5]) انظر: السيرة لابن هشام (3/51) التاريخ السياسي والعسكري، ص278، 279.
([6]) انظر: البداية والنهاية (4/3) التاريخ الإسلامي والعسكري، ص279.
([7]) انظر: التاريخ السياسي والعسكري، ص279. (4) انظر: البداية والنهاية (4/3).

([9]) بحران: كتبها بعضهم بفتح الباء (بحران) وبعضهم بضمها.
([10]) انظر: المجتمع المدني للعمري، ص61، التاريخ السياسي والعسكري، ص280.
([11]) انظر: التربية القيادية (3/118، 119). (2) المصدر نفسه (3/132).

([13]) انظر: سيرة ابن هشام (3/56). (4) انظر: السيرة النبوية الصحيحة (1/299).

([15]) انظر: موسوعة نضرة النعيم (1/269). (2) انظر: اليهود في السنة المطهرة (1/276)

([17]) نفس المصدر (1/276). (4) انظر: سيرة ابن هشام (3/54).

([19]) انظر: المغازي للواقدي (1/176)، الطبقات لابن سعد (2/28، 29).
([20]) انظر: تاريخ الطبري (2/481).(7) انظر: اليهود في السنة المطهرة (1/279).

([22]) انظر: سيرة ابن هشام (3/55).
([23]) انظر: الصراع مع اليهود لأبي فارس (1/144).(2) انظر: اليهود في السنة المطهرة (1/280)

([25]) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (5/32). (4) المصدر نفسه (5/33).

([27]) ظللا: جمع ظلة وهي السحابة، استعارة لتغير الوجه عند الغضب.
([28]،7) انظر: اليهود في السنة المطهرة (1/281). (8) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (5/30).


([31]) انظر: المنهج الحركي للسيرة النبوية للغضبان، 247.
([32]) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (5/32). (2) انظر: الصراع مع اليهود لأبي فارس (1/148).

([34]) انظر: اليهود في السنة المطهرة (1/282، 283). (4) نفس المصدر (1/284، 285).

([36]) انظر: الصراع مع اليهود لأبي فارس (1/149).
([37]) انظر: المحرر الوجيز لابن عطية (1/477، 478).
([38]) انظر: السيرة النبوية الصحيحة (1/302).
([39]) انظر: قراءة سياسية للسيرة النبوية، محمد قلعجي، ص138.
([40]) سنن أبي داود (4/528، 529).
([41]) سنن أبي داود، كتاب الحدود، باب الحكم فيمن سب النبي (4/528، 529).
([42]) انظر: نضرة النعيم (1/295). (3) المصدر نفسه (1/296).

([44]) انظر: السيرة لابن هشام (3/58). (5) انظر: نضرة النعيم (1/298).

([46]) انظر: تاريخ الإسلام للذهبي، ص158. (7، 8، 9) المصدر نفسه، ص158.



([50]) رادعة: أي يفوح منها أثر الطيب والزعفران, والكتم نبت يخلط بالحناء فيخضب به الشعر فيبقى لونه.
([51]) انظر: تاريخ الإسلام للذهبي، ص160.
([52]) انظر: الصراع مع اليهود لأبي فارس، (1/111).
([53]) نفس المصدر، (1/111).
([54]) عُل، من العلل، وهو الشرب بعد الشرب، يريد البكاء بعد البكاء.
([55]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/59).
([56]) انظر: الصرع مع اليهود (1/111)
([57]) انظر: السيرة النبوية الصحيحة (1/304)
([58]) الذي كتب في السيرة النبوية لابن هشام أن الذي جاء كعب بن الأشرف أبو نائلة واسمه سلكان بن سلامة.
([59]) وفي كتب السيرة أن الذين قاموا ب***ه خمسة نفر هم: محمد بن مسلمة، وسلكان بن سلامة بن وقش، وهو أبو نائلة، أحد بني عبد الأشهل، وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة، وعباد بن بشر بن وقش، أحد بني عبد الأشهل وأبو عبس بن جبر أحد بني حارثة, هؤلاء قدموا أبا نائلة ليحدث كعب بن الأشرف.
([60]) البخاري في المغازي، باب *** كعب بن الأشرف رقم 4037.
([61]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/61).(2) المصدر نفسه (3/62).

([63]) انظر: الصراع مع اليهود لأبي فارس، (1/115).
([64]) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (5/54).
([65]) انظر: وقفات تربوية مع السيرة النبوية، ص205.
([66]) انظر: الأساس في السنة وفقهها السيرة النبوية (2/537).
([67]) انظر: الصراع مع اليهود (1/119). (4) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/61).

([69]) انظر: الصراع مع اليهود (1/120). (6) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/61).

([71]) انظر: الأساس في السنة وفقهها السيرة النبوية (2/537، 538).
([72]) نفس المصدر (2/537، 538).(3) صحيح مسلم رقم 1740، ص1362.

([74]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/61). (5) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (5/56).

([76]، 2) انظر: الصراع مع اليهود (1/122).

([78]) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (5/56). (4) نفس المصدر (5/57).

([80]) انظر: التاريخ السياسي والعسكري، ص188. (2) انظر: السيرة النبوية الصحيحة (1/304).

([82]) انظر: الصراع مع اليهود (1/126). (4) تأيمت: مات عنها زوجها.

([84]) البخاري، كتاب النكاح، رقم 5122.
([85]) انظر: دلائل النبوة للبيهقي (3/160) إسناده حسن.
([86]) خميل: القطيفة. (3) الأدم: الجلد.

([88]) إذخر: نبات له رائحة عطرة. (5) انظر: صحيح السيرة النبوية، ص267.

([90]) انظر: معين السيرة، ص255. (7) سنوت: استقيت.

([92]) أي اسأليه خادمًا.(9) مجلت يدي: ثخن جلدها وتعجر.

([94]) تطوى: طوى من الجوع فهو طاوٍ خالي البطن جائع لم يأكل.
([95]) انظر: الفتح الرباني (17/260) رقم 90.
([96]) انظر: التربية القيادية (3/100).
([97]) انظر: الإصابة في تميز الصحابة (8/159).
([98]) انظر: صفة الصفوة لابن الجوزي (1/84).
[/HTML]
__________________
رد مع اقتباس